البث المباشر

تفسير موجز للآيات 48 حتى 52 من سورة النساء

الثلاثاء 28 يناير 2020 - 07:25 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 125

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي نبينا محمد وآله الطاهرين السلام عليكم حضرات المستمعين واهلاً بكم في لقاء جديد ونهج الحياة

ايها الأخوة والأخوات في تفسيرنا لآيات الله البينات وصلنا الي الآية الثامنة والأربعين من سورة النساء والتي فيها يقول تعالي شأنه:

ان الله لا يغفران يشرك به ويغفرما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افتري اثماً عظيما 

تنهي هذه الآية الكريمة كل الناس ومن اتباع الديانات المختلفة الأسلامية والمسيحية واليهودية عن الشرك في الله تعالي والشرك الذي يتنافي مع الأخلاص والتوحيد هوالشرك في العقيدة والعمل.

وتبين هذه الآية ان الله تعالي وهوالغفورالرحيم قد يغفرلما شاء من عباده وحتي قبل التوبة كل الذنوب الا الشرك فأنه لا يغفر ذنب الشرك لأن هذا الذنب ذنب عظيم وهو السبب في تزلزل كيان الأيمان الذي هو اساس الحياة والمراد من الغفران الألهي لكل الذنوب قبل التوبة اما الشرك فلا يغفرللأنسان قبل التوبة اما اذا تاب المشرك وعاد الي حظيرة الدين فأن الله تعالي يقبل توبته ويعفوعنه ويصفح. وقد وردت في التفاسيروالروايات ان هذه الآية هي اكثرالآيات بعثاً للأمل في نفوس المؤمنين وانه لا ينبغي لهم ان ييأسوا من رحمة الله.

ونستفيد من هذه الآية الشريفة ان الشرك يحول دون وصول الرحمة الآلهية ذات المنبع الرباني الفياض، حتي ان الأنسان المشرك والعياذ بالله يكون مطروداً من الطاف الباري جلت عظمته.

 

ويقول تعالي في الآيتين التاسعة والأربعين والخمسين من سورة النساء:

الم ترالي الذين يزكون انفسهم، بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلاً انظركيف يفترون علي الله الكذب وكفي به اثماً مبيناً

تنهي هاتان الآيتان اهل الكتاب والمسلمين عن كل نوع من انواع التعالي، وترفض هذه الآية مفهوم التزكية الذاتية اي يقوم الأنسان بتزكية نفسه لأن الله تعالي يقول لا تزكوا انفسكم هواعلم بمن اتقي نعم الله تعالي اعلم بما في النفوس انه يعلم ما تخفي الصدوروان اكرمِ الناس عند الله اتقاههم.

ولعل في هذا النص القرآني ما يؤمي الي ضرورة ابتعاد الأنسان المؤمن عن الغروروعن المديح وقد قيل من حمد نفسه ذمها كما يستفاد من خطبة لأميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام في صفات المتقين انهم يخافون المديح ولا يريدونه. اذن تكون محصلة الكلام ان الله هوالذي يزكي النفوس وان المديح أومديح النفس خلق سئ لدي المغرور و المتكبر، و التكبروالغرورلا يتناسبان مع روح التوحيد لله تعالي.

 

ويقول تعالي في الآيتين الحادية والخمسين والثانية والخمسين من سورة النساء:

 الم ترالي الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يومنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدي من الذين امنوا سبيلاً اولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا 

كما جاء في الروايات التاريخية فأن جماعة من يهود المدينة وبعد معركة احد قد قرروا التحالف مع مشركين مكة ضد المسلمين. ومما فعله اولئك اليهود لكي يستميلوا المشركين السجود امام اصنامهم حتي انهم قالوا للمشركين ان السجود امام هذه الأصنام افضل من الأيمان بدين محمد(ص) وكان اليهود قد عاهدوا من قبل رسول الله (ص) لكنهم من بعد ذلك نكثوا هذا العهد وتحالفوا مع المشركين وهذا ان دل علي شيء فأنما يدل علي سوء الطبع لدي اليهود الذين لا يهمهم الا الوصول الي مصالحهم والذي يؤسف له ان اولئك اليهود وان كانوا من اهل الكتاب الا انهم رجحوا عقائد الشرك الخرافية علي عقائد الدين الأسلامي الحنيف. ومن هنا فأن الله تعالي يلعن اليهود فهم مطرودون في كل عصرمن رحمة الله العزيزالرحيم الا أن يتوبوا الي الحق.

والذي نستفيده من هذا النص:

  • ضرورة الأحترازمن اليهود في كل زمان ومكان لانهم يتحالفون مع الكفارضد الأسلام وهذا ديدنهم علي الدوام لعنهم الله واخزاهم وجعل النارمثواهم.

نسأل الله تبارك وتعالي ان يمن علينا بفيض رحمته ويوفقنا لما يحب ويرضي انه الجواد الكريم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي نبينا محمد وعلي آله الطيبين الطاهرين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة