لقد استعادت ايران على عهد الصفويين خاصة أيام الملك عباس الكبير ومن بعده على عهد الملك نادرشاه الأفشاري، إستعادت حدودها السابقة ولاسيما ما كانت عليه في العصر الساساني، وبذلك عادت الى ايران عظمتها وأبهتها وشوكتها الماضية.
خلال الفترة من 1501 الى 1524 ميلادي، خاض الملك الصفوي اسماعيل الأول معارك وحروباً عدة، وأنهى السيطرة الأجنبية على أرض ايران وحالة التشرذم التي كانت تعاني منها البلاد، وبذلك أخضع الجميع لقيادته الموحدة؛ ولم يلبث حتى ان أعلن المذهب الشيعي مذهباً رسمياً لايران.
حكم الملك الصفوي الشاه عباس ايران ما بين 1587 الى 1629 ميلادي، والتي تعد ذروة ازدهار ورقي السلالة الصفوية. أسس شاه عباس جيشاً منظماً مقوياً استطاع دحر القوات العثمانية.
في عام 1598 للميلاد، اختار الشاه عباس الصفوي مدينة اصفهان عاصمة لحكمه.
كان شاه عباس يعير اهتماماً خاصاً بفن المعمارة، وأوعز للمعماريين والفنانين البارعين بتزيين اصفهان من خلال بناء عدد من العمارات والأبنية الاسلامية الرائعة.
كما أمر الشاه عباس ببناء مساجد ومدارس وجسور وسوق كبير في اصفهان.
شهدت ايران طوال فترة حكومة الشاه عباس الصفوي ازدهاراً ورقياً ملحوظاً في حياكة أقمشة حريرية فاخرة وملابس وكذلك في صناعة السجاد اليدوي والنقش على المعادن وانتاج الأواني الخزفية وفن الخط والمنمنمات.
في الأعوام 1501 الى 1722 ميلادي، واجه الصفويون كيانين مسلمين منافسين؛ العثمانيون في الأناضول (تركيا الحالية) والمغوليين في الهند (السلالة الكوركانية) وكلاهما اعتمد في مجالات الفن والأدب على فنانين وأدباء وشعراء ايرانيين، فكانت اللغة الفارسية جارية على الألسن في بلاطات هاتين الحكومتين، وخير شاهد على ذلك، ما بقي من أشعارهم ورسوماتهم ومنمنماتهم التي كتبت باللغة الفارسية حصراً. اللغة الفارسية في الهند كانت اكثر انتشاراً ونفوذاً، حيث عدت الفارسية اللغة الادارية والثقافية في تلك الديار، وتواصل هذا الامتداد الثقافي للفارسية في الهند حتى أن خضع هذا البلد للاستعمار البريطاني.
ولعل من نافلة القول إن المعمار الرئيس لمعلم «تاج محل» المشهور في الهند هو فنان ايراني يدعى «استاذ أسد» وقد بنيت هذه العمارة الرائعة متأثرة بالنمط والتصميم المعماري الايراني.
مرت الأعوام حتى جاءت سنة 1722 الميلادي، حيث شن «محمد خان»، الذي كان زعيم إحدى القبائل الأفغانية، شن غارة على ايران وسيطر جنوده على العاصمة الصفوية اصفهان دون أية مقاومة، وبذلك أطاح بالحكم الصفوي، بيد أن ضابطاً في الجيش الصفوي يدعى «نادر» تمكن خلال الفترة من 1729-1747 من جمع القوات ورص الصفوف وتحقيق النصر على الأفغان وطردهم من أراضي ايران وتوحيد البلد من جديد. من ثم عين نادر نفسه ملكاً على ايران. كان نادر شاه الذي ينتسب الى قبيلة الأفشار في ايران، استراتيجياً عسكرياً بارزاً هزم العثمانيين والروس والهنود والقبائل الداخلية.
في غارة شنها على الهند في زمن حكم المغول، حصل الملك الايراني نادر شاه افشار على اثنين من اكبر قطع الالماس في العالم وهما «بحر النور» والموجودة حالياً في ايران و«جبل النور» والمصنفة حالياً ضمن المجوهرات الملكية البريطانية.
أخيراً قتل نادر شاه على يد حراسه.
ثم برز نجم «كريم خان الزندي» خلال الاعوام 1747 الى 1779 ميلادي، وسطر على أجزاء في جنوب ايران ووسطها. كان كريم خان رجلاً عطوفاً الى درجة أنه امتنع عن استلام عنوان الملك، بل سمى نفسه «وكيل الرعايا».
خاض كريم خان معارك عدة مع خصمه اللدود؛ قبيلة القاجاريين. وبعد وفاة كريم خان سنة 1779 الميلادية، إنتفض «آقا محمد خان القاجاري» وتغلب على الزنديين تدريجياً ومن ثم أسس للسلالة القاجارية في ايران.