بسم الله الرحمن الرحيم. مستمعي الاكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة لنتعرف عن كثب على آيات اخرى من القرآن الكريم وتفسير ميسر لها ودعونا في بداية البرنامج ننصق خاشعين الى تلاوة الآيه، السابعة من سورة المائدة قبل الخوض بتفسيرها:

واذكروا نعمة الله .... عليم بذات الصدور

الآيات السابقة لهذه الآية تضمنت بعض احكام الاطعمة والمسائل العائلية واحكام العبادات والصلاة، في حين تؤكد هذه الآية المباركة حقيقة أن هذه الهداية الالهية من اكبر نعم الله عليكم انتم المؤمنين فقدّروها حق قدرها واذكروا نعمة الله دائماً.

الآية الثالثة من هذه السوره تناولنا قضية اقامة الامام علي (عليه السلام) خليفة في اعلان يوم الغدير ليكون بذلك اكمال الدين واتمام النعمة، وهذه الآية تدعو المؤمنين الى التمسك بهذه النعمة الالهية الكبيرة، وتحذرهم في نفس الوقت: انكم استمعتم الى خطبة النبي حول ولاية علي بن ابي طالب وأعطيتموه المواثيق بمبايعه وصيه وخليفته فاحذروا ولا تنقضوا ميثاقكم.

من هذه الآية نتعلم:

• نعمة الاسلام والامامة اسمى من جميع النعم المادية ويجب التمسك بها دائماً وعدم تجاهلها.
• ان الله اخذ من جميع المسلمين مواثيقهم بالعقل والفطرة واللسان والاقرار كي يلتزموا تنفيذ اوامره واي تقصير في هذا المجال يعتبر نقضاً للمواثيق.

والآن ننصق خاشعين الى تلاوة الآية 8 من سورة المائدة:

يا ايها الذين آمنوا.. إن الله خبير بما تعملون

وهذه الآية تشبه الى حد بعيد الآية 135 من سورة النساء، في تلك الآية اوصى الله بالعدل في الشهادة حتى اذا عادت على المؤمن نفسه اوعلى اقربائه بالضرر، وفي هذه الآية بوصي الله تعالى بأن اعدلوا حتى مع اعدائكم ولا تدعوا جادة الحق والعدل واحذروا ان يدفعكم الحقد والعداوة نحو الانتقام فتظلموا الآخرين. وفي علاقاتكم الاجتماعية مع الاصدقاء أومع الاعداء اتقوا الله واعلموا ان الله يعلم كل ما تعملون ويجزيكم عليه على اساس العدل.

من هذه الآية نتعلم:

• ان العدالة الاجتماعية لا تتحقق الا في ظل بالايمان بالله وطاعة اوامره.
• ليس العدل من حسن الاخلاق فحسب بل انه امر الهي في جميع جوانب الحياة، مع العائلة والمجتمع والاصدقاء وحتى الاعداء.
• وجوب التقوى والابتعاد عن العصبيات القومية والعرقية التي تقود الى الاحقاد والطائفية.

والآن لننصت خاشعين الى تلاوة للآيتين 9 و10 من سورة المائدة:

وعد الله الذين آمنوا... اولئك اصحاب الحجيم

وردت آيات عديدة في القرآن الكريم مشابهة لهاتين الآيتين وهي تؤكد مسألة مهمة وهي ان اساس العقاب والجزاء الالهيين هما الكفر والايمان والاعمال الطالحة والصالحة، فان الله لا يحابي قوماً فير سلهم الى الجنة ولا يعادي آخرين فير ميهم في النار. في الآية السابقة تم التأكيد عدة مرات على التزام العدل والتقوى وهذه الآيات تخاطبنا بما مضمونه أنه إذ كنتم من المؤمنين الصادقين وإذا أردتم أن يكون جزاءكم الجنة فعليكم الإلتزام بالعدل والتقوى والاّ كنتم من الكافرين وسيكون جزاءكم النار

ومن هاتين الآيتين نتعلم:

• الجنة والنار، وعدهما الله للذين آمنوا والذين كفروا وإن الله لا يخلف الميعاد.
• من يعمل الصالحات يكفر الله سيئاته ويغفر له ذنوبه ويثيبه.

والآن لننصت خاشعبن الى تلاوة الآية 11 من سورة المائدة:

يا ايها الذين آمنوا... وعلى الله فليتوكل المؤمنون

في تاريخ الاسلام وقعت الكثير من الوقائع اراد فيها الاعداء القضاء على الاسلام بالمؤامرات وايجاد التفرقة والحروب بين المسلمين ولكن الله حفظ المسلمين بنعمته ورحمته وافشل خطط الاعداء. وتقول هذه الآية، اذكروا هذه النعم الالهية دائماً واعلموا ان سبيل الشكر على هذه النعم هي التقوى التي تستوجب استمرار نزول هذه المعونات الالهية.

على المؤمنين ان يعلموا ان عليهم بدلاً من الاعتماد على القدرة البشرية او الخوف من الأعداء والاستجابة لوعودهم، عليهم الاعتماد فقط على قدرة الله الغالبة والخوف منه تعالى فقط وعندها يكتسبون من القدرة بالتوكل على الله ما يمكّنهم من مواجهة جميع القدرات البشرية الهشّة.

ومن هذه الآية نتعلم:

• ان ذكر نعم الله الطافه يبعد الغرور والغفلة عن الانسان ويضاعف من حب الانسان لخالقه.
• من اهم نعم الله على المسلمين هي دفع اعدائهم عنهم، مما يوجب على المسلمين شكر الله لساناً وعملاً.

وبهذا انتهى هذا اللقاء بكم، متمنين للجميع التمسك بالعدل والتقوى في جميع مراحل الحياة لتقودنا الى التوكل على الله والى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم.