بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه واشرف بريته نبينا محمد واله الطاهرين، السلام عليكم اخوة الأيمان في كل مكان هذه حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة.
يقول تعالى في الآية الثالثة والخمسين بعد المئة من سورة النساء:
يسألك اهل الكتاب ان تنزل عليهم كتاباً من السماء فقد سألوا موسى اكبر من ذلك فقالوا ارنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل من بعد ما جائتهم البينات فعنونا عن ذلك وآتينا موسى سلطاناً مبينا
كما تتذكرون اننا قد ذكرنا في سابق حلقات هذا البرنامج ان القرآن الكريم انتقد بعض اهل الكتاب الذين يفرقون بين الله ورسله فيعتقدون نبوة بعض الرسل وينكرون نبوة آخرين منهم.
وتشير هذه الآية الى احدى ذرائع يهود المدينة التي تذرعوا بها لكي لا يؤمنوا بالاسلام حيث طلبوا من رسول الله (ص) ان يكون القرآن كالتوراة نازلاً بالكامل والواضح ان الوحي الآلهي ينزل بامر الله تعالى. ثم انه وبلا ادنى شك لا فرق بين نزول الوحي مرة واحدة او نزوله على مراحل وليس لهذا الأمر اي دور في تمييز الحق عن الباطل ويأتي هذا الكلام الألهي ليبين ان عادة اليهود اختلاف الذرائع فاليهود في زمن موسى (ع) قد طلبوا منه ان يريهم الله جهرة كي يؤمنوا به دكان هذا الطلب ذريعة ليس الا. على ان هذا العناد كان سبباً في نزول العذاب الالهي على بني اسرائيل ورغم ان الله قد اتم حجته وبرهانه على بني اسرائيل فقد عبد هؤلاء العجل ونسوا الله تعالى، لكن الله عنى عن التائبين منهم الاوابين اليه.
ويقول تعالى في الآية الرابعة والخمسين بعد المئة من سورة النساء المباركة:
ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجداً وقلنا لهم لا تعدوا في السبت واخذنا منهم ميثاقاً غليظا
تتحدث هذه الآية عن كيفية اخذ العهد من بني اسرائيل من قبل الله تعالى وتشير الى ان جبل الطور بامر اله تعالى وارادته قد انقلع من مكانه واصبح فوق رؤوس اليهود. هنا بين موسى (ع) العهود الألهية وقبلها اليهود ومن هذه العهود التوحيد وبر الوالدين وصلة المحرومين واداء الصلاة واتيان الزكاة
وكان من اوامر الله لبني اسرائيل الخضوع والخشوع والسجود عند دخولهم بيت المقدس كي يقبل الله توبتهم . وان يعطلوا اعمالهم يوم السبت من كل اسبوع وقد حرم عليهم صيد السمك في يوم السبت كذلك. لكن اليهود لم يتقيدوا بكامل هذه الأوامر الالهية التي فيها بلاشك مصلحة لهم ونقضوا بذلك عهد الله تعالى.
ونتعلم من هذه الآية:
اولاً: ان قبول الدين لا يكفي أن يكون بالعقل والقلب فقء بل لابد من الوفاء بالمواثيق الألهية
ثانياً: للأماكن المقدسة لاسيما المساجد احكامها الخاصة بها والتي لابد من رعايتها
ثالثاً: اداء العمل حين العبادة هو نوع من التعدي على الأحكام الألهية ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
ويقول تعالى في الآية الخامسة والخمسين بعد المئة من سورة النساء:
فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرحم فلا يؤمنون الا قليلاً
يبين هذا النص القرآني:
- ان بني اسرائيل وعلاوة على نقض العهود والمواثيق الالهية انكروا معجزات الانبياء (ع) لابل وفوق ذلك تجاوز اعلى الساحة القد سية لانبياء الله فقتلوا البعض منهم. والعجب ان هؤلاء اليهود يبررون مثل هذه الأعمال بقولهم ان قلوبنا طبعت على ذلك واننا اذا ما ارتكبنا خطأ فأن هذا الخطأ هو خلاف ما نريد او خلاف ارادتنا.
- ويرد القرآن عليهم بأن كفركم وعنادكم اديا الى ان يطبع الله على قلوبكم حتى لم يبق امامكم من طريق للسعادة والنجاة.
نسأل الله تعالى ان يوفقنا واياكم لما يحب ويرضى وان ينأى بنا عن هوى النفس فاعدى اعدانك كما جاء في للحديث الشريف نفسك التي بين جنبيك ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم والحمدلله رب العالمين والى هنا ينتهي لقاؤنا بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة إستمعتم لها منه إذاعه طهران شكر لكم والسلام عليكم.