بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلي الله علي نبينا محمد واله الطاهرين، السلام عليكم حضرات المستمعين واهلاً بكم في لقاء جديد وهذا البرنامج الذي يأخذنا الي رحاب واسعة هي رحاب القرآن الكريم.
لقد وصلنا في تفسيرنا الموجزلأيات الذكرالحكيم الي الآية التاسعة والستين من سورة النساء حيث نستمع الي تلاوة لها والاية التي تليها ثم يعقب ذلك تفسير سهل ويسير لهما:
ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفي بالله عليما
ان من يعمل باوامر الله تعالي ويطيعه ويطيع انبيائه ورسله الكرام عليهم السلام ينال الفوز في الدنيا وفي الاخرة وهذا هو الفوز العظيم ، ففي الدنيا تشمل المؤمنين بركات الرب الجليل وفي الاخرة يحشرهم الله تعالي مع الانبياء والصالحين اننا وفي كل صلاة وبقرائتنا لسورة الحمد المباركة نسأل الله تعالي ان يهدينا صراطه المستقيم لنكون في ركب الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقاً.
ومن هذا النص القرآني نتعلم مايلي:
اولاً: اتباع اوامر الله واوامر الانبياء يجعلنا مع الصالحين في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
ثانياً: لأختيار الصديق الصدوق لابد من مراعاة شرط الأيمان.
ثالثاً: ان الأيمان بان الله ناظر لأعمالنا افضل عامل محفز لفعل الحسنات واجتناب السيئات.
ويقول تعالي في الآية الحادية والسبعين من سورة النساء:
ياايها الذين امنوا خذوا حذركم فانفروا ثباتاً او انفروا جميعاً
الاسلام هو دين الحياة والحياة لها ابعاد فردية واخري اجتماعية ومن هنا يأمر القرآن علاوة علي اداء العبادات والأعمال الشخصية بامور اخري تهم المجتمع ومن اهم المسائل في كل مجتمع كيفية التعامل مع الاعداء سواء في الداخل اوفي الخارج وفي القرآن الكريم العديد لابل الكثير من الأيات التي تأمر بالدفاع والذود عن كيان الأسلام وحياضه وقد جعل القرآن مكانة الشهداء الي جانب مكانة الأنبياء والشهداء هم الذين يهبون انفسهم دفاعاً عن الدين والمقدسات الدينية فهنيئاً لهما ألشهادة في سبيل الله.
ويأمر هذا النص الكريم المؤمنين بالاستعداد للقتال ذوداً عن الاسلام والعقيدة الحقة ويحث علي الحذر واليقظة امام مخططات الأعداء.
ونتعلم من هذه الآية الكريمة لزوم التأهب لواجهة العدو والدخول في دورات تدريبية استعداداً للتعبئة والنفير العام اذا ما اقتضت الحاجة ذلك وتنفيذاً لامره تعالي واعدوا لهم ما استطعتم من قوة
ويقول تعالي في الايتين الثانية والسبعين والثالثة والسبعين من سورة النساء:
وان منكم لمن ليبطئن فأن اصابتكم مصيبة قال قد انعم الله علي اذ لم اكن معهم شهيدا ولئن اصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة ، ياليتني كنت معهم فافوز فوزاً عظيماً
يحذر هذا النص القرآني الشريف المسلمين من المنافقين الذين يندسون بين صفوفهم فمثل هؤلاء المنافقين لايفكرون الا في مصالحهم وانهم لايجاهدون في سبيل الله لابل ويمنعون الآخرين كذلك من الجهاد المقدس.
المنافقون وكما يبين هذا النص ينأوون بانفسهم جانباً حيثما تبرز مشاكل في المجتمع الأسلامي و يحمدون الله تعالي ان نجوا في الملمات لكنهم يتحسرون اذا ما خسروا الرفاه المادي وكل هذا مرده الي مرض النفاق الذي اصاب قلوبهم فجعلهم متلونين اعاذنا الله تعالي منهم ومن شرورهم واخزاهم في الدنيا والاخرة ولهم دار البوار.
ونتعلم من هاتين الآيتين:
اولاً: ميادين الحرب والجهاد هي افضل بوادق الأختبار حيث فيها يمحص المؤمن من المنافق.
ثانياً: تواجد المنافقين في جبهات القتال من شأنه اضعاف معنويات المقاتلين. اذن لا من التعرف علي امثال هؤلاء والحؤول دون دخولهم جبهات القتال.
ثالثاً: من علامات النفاق الهروب من جبهات الحرب والتواري عن المجتمع حينما تواجهه المشاكل.
رابعاً: الرفاه المطلوب هو الذي يتحقق للجميع.
خامساً: بالنسبة للمنافقين فأن السعادة في لذائذ الدنيا وغنائمها المادية. اذن علينا الاحتراز ان لانقع في مثل هذا الفخ اللعين .
سادساً: من لايشارك المؤمنين همومهم وانما همه الملذات فهو منافق.
نسأل الله تعالي كما سألناه دوماً ان ينأي بنفوسنا عن النفاق ويمن علينا بالأيمان الخالص انه أكرم مسؤول وخير مجيب والحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه علي نبينا سيد الرسل واله الطاهرين والسلام خير ختام.