بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطاهرين والسلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج الذي يأخذنا الى رحاب القرآن الكريم.
نستمع الى تلاوة الاية التاسعة والثمانين من سورة النساء:
ودوا لوتكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم اولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فأن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم ولياً ولا نصيرا
في الحلقة السابقة من هذا البرنامج ذكرنا ان جماعة من المسلمين قد شفعوا للمنافقين وأيدوهم ، وتأتي هذه الاية لتقول ان هؤلاء المنافقين سريرتهم سيئة للغاية، فهم ليسوا لوحدهم كفاراً بل يريدون للآخرين الكفروالمروق من الدين وتؤكد هذه الاية انه لا ينبغي للمؤمنين موالاة مثل هؤلاء المنافقين الا ان يتخلوا عن نفاقهم وعن كفرهم ويهاجروا الى مركز الأسلام فان لم يفعلوا ذلك فهذا يعني أنهم على كفرهم ونفاقهم باقون، ان مثل هؤلاء المنافقين يستغلون اسم الأسلام لتحقيق ماربهم الدنيئة.
وثمة نقطة لابد من الاشارة اليها هنا وهي ان اليهود والنصارى وهم اهل الذمة يعيشون بسلام في ظل الاسلام ولهم الاحترام. اما المنافقين فليس لهم امان في الاسلام وان الاسلام يتعامل معهم بشده لما هم عليه من كفر ونفاق ومحاربة مستمرة للكيان الاسلامي ونتعلم من هذه الاية:
اولاً: ان لا نغفل عن خطر النفاق وان نرفض صداقة المنافقين ذلك ان المنافقين اشد عداوة للأسلام والمسلمين من الكافرين.
ثانياً: من علائم الايمان الحقيقي، الهجرة في سبيل الله، ومن ليس على استعداد للهجرة في سبيل الدين فهو ليس مؤمناً حقيقياً.
ثالثاً: توبة كل اثم رفع ذلك الأثم وعلى هذه القاعدة فأن توبة من ترك الهجرة ، الهجرة في سبيل الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
ويقول تعالى في الآية التسعين من سورة النساء المباركة:
الا الذين يصلون الى قوم بينكم وبينهم ميثاق او جاؤوكم، حصرت صدرورهم ان يقاتلوكم او يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فأن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم والقوا اليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً
تستثني هذه الاية من التعامل الشديد مع المنافقين جماعتين الاولى الذين لهم عهد مع من عاهد المسلمين والجماعة الثانية التي اعتزلت الحرب وحتى اقترحت الصلح والسلم.
ويأتي هذا الاستثناء لوجود المعاهدات مع الجماعة الأولى ولابد من الوفاء بالعهود اما استثناء الفئة الثانية فيأتي من باب مراعاة العدالة وبيان أصالة الحالة السلمية في الإسلام ونتعلم من هذه الاية:
اولاً: لابد من رعاية المعاهدات السياسية او العسكرية حتى وان كانت مع الكفار الا ان ينقضوها هم ولا يراعوها.
ثانياً: الجهاد والقتال في الاسلام ليس من اجل التسلط او الانتقام وان قبل العدو الصلح واعرض عن الحرب فلا ينبغي التعرض له. حتى انه جاء في القرآن الكريم وان جنحوا للسلم فاجنح لها.
ويقول تعالى في الاية الحادية والتسعين من سورة النساء:
ستجدون آخرين يريدون ان يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا الى الفتنة اركسوا فيها فأن لم يعتزلوكم ويلقوا اليكم السلم ويكفوا ايديهم فخذوهم واقتلوهمم حيث ثقفتموهم واولئكم جعلنا لكم عليهم سلطاناً مبينا
جاء في التفاسير ان جماعة من مكة كانوا اذا حضروا عند النبي (ص) اظهوا الأسلام نفاقاً ذلك انهم اذا ما تركوا النبي عادوا الى اصنامهم يعبدونها وصاروا مع الكفار لكي يكونوا في مأمن من عذابهم. مثل هؤلاء كانوا الى الكفار يميلون وفي مؤامراتهم ضد الأسلام يشاركون، فنزلت هذه الآية واوجبت التعامل بشدة مع مثل هؤلاء الناس. على ان مثل هؤلاء اشد خطراً من الكفار على الأسلام والمسلمين انهم الأعداء المتغلغون داخل الكيان الأسلامي فهم لايراعون الحياد فحسب بل يشعلون للحرب نارها ومثل هؤلاء الأعداء لابد ان يؤسروا وان قاوموا يقتلوا ليتقى شرهم.
ونتعلم من هذه الأية الأمور التالية:
اولاً: على المسلمين التعرف على اعدائهم والتعامل مع كل عدو بما يتناسب معه.
ثانياً: التعامل بشدة مع كل من يريد التأمر على النظام الأسلامي
ثالثاً: المنافق هو من يسعى الى الرفاه ودعة العيش اما الأيمان والعقائد الحقة فقلبه منها خواء في ختام هذه الحلقة نسأل الله تعالى ان يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة وان يجعل قلوبنا بالأيمان عامرة ومن النفاق نافرة آمين يا رب العالمين.
حضرات المستمعين الأفاضل هكذا انتهت حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة حتى اللقاء في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.