بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين وصلاته وسلامه على سيد رسله وخير خلقه نبينا محمد وآله الطاهرين، السلام عليكم اخوة الأيمان في لقاء قرآني جديد وهذا البرنامج:
لكن الله يشهد بما انزل اليك انزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا
هذه الآية التي تليت على مسامعكم هي الآية السادسة والستون بعد المئة من سورة النساء، والآيات التي سبقتها بينت كما قلنا في الحلقة الماضية من هذا البرنامج ان الكفار واهل الكتاب بتعصبهم وعنادهم امتنعوا عن قبول الاسلام ديناً ولم يعترفوا بالنبوة الخاتمة لرسول الله (ص). وتأتي هذه الأية الشريفة مواسية الرسول الأكرم (ص) حيث تبين ان انكار كل هؤلاء المعاندين للدين الحق لن يضره في شىء ذلك ان الله تبارك وتعالى قد انزل القرآن على اساس علمه اللدني الواسع وان مضامين الكتاب العزيز هي خير دليل على انه من لدن الخالق العظيم بديع السموات والأرضين ولنا ان نطرح هذا السؤال هنا وهو كيف يمكن لانسان عاش في مجتمع يعج بالشرك والجهل والخرافات ان يأتي بمثل هذه التعاليم السامية التي ما تزال عند بني الأنسان حتى اليوم ورغم مرور القرون والأعصار ذات قيمة عالية لا نظير لها؟!
اجل لقد رفعت تعاليم الأسلام الخالدة التي جاء بها الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) رفعت الانسان من براثن الشرك والجهل واخذت بيده الى حيث رحاب التوحيد والعلم لقد سمى الأسلام ببني الأنسان الى حيث اوج العزة والمجد التليد فبعد ان كان الناس متفرقين يقتل بعضهم بعضاً اصبحوا في ظل راية القرآن متحدين واخوانا متحابين ، وشكلوا امة هي فخر الأمم انها خير امة أخرجت للناس ببركة تمسكها بوصايا النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وعترته الطاهرين (عليهم السلام) والذي نتعلمه من هذا النص القرآني الشريف:
اولاً: ان منبع الوحي هو العلم اللا متناهي لذات القدس الربوبية، ولذا فأن تقدم العلوم يزيح في كل يوم الستار عن هذه المعارف الألهية
ثانياً: ان افضل دعامة للمبلّغ الديني هي التوحيد والله تعالى، ومن هنا لا ينبغي له ان يتزلزل وهو يمضي في طريق الهداية ولا ينبغي للأنسان ان يستوحش في هذه الطريق لقلة سالكيها ربما وعندنا نص بهذا المعنى مروي عن امام المتقين الأمام علي بن ابي طالب صلوات الله وسلامه عليه
ان الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالاً بعيداً، ان الذين كفروا ظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً الا طريق جهنم خالدين فيها ابداً وكان ذلك على الله يسيرا
الأيات التي تليت على مسامعكم هي الأيات السابعة والستون والثامنة والستون والتاسعة والستون بعد المئة من سورة النساء المباركة.
وتشير هذه النصوص الشريفة الى جماعة من الكفار يقومون علاوة على ضلالهم باضلال الآخرين، ومثل هؤلاء الكفرة انما يظلمون انفسهم ويظلمون الآخرين ومن المستعبدان يعود مثل هؤلاء الى حضيرة القدس الآلهي ولا أمل في ايمانهم يرتجى، وليس لهم والحال هذه طريق نجاة ومآواهم النار وساءت مصيرا.
يا ايها الناس قد جاء كم الرسول بالحق من ربكم، فامنوا خيراً لكم وان تكفروا فأن لله ما في السموات والأرض وكان الله عليماً حكيما
هذه هي الآية السبعون بعد المئة من سورة النساء ويستفاد من الأدلة التاريخية ان اهل الكتاب وخاصة اليهود كانوا ينتظرون ظهور نبي من بين العرب اذ بشرت بذلك كتبهم السماوية، ويأتي القرآن هنا ليبين ان هذا النبي هوالرسول الأكرم محمد بن عبدالله(ص) نسأل الله تعالى ان يجعلنا على الدوام من ابتاع الرسالة الأسلامية السمحاء ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لذلك رحمة انك انت الوهاب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.