البث المباشر

تفسير موجز للآيات 137 حتى 141 من سورة النساء

الثلاثاء 28 يناير 2020 - 13:25 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 147

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير ابي القاسم محمد واله الطاهرين السلام عليكم مستمعينا الكرام واهلاً بكم في هذا البرنامج القرآني وقد اكملنا بعون الله تعالى تفسيراً موجزاً ل 136 آية من آيات سورة النساء، والى الآية السابعة والثلاثين بعد المئة من هذه السورة المباركة بعد هذا الفاصل.

 

ان الذين امنوا ثم كفروا ثم امنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفرلهم ولا ليهديهم سبيلاً 

تشير هذه الآية كما هو واضح الى نمط من الناس يتصفون بالتلون، في كل يوم شكل مرة ايمان ومرة كفر. وهذا التغير في العقيدة من فترة لاخرى ليس ببه الوصول الى الحقيقة انما هو من النفاق. وفي الواقع فأن مثل هؤلاء انما يجرون وراء مصالحهم الذاتية ويؤمنون ويكفرون من اجلها. وقد اجلت احاديث شريفة القناع عن مثل هؤلاء الناس اللعوبين وحذرت مما يسمى مؤمن الرضا و كافر الغضب ومن الطبيعي ان مثل هؤلاء الناس اذا ماتوا حرموا من رحمة الله ورضوانه ونتعلم من هذه الآية الكريمة:

اولاً: ان خطر الأرشداد يهدد كل مؤمن اذن لا ينبغي ان نغتر بايماننا

ثانياً: ان تزلزل العقيدة لا قدر الله يقود الأنسان الى الضلال ويبعده عن جادة الهداية والرحمة الألهية  ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لذلك رحمة انك انت الوهاب.

 

ويقول تعالى في الأيتين الثامنة والثلاثين والتاسعة والثلاثين بعد المئة من سورة النساء:

بشر المنافقين بأن لهم عذاباً اليماً الذين يتخذون الكافرين اولياء من دون المؤمنين ليبتغون عندهم العزة، فأن العزة لله جميعاً

ان من خصوصيات المنافقين انهم يذكرون الكافرين بكل عظمة وفخر وانهم يتابعون سبيل الكفر العوجة ظناً منهم انه يوصلهم الى العزة.

لكن العزة الحقيقية نابعة من العلم والقدرة الألهية لا من الثروة والسطوة، وحيث ان الله تعالى هو صاحب العلم والقدرة اللا متناهية فأن العزة الحقيقية هي في التقرب اليه والأتصال بذات قدسه تباركت اسماؤه

 

ويقول تعالى في الآية الأربعين بعد المئة من سورة النساء:

وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره انكم اذن مثلهم، ان الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً

تشير هذه الآية الى علامة اخرى من علامات المنافقين وهي انهم يشاركون في اجتماعات المعارضين ضد الدين، وانهم كذلك يلتزمون السكوت والصمت حينما يرون الآخرين وهم يهينون المقدسات الدينية. على ان الواجب الشرعي انطلاقاً من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يملي على الأنسان المؤمن في مثل هذه الحالة الرد على الحديث الباطل المعادي للدين او في اقل التقديرات ترك المجلس الذي يقال فيه مثل هذا الحديث.

ويفيدنا هذا النص القرآني مايلي:

اولاً: المشاركة في اجتماعات الأثم هو مثل ارتكاب الأثم حتى وان كان الشارك ساكتاً لا يتكلم.

ثانياً: انما تجوز مجالة الكافرين اذا لم ينتهكوا الحرمات الدينية.

ثالثاً: لا ينبغي فسح المجال امام هتك المقدسات الدينية بذريعة حرية التعبير.

 

ويقول تعالى في الآية الحادية والأربعين بعد المئة من سورة النساء:

الذين يتربصون بكم فأن كان لكم فتح من الله قالوا الم نكن معكم وان كان للكافرين نصيب الم نستعوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً

ان مفهوم الأنتهازية ينطبق ايما انطباق على المنافقين ذلك ان مرضى القلوب هؤلاء ينتهزون الفرص لتحقيق مأربهم غير المشروعة.

فأذا ما حقق المؤمنون نصراً قال المنافقون نحن معكمم وعاضدناكم اذن لابد ان نشارككم في الغنائم، واذا كان النصر للأعداء قال المنافقون انا كنا قد اعددنا لهذا النصر. المنافقون يتعاملون كجوا سيس وبرياء، فتارة كما تقول بعض الأمثال يرافقون القافلة اينا سارت وفي اخرى يشاركون من يغيرون عليها ويسرقون امتعتها. وفي آخر هذه الآية بشارة للمؤمنين من ان الحق والباطل وان كانا على الدوام في صراع فأن حسن العاقبة للمؤمنين، لأن الله سبحانه وتعالى لم يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا والحمد لله رب العالمين.

 

واذا ما يشاهد اليوم من سحوة الكفر على اكثر نقاط العالم، فمرد ذلك الى ان اكثر المؤمنين لا يتحلون بالأيمان الحقيقي ولا يؤدون ما يلقى على عاتقهم من مسؤوليات بالشكل المطلوب.

ان وعد الله حق لكن بشرط ان يكون المؤمنون في ايمانهم ثابتين وهنا لا يمكن للكافرين التسلط على المؤمنين.

ونتعلم من هذا النص القرآني الشريف انه ليس من حق الدول الأسلامية قبول سلطة الكفار، وان العلاقات السياسية والأقتصادية والسياسية جائزة مع الدول الأجنبية بشرط ان لا تكون سبباً في تسلط الكفار وذلة المؤمنين والأستهانة باستقلال وسيادة البلاد الأسلامية لاقدر الله.

 

نسأل الله سبحانه وتعالى ان يطهر قلوب الجميع من براثن النفاق ويهديهم سواء السبيل والسلام خير ختام.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة