البث المباشر

تفسير موجز للآيات 53 حتى 57 من سورة النساء

الثلاثاء 28 يناير 2020 - 07:25 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 126

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ثم السلام عليكم حضرات المستمعين معكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة.

 

يقول تعالي في الآيات الثالثة والخمسين والرابعة والخمسين والخامسة والخمسين من سورة النساء:

 ام لهم نصيب من الملك فأذا لا يؤتون الناس نقيراً ام يحسدون الناس علي ما آتاهم الله من فضلهِ فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة واتيناهم ملكاً عظيماً  فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفي بجهنم سعير

في الحلقة الماضية من هذا البرنامج ذكرنا ان يهود المدينة ومن اجل دحرالمسلمين قد طلبوا النصرة من مشركي مكة وتحالفوا مع عبدة الأصنام فيها. وتأتي هذه الآيات تخاطب اولئك اليهود لتقول لهم هل انتم فعلتم ما فعلتم من اجل الوصول الي كرسي الحكم؟ ثم تبين هذه الآيات عدم اهليةاليهود لتسنم الحكم لما يغلب عليهم من روح الأنانية والأستحواذ.

و يسائل القرآن اليهود عن حسدهم للمسلمين الذين امسكوا بزمام الحكم. ويقول لهم الم يبعث الله من نسل ابراهيم (ع) انبياءاً وطد لهم الحكم وألم يبعث الله تعالي موسي وسليمان وداوود بالنبوة وانزل معهم الكتاب والميزان ليحكموا بين الناس بما اراهم جلت عظمته ؟ فلما انحرفتم عنهم ورفضتم حكمهم؟ ونتعلم من هذه الآيات البينات مايلي:

اولاً: ان نعرف اعداءنا من اصدقائنا وان نحافظ علي مكانة ديننا.

ثانياً: البخل والنظرة الضيقة والحكم بغيرالحق علائم الأتجاه نحوالمادية والتسلط.

ثالثاً: ان ما عند الآخرين هومن لطف الله وفضله والحسود انما يعترض علي امرالله وارادته.

رابعاً: لا ينبغي ان نتوقع ان يؤمن الناس جميعاً فالأيمان ليس قسرياً والله جعل الناس احرارفي اختيارالدين الذي يريدون اذ لا أكراه في الدين.

 

ويقول تعالي في الآية السادسة والخمسين من سورة النساء: 

ان الذين كفروا بأياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب ان الله كان عزيزاً حكيماً

تبين هذه الآية نوع العقاب الذي يستحقه من يعارض حركة الأنبياء (ع) وهذا العقاب كما يبدو من منطوق الآية عقاب دائمي لأن من يقف بوجه الحق دوماً يستحق العقاب الدائم.

ونتعلم من هذه الآية:

اولاً: ان المعاد حقيقة لا ريب فيها وان المعاد جسماني وروحي وليست الروح وحدها تعذب يوم القيامة انما الجسد هوالآخريناله العقاب الألهي جزاء ما كسبت يدي الأنسان. فهذا العقاب ليس انتقام بل هو استحقاق وان الله تعالي لا يظلم مثقال ذرة وانه تعالي يتعامل مع عبيده علي اساس حكمته كيف لا وهوالعزيزالحكيم.

 

ويقول تعالي في الآية السابعة والخمسين من سورة النساء:

 والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهارخالدين فيها ابداً لهم فيها ازواج مطهرة وندخلهم ظلاً ظليلاً

تشيرهذه الآية الي جزاء المؤمنين يوم القيامة والنعم التي يرفلون بها في جنات الخلد وفي مقعد صدق عند مليك مقتدر. وتوضح ان الأيمان اذا كان مقرونا بالعمل الصالح تكون عاقبته يوم الجزاء الي خير.

وفي جنات النعيم كل ما نشتهي الأنفس وتطيب له الروح انه من فضل الله تعالي لمن آمن وخاف ربه، فسارفي الدنيا علي النهج السليم وعاش في خلالها ونأي عن حرامها.

يقول اميرالمؤمنين الأمام علي بن ابي طالب صلوات الله وسلامه عليه:

ان الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب وفي الشبهات عتاب

نسأل الله سبحانه وتعالي ان يوفقنا للعلم والعمل ويجنبا الخطأ والزلل ويجعل عاقبة امورنا الي خيرويظلنا في يوم لا ظل الا ظله والحمد لله رب العالمين وصلي الله علي نبينا محمد وآلهِ الطاهرين والسلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة