البث المباشر

تفسير موجز للآية 34 من سورة النساء

الثلاثاء 28 يناير 2020 - 07:24 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 121

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، السلام عليكم مستمعينا الأكارم واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج  نهج الحياة 

 

كنا قد وصلنا في تفسيرنا الموجز لآيات القرآن الكريم الي الاية الرابعة والثلاثين من سورة النساء المباركة التي يقول تعالي فيها:

 الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما انفقوا من اموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن وأهجروهن في المضاجع واضربوهن فأن اطعنكم فلاتبغوا عليهن سبيلاً ان الله كان علياً كبيرا 

ان هذه الآية الكريمة من الايات الاساسية في القرآن الكريم الخاصة بالاسرة والعلاقات بين الزوج والزوجة بيد انها وكثير من ايات القرآن وحقائقه أسئ فهمها من قبل الجهال والمغرضين ، فبعض من الرجال المتعصبين والجهلة واستناداً الي هذه الاية يرون انفسهم مالكين لزوجاتهم وكأنهن آماء لهم لابد ان يطيعنهم دون اي نقاش . وقد تمادي هؤلاء الي الحد الذي جعلوا معه اوامرهم كأوامر الله تعالي بحيث يستحق من يعارضها اشد العقاب علي ان مثل هذا الرأي الخاطئ والسلوك المعوج ادي الي ان يقوم بعض من الاعداء الجهلة بأثارة الشبهات حول الأسلام والقرآن والاستهزاء بالدين الحنيف وقد تمادي هؤلاء المعاندون في غيهم حينما اعتبروا هذه الاية معارضة لحقوق المرأة . لقد فسروها كما تشتهي انفسهم اما نحن فنريد هنا توضيح مفهوم الآية الكريمة هذه ليزال عنها الفهم الخاطئ القائم علي اساس التعصب والانحراف.

فنقول مستعينين بالله تعالي ان المستفاد من هذا النص الشريف قيمومة الرجل علي المرآة لاتملكه اياها وفي اطار علم الاجتماع فأن الاسرة هي اللبنة الاساسية في المجتمع وتتمتع باهمية فائقة وتتشكل كل اسرة بواسطة عقد الزواج الشرعي بين الرجل والمرأة وتتوسع مكوناتها شيئا فشيئا بواسطة انجاب الأولاد ومن الواضح ان مثل هذا المجتمع الصغير يحتاج الي مسؤول لادارته وألاعمه الأضطراب.

 

وجعل القرآن الكريم قيمومة الرجل علي المرآة والاسرة لانه من الناحية الجسمية والقدرة علي ظبط عواطفه يتفوق علي المرآة بطبيعة الخلق ولانه هوالمسؤول عن تأمين حاجات الاسرة المادية والمعيشية . وقد ضمن القانون والشرع الرفاه للزوجة والاولاد فأذا ما تخلف الزوج عن اداء وظائفه تجاه اسرته فأن القضاء يلزمه بأداء هذه الوظائف.

وبشكل عام لابد من القول هنا ان مسؤولية الزوج في الاسرة لاتعني افضليته ابداً اذ ان الملاك في الافضلية من وجهة نظر الاسلام الايمان والتقوي.

وفي هذه الاية الكريمة وردت الاشارة الي نشوز المرآة والنشوز في اللغة العلو وفي الشرع بمعني استنكاف الزوجة عن اطاعة زوجهاواداء واجبات التبعل له .

ويوضح القرآن الكريم ان هنا ثلاثة مراحل لمعالجة النشوز الاولي موعظة الزوجة ونصيحتها والثانية هجرها مؤقتاً والثالثة العقاب البدني لكن هذا العقاب لاينبغي ان يكون شديداً ولايجوز ان يكون بقصد التشفي والانتقام . ولنوضح الامر اكثر فنقول ان هذه المراحل تتناسب ودرجات النشوز فأن كانت الزوجة لاتسمع اوامر الزوج فعلي الزوج موعظتها ونصيحتها وان كانت تخالفه في العمل فلابد من هجرها كما مر مؤقتاً واذا تجاوز الامر هذين الحدين لزم العقاب البدني لكن ينبغي ان يكون العقاب هذا متناسباً مع ما امر به الشرع لا يستلزم القصاص او الدية فلايجوز ضرب الزوجة بحيث تكسر يدها مثلاً ولايجوز كذلك ضربها الي حد الموت . وكما يدافع القرآن الكريم عن حقوق الزوج يدافع عن حقوق الزوجة . فأذا ما نشز الرجل ولم يدفع نفقة الزوجة فأن لها ان ترفع دعوي ضده الي القضاء الذي يلزمه باداء واجبات الزوجية من الانفاق وغيرذلك .

لكن ماافضل ان يتجنب الزوجان الاختلاف النشوزاليس القرآن الكريم يخاطب الازواج بقوله  وعاشروهن بالمعروف  وهذا الامام موسي بن جعفر الكاظم (ع) يقول  جهاد المرآة حسن التبعل 

 

وما نتعلمه هنا:

اولاً: ان اطاعة الزوجة لزوجها ليس دليل الضعف بل هو احترام للاسرة وضمان لبقائها.

ثانياً: ينبغي ان يكون تعامل الزوج مع زوجته المخطئة بقصد الاصلاح لابدافع الانتقام.

ثالثاً: علي الزوج ان يراعي احكام الشرع في قيمومته علي الاسرة فهو يوم القيامة مسؤول امام الله تعالي.

نسأل الله جل شأنه ان يتفضل علينا بما هو اهله وهو حسبنا ونعم الوكيل والسلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة