البث المباشر

تفسير موجز للآيات 36 حتى 40 من سورة المائدة

السبت 1 فبراير 2020 - 13:31 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 165

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم اعزائي المستمعين ورحمة الله وبركاته، نرحب بكم في هذا البرنامج الذي سنقدم لكم فيهم تفسيراً ميسراً لآيات من كتاب العزيز.

نبدء البرنامج بتلاوة عطرة للآيتين 36 و37 من سورة المائدة:

إن الذين كفروا ......... ولهم عذاب مقيم

بعد آيات أوصت المؤمنين بالاحسان والتقوى والجهاد في سبيل الله، تأتي هذه الآيات لتخاطبهم أن ايها المؤمنون، لا تعجبكم اموال وقدرة الكافرين ولا تبعث فيكم اليأس والاحباط، لان جميع هذه الاموال والممتلكات من حطام الدنيا ولن تنفعهم يوم القيامه، ولا حتى كل اموال الدنيا، بل حتى لو كانوا يملكون ضعفيها لم تكن لتنفعهم وتخلصهم من عذاب الجحيم. من هذه الآيات نتعلم:

  • في محكمة العدل الالهي لا ينفع تقديم الأموال فدية للنجاة من النار.
  • سبب سعادة الانسان امرٌ باطني وليس ظاهري، وان الايمان والعمل الصالح سببا السعادة وليست الاموال والممتلكات.
  • ان من يصر على كفره وعناده في الدنيا سيخلد في عذاب الجحيم.

 

والآن ننصت واياكم خاشعين الى تلاوة الآية 38 من سورة المائدة:

والسارق والسارقة ......... والله عزيز حكيم

الآية السابقة بينت الاحكام الشاملة للمحارب اي من يتعرض للآخرين بالتهديد بالسلاح ويقتلهم او يسلب اموالهم، وهذه الآية تبيّن حكم السارق الذي يتسلل الى بيوت الناس ويسرق اموالهم، وهنا يستخدم السارق يده، واليد التي تخون الناس لا قيمة لها، لذا حكم الله في هذه الآية أنّ كل من يسرق سواء كان رجلاً او آمرأة فاقطعوا يده جزاء فعلته وليس بظلم من الله فان الله حكيم بالمحافظة على امن المجتمع بفرضه لهذا العقاب الشديد.

طبعاً يجب الالتفات الى انه لا تطقع يد كل سارق، بل عندما يكون قيمة المال المسروق ما يعادل على الاقل 4/1 مثقال من الذهب وان لا يكون السارق مضطراً وشروط اخرى ذكرت في الاحكام الفقهية.

وكذلك فان معنى قطع اليه (قطع اربعة اصابع فقط ، وليس قطعها من الرسغ. والعجيب ان بعض المتغربين وصم هذا الحكم الاسلامي بالقاسي وغير الانساني، في حين ان قطع ايدي عدة خونة من اجل حفظ امن المجتمع، امر انساني وقد دلت التجارب ان المجتمعات التي اجرت هذا الحكم الالهي قد انخفضت فيها نسبة السرقة الى حد متدن اما في المجتمعات الغربية فان هذه النسبة مرتفعة جداً. من هذه الآية نستنتج:

  • في قوانين الجزاء في الاسلام، بالاضافة الى عقاب المجرم، تؤخذ بنظر الاعتبار عبرة الآخرين منه فيجرى الحد بحضور الناس وأمامهم كي يعتبروا فلا يتكور اما فعله.

الاملاك الشخصية والامن العام كانت دائماً محط اهتمام الاسلام فمن يعتدي عليهما يواجه اقسى العقوبات.

الاسلام ليس دينا فردياً بل يهدف لاصلاح شؤون المجتمع، والاسلام لا يخطط للآخرة بل يضع القوانين لدنيا البشر.

 

والآن ننصت واياكم خاشعين لتلاوة للآيتين 39 و40 من سورة المائدة:

فمن تاب ........... على كل شيء قدير

في الآية السابقة تطرقنا الى شده عقوبة السرقة، ولكن ابواب رحمة الله مفتحة دائماً وان رحمته سبقت غضبه لذا تذكر هاتين الآيتين ان من يتوب من السرقة وجبران لما فانه يغفر الله له، من الواضح ان التوبة الحقيقة لا معنى لها إلا اذا كانت قبل ثبوت الجريمة عليه والاّ فان كل سارق عندما يثبت ارتكابه للسرقة ويعرف اي عقاب شديد بانتظاره فيدّعي التوبة، لذا فان من سرق اذا تاب قبل ثبوت الجريمة عليه وقبل الحكم واعاد الاموال التي سرقها الى اصحابها او اذا عوّض ما تسبب به من اضرار واستجلب رضاه عندها يغفر الله له ولا يعاقبه.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • ليست التوبة ندم باطني فقط، بل ندم مع جبران لمافات.
  • اذ تاب الانسان ثم أناب يعيده الله الى اخياء لطفه ورحمته.
  • ان العقاب والمغفرة بيد الله ليست مغلولة بل انه على اساس العدل يعاقب المجرم ويغفر للتائب.

وهكذا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة سائلين البارى تعالى ان لا نكون من المذنبين وان كنا كذلك نسأله أن يلهمنا التوبة انه سميع مجيب حتى حلقة من هذا البرنامج نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة