البث المباشر

تفسير موجز للآيات 80 حتى 82 من سورة النساء

الثلاثاء 28 يناير 2020 - 08:06 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 133

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله رب العالمين وافضل الصلاة وازكى التسليم على الرسول الأمين سيدنا محمد واله الطاهرين، اسعد الله اوقاتكم بكل خيرحضرات المستمعين واهلاً بكم في هذا اللقاء القرآني الجديد.

 

ها نحن نواصل تفسيرنا الموجز لايات القرآن الكريم، وبعد ان انتهينا من تفسير فاتحة الكتاب ثم سورة البقرة وسورة آل عمران بدأنا تفسير آيات سورة النساء حيث مر منها عليكم تسعة وسبعون آية، والأن نستمع الى الاية الثمانين من هذه السورة الشريفة:

من يطع الرسول فقد اطاع الله ومن تولى فما ارسلناك عليهم حفيظا

ان من اهم اصول واسس ادارة المجتمعات تحديد الدرجات والمراتب الحكومية وبالتالي لزوم اتباع الناس للأحكام الحكومية وطاعة اولياء الأمور.

وقد ذكرنا من قبل وما ذكرناه حقيقة لا يرقى لها الشك ولا تشوبها شائبه ان الأسلام ليس دين عبادات فقط بل هو دين جامع وشامل لشؤون الحياة، وفي الأسلام ثقافة واقتصاد وسياسة ونظام حكم.

ويلاحظ في الكتب والموسوعات الفقهية وعلى مختلف المذاهب الأسلامية احكاماً للعبادات واخرى للمعاملات والقضاء والجزاء وما الى ذلك ومن وجهة نظر القرآن الكريم فأن النبي الأكرم (ص) ليس مبلغاً للاحكام الشرعية وحسب بل هو حاكم للمجتمع الأسلامي ولابد من اطاعة امره ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا عنه لانه ص ما ينطق عن الهوى ان هو الا وهي يوحى ونتعلم من هذه الآية المباركة:

اولاً: اطاعة الله تعالى لا تتلخص في الصلاة والصيام وسائر العبادات فقط. بل ان من وظائف الانسان المؤمن طاعة الرسول والأئمة (ع) في جميع شؤون حياته

ثانياً: الناس احرار في اختيار الدين الذي يريدون وليس لاحد اجبارهم على دين ما حتى الرسل والانبياء عليهم الصلاة والسلام ويتجلى هذا الأمر في قوله تعالى مخاطباً رسوله  انما انت منذر وقوله تعالى وما انت عليهم بوكيل.

 

ويقول تعالى في الآية الحادية والثمانين من سورة النساء:

ويقولون طاعة فأذا يرزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فاعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً

تأتي هذه الآية الكريمة لتحذر من خطرالمنافقين وكانت آيات اخرى قد حذرت من خطر هذه الجماعة المنحرفة. تحذر هذه الآية الرسول والمسلمين من المنافقين الذين يتظاهرون بالتدين والايمان لكنهم ومن وراء الستار يحيكون المؤامرات ضد الأسلام

ويحدد هذا النص القرآني كيفية التعامل مع المنافقين اذ لابد من التعرف عليهم اولاً ثم الابتعاد عنهم واعتزالهم والله تبارك وتعالى فاضح امر المنافقين. اذن لابد للمؤمنين من التوكل على الله في امورهم ولا يستوحشوا طريق الحق وان افترقوا فيه عن هذا النفر من المرائين.

ونتعلم من هذا النص:

اولاً: ان لا نغفل عن مؤامرات الاعداء في الداخل وان لا نتصور ان العدو يكمن في خارج الحدود فقط.

ثانياً: الأبتعاد عن السذاجة وعدم الثقة باولئك المتملقين

ثالثاً: ان الله تعالى حامي المؤمنين والمدافع عنهم وانه تعالى وبامداداته الغيبية يمن بنصره على المؤمنين.

 

ويقول تعالى في الاية الثانية والثمانين من سورة النساء:

افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً

لا ريب ان الله تعالى يجعل لكل نبي معجزة ومعجزة رسول الله (ص) هي القرآن دستور الحياة الخالد هذا الكتاب السماوي نزل على صدر النبي الخاتم رحمة للعالمين وهو جميعه اعجازومن هنا عارضه الكفار وخالفوه وقالوا ان الرسول والعياذ بالله قد وضعه او ان آخرين قد علموه اياه الى غير ذلك من توافه الكلام.

اما هذه الآية فتبين ان القرآن هو من عندالله تعالى ولو كان من عند غيره لوجد فيه اختلاف كثير.

وقد عجزت العقول مهما بلغت عن الاتيان بمثل القرآن الكريم لانه وحي السماء وكلام الله الخالق الأحد وانى للمخلوق ان يرقى الى مرتبة الخالق او يكون كلامه ككلامه تعالى شأنه العزيز.

واخيراً نقول ان القرآن هو لكل العصور والاجيال واذا ما انضوى الناس تحت رايته الكريمة نأت عنهم الخلافات والمشاحنات وهذا امير المؤمنين الأمام على بن ابي طالب صلوات الله وسلامه عليه يقول في وصيته الخالدة الله ، الله في القرآن فلا يسبقكم الى العمل به غيركم

نسأل الله تعالى ان يوفقنا للتدبر في القرآن وان ينور مقلنا بنوره الساطع كي نأخذ الحقيقة من منهلها الفياض انه سميع الدعاء

والحمدلله رب العالمين والصلاة على حامل راية القرآن سيدنا محمد واله الطاهرين والسلام على اتباع القرآن من عباد الله الصالحين.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة