بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي الصادع بالكتاب المبين والصادق الامين نبينا محمد(ص) وعلي آله الهداة المهديين والسلام عليكم حضرات المستمعين واهلاً بكم في لقاء جديد من برنامج نهج الحياة.
حتي الآن مرت علينا 39 آية من آيات سورة النساء مع تفسير موجز لها اما هنا فنستمع الي الآية الأربعين من هذه السورة الشريفة حيث يقول تعالي:
ان الله لايظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه اجراً عظيماً
لقد مر علينا خلال الأيات السابقة ان من يبخل في الانفاق علي المحرومين ويكفر بنعم رب العالمين ينتهي امره الي الكفر والمروق عن الدين فينال من الله عذاب مهين . لكن هذه الأية تقول ان العذاب هذا ليس ظلماً من الرب الكريم لعباده بل هو نتيجة مااكتسبوا من اعمالهم فجذور الظلم أنما هي في الجهل والامراض القلبية كالطمع والتكبر ونظائرها والباري تبارك وتعالي منزه من كل هذا وليس هناك ما يدعو ليظلم الخالق مخلوقه وكيف يظلمه وهو الرؤوف الرحيم والعادل الحكيم والعليم الحليم ؟ انما هو الانسان يظلم نفسه بما كسبت يداه وصريح القرآن وما ربك بظلام للعبيد وكذلك قوله تعالي وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون
ويدعو الله عباده الي اتيان الحسنات مبشراً بانه يجازي عليها خيراً في الدنيا وفي الاخرة وهذا هو الفوز العظيم.علي ان مضاعفة الحسنات هو من لطف الله تعالي علي خلقه وهو اللطيف الخبير.
ونتعلم من هذه الاية المباركة:
اولاً: ان قسماً من البلايا والمصائب التي تصيب الانسان في الدنيا ليست من ظلم الله بل هي من كفر الانسان وعصيانه.
ثانياً: من جاء بالسيئة فلايجزي الامثلها اما الحسنات فأن الرب الجليل يضاعفها بل ويعطي عشر امثالها وقد ورد في بعض من نصوص القرآن الكريم انه تعالي يضاعف بعض الحسنات سبعمائة ضعف ولاغرو ولاريب وهو جل اسمه ذو المن والفضل والجواد الكريم تبارك ربنا احسن الخالقين.
ويقول تعالي في الايتين الحادية والاربعين والثانية والاربعين من سورة النساء:
فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك علي هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوي بهم الارض ولا يكتمون الله حديثا
ان من افضل الادلة علي ان الله تعالي لايظلم عباده حضور الشهود الكثيرين في محكمة العدل الالهي يوم القيامة ويوم الجزاء فاعضاء بدن الانسان وجوارحه تشهد عليه والملائكة في ذلك اليوم مشهود وكل نبي شاهد علي امته وبما ان نبينا محمد (ص) هو خاتم الانبياء وافضلهم فهو علي كل انبياء الله السابقين شاهد وشهيد لابل ان وجوده المبارك هو ميزان كل الاعمال وفي ذلك المشهد العظيم يود الكفار لوان الله ما احياهم ذلك ان اعمالهم السيئة عليهم شهود.
ونتعلم من هذه الية ما يلي:
اولاً: الانبياء (ع) حجج الله علي خلقه.
ثانياً: ليس الله بحاجة الي الشهود لردع الانسان عن المعصية والعمل السئ في الدنيا بتحذيره من وجود من يشهد عليه يوم القيامة.
ثالثاً: عدم اطاعة الرسول مثل عدم اطاعة الله تعد كفراً.
رابعاً: ان يوم القيامة هو يوم الحسرة والندم انه اليوم الذي يقول فيه الكافر ياليتني كنت تراباً ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم.
ويقول تعالي في الاية الثالثة والاربعين من سورة النساء المباركة:
يأيها الذين امنوا لاتقربوا الصلاة وانتم سكاري حتي تعلموا ما تقولون ولاجنباً الاعابري سبيل حتي تغتسلوا وان كنتم مرضي او علي سفر او جاء احد منكم من الغائط او لامستم النساء فلم تجدوا ماءاً فتيمموا صعيداً طيباً فأمسحوا بوجوهكم وايديكم ان الله كان عفواً غفوراً
في هذه الاية الشريفة بيان للعديد من الاحكام الفقهية الخاصة بالصلاة والطهارة التي هي مقدمة للصلاة والنهي عن مقربة الصلاة حال السكر قد جاء في بدايات الاسلام وان هذا الدين قد حرم تناول المشروبات الكحولية المسكرة في كل وقت وقد عدها الفقهاء العظام من النجاسات. ولاصلاة كما ذكرنا لابد ان تكون بطهارة وهذه الطهارة اما وضوء اوغسل او تيمم قال الامام ابو جعفر محمد بن علي الباقر (ع) اذا دخل الوقت وجب الطهور ولاصلاة بلا طهور والطهارة هي رافعة للحدث الاصغر او الاكبر او كليهما وهي كما يستفاد من هذه الاية وايات اخري علي نوعين الاول طهارة مائية. ثانياً طهارة ترابية والاولي اسم للوضوء والغسل والثانية تعني التيمم. لكن التيمم انما يستسيغه الشرع في بعض الحالات منها ضررالماء او فقدانه او اعوازه وما الي ذلك وليست الطهارة باقسامها التي مرت شرط لأداء الصلاة وحسب . بل هي شرط لدخول المساجد والمعابد ومن دون الدخول في التفاصيل نقول يحرم علي الجنب دخول المسجد والمكوث فيه الاان يدخل من باب ويخرج من آخر هذا من غير المسجدين الحرام اوالنبوي وفيهما يحرم التردد علي الجنب كذلك فقداسة هذه الاماكن تستدعي دخولها بطهارة النفس وطهارة الجسد نسأل الله تبارك وتعالي ان ينأي بنا عن المعصية ويطهر انفسنا من الرذائل والاثام لنكون في حضيرة قدسه ونستظل بظله يوم لاظل الاظله.
والحمد لله رب العالمين والسلام علي عباد الله الصالحين.