بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين ثم الصلاة والسلام على سيد الأنبياء وخاتم المرسلين نبينا محمد وعلى اله الطاهرين، السلام عليكم مستمعينا الكرام اهلاً بكم في حلقة اخرى من هذا البرنامج ، حيث نتابع تفسير آيات اخرى من سورة النساء ، وبعد فاصل قصير نستمع الى تلاوة الآية الثانية والأربعين بعد المئة من هذه السورة الشريفة:
ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراوؤن الناس ولا يذكرون الله الا قليلاً
في بعض من الأيات السابقة وردت اشارات لصفات عدة من صفات المنافقين وتأتي هذه الأية لتذكر صفة اخرى لهؤلاء، فالذين لم يترسخ الأيمان في قلوبهم، اذا قاموا الى الصلاة والعبادة قاموا لها بكسل وتهاون، واذا ارادوا اداء الصلاة اخروها عن اول وقتها لآخره واذا ادوها في آخره جاءت سريعة لاروح فيها
أما المنافق فهو يؤدي صلاته رياءاً ومن اجل ان يراه الأخرون وما فائدة هكذا صلاة، وهذا الأمام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه الصلاة والسلام يقول كم من قائم ليس له من قيامه الا العنى اي القلب.
والرياء هو علامة الشرك والمشرك جزاوه جهنم اعاذنا الله منها.
ويقول تعالى في الآية الثالثة والأربعين بعد المئة من سورة النساء:
مذ بذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً
ومن الصفات الأخرى للمنافقين انهم لا يحملون فكراً وعقيدة وهدفاً ثابتاً. انهم لا يتحلون بالأيمان الخالص ولا يظهرون ما تبطن قلوبهم من كفر. وهم قاتلهم الله يخوضون مع الخاتضين ومثل هؤلاء ليس لهم الا الضلال والأنحراف.
ويقول تعالى في الآية الرابعة والأربعين بعد المئة من سورة النساء:
يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا الكافرين اولياء من دون المؤمنين أتريدون ان تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً
تحذر هذه الأية القرآنية المؤمنين من مصاحبة الكافرين وموالاتهم، فالمؤمن لابد ان يتخذ المؤمن ولياً له ومصاحباً وحهيماً
على ان الأبتعاد عن اهل الأيمان ومصاحبة الكفار لا يتفق وروح الأيمان الشفافة ونتعلم من هذه الأية الشريفة ان كل اجراء يقود الى تسلط الكفار على المجتمع الأسلامي مرفوض ومدان وانه ينبغي على المسلمين التحرز عن عقد اي اتفاقية تكون نتيجتها قبول ولاية الكافرين.
لازلتم حضرات المستمعين وبرنامج نهج الحياة الذي يأتيكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الأسلامية في ايران، بعد فاصل قصير نتابع البرنامج.
ويقول تعالى في الأيتين الخامسة والأربعين والسادسة والأربعين بعد المئة من سورة النساء المباركة:
ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا الا الذين تابوا واصلحوا واعتصموا بالله واخلصوا دينهم لله فاولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين اجراً عظيماً
يتضح من هاتين الأيتين ان النفاق ومن وجهة نظر الأسلام هو اشد انواع الكفر وان المنافقين ابعد الناس عن الله تعالى ومن هنا كان مكانهم في الدرك الاسفل من النار وساء لهم هذا المصير بما كانوا يعملون.
كما ان المنافقين هم اشد اعداء الدين فهم يخفون كفرهم وعدائهم للدين وراء ستار من الأيمان المزيف ومع كل هذا فأن رحمة الله واسعة وأبوابها لا تغلق حتى بوجه مثل هؤلاء فأذا تابوا عما فعلوا واصلحوا انفسهم وطهروا نفوسهم من دنس النفاق فأن الله تعالى يغفر لهم ويتجاوز عن سيئاتهم وهو الغفور الرحيم.
ونتعلم هنا الدروس التالية:
اولاً: أذا اراد الانسان النجاة فعليه ان يسلك طريقها في الدنيا بالتوبة والعمل الصالح. اما في القيامة فأن الكافر يقول يا ليتني كنت تراباً لانه في ذلك اليوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم.
ثانياً: طريق التوبة مفتوح على الدوام امام الجميع اذ ليس لليأس معنى في حضرة القدس الألهي
ثالثاً: التوبة ليست بأظهار الندم باللسان فقط بل لابد ان تتجسد التوبة في العمل.
نسأل الله تبارك وتعالى ان يأخذ بأيدينا الى الصراط المستقيم صراط الذين انعم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين والحمد لله رب العاليمن والسلام خير ختام.