البث المباشر

تفسير موجز للآيات 26 حتى 31 من سورة النساء

الثلاثاء 28 يناير 2020 - 07:23 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 119

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم حضرات المستمعين واهلاً بكم في لقاء جديد من سلسلة لقاءات برنامج نهج الحياة

يقول تعالي في الآيات السادسة والعشرين والسابعة والعشرين والثامنة والعشرين من سورة النساء المباركة:

 يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليمٌ حكيم والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلاً عظيماً  يريد الله أن يخفف عنكم وخُلق الأنسان ضعيفاً

تحدثت الآيات القرآنية الكريمة السابقة التي مرت علينا عن النكاح واحكامه وشروطه، وتأتي هذه الآيات كذلك لتوضح ان اوامرالله تعالي ونواهيه هي في نفع الناس وانه تعالي يريد للأنسان السعادة والطهروالفضيلة ان سنة الله تعالي تقوم علي اساس هداية البشروارشادهم الي جادة الصواب، ومن هنا بعث الله تعالي الرسل والأنبياء (ع) مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتب والموازين.

لكن جماعة من الناس من المنحرفين يريدون انحراف الآخرين، انهم يريدون للناس اتباع الغرائزوالشهوات ،ويتضح من هذه النصوص الشريفة كذلك ان احكام الله ليست صعبة وعسيرة بل سهلة وسمحة وان الله تبارك وتعالي يريد بالأنسان اليسرولا يريد له العسرغاية الأمران الأنسان قد خُلق ضعيفاً ولذلك انه يتصوراليسيرعسيراً والأمرليس كذلك.

ونتعلم من هذه الآيات الأمورالتالية:

اولا: ان احكام الشرع الشريف هي من لطف الله تعالي علينا نحن البشروانه تعالي يوجه الناس الي النهج القويم.

ثانياً: الغريزة الجنسية عند الأنسان كسائرالغرائزأمرطبيعي وفطري، لكن الحرية الجنسية والعلاقات غيرالشرعية من شأنها ان تحطم الكيان الأسري وبالتالي كيان المجتمع.

ثالثا: الأسلام دين انساني ليس في تنفيذ احكامه طريق مسدود وان تكاليفه الشرعية سهلة وسمحة حيث بعث النبي (ص) بالحنيفية البيضاء ظاهرها كباطنها.

 

ويقول تعالي في الآيتين التاسعة والعشرين والثلاثين من سورة النساء:

 يا ايها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل الا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم ولا تقتلوا أنفسكم أن الله كان بكم رحيماً  ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك علي الله يسيرا

اذا كانت بعض الآيات السابقة من سورة النساء قد نهت عن التعرض لنواميس الناس واعراضهم وحثت علي الزواج لأنه الطريق السليم لتهذيب الشهوة لاستمرارالحياة البشرية فان هذا النص القرآني ينهي المؤمنين عن التجاوزوالتعرض لأموال الناس وارواحهم.

ويعتبرالقرآن ان اي تصرف في اموال الناس من دون رضاهم هو تصرف عدواني وباطل ولابد ان يكون التعاطي مع اموال الآخرين عن تراضي وفي قالب معاملات شرعية جائزة. كما ان التعرض لارواح الناس هوالآخردليل للظلم والأعتداء وله جزاء في الدنيا هوالقصاص وفي الآخرة نارجهنم وساءت مصيراً.

ونتعلم من هاتين الآيتين ما يلي:

اولاً: الأسلام يحترم الملكية الشخصية ولابد في التصرف في اموال الغيراحرازرضي المالك وموافقته.

ثانياً: النظام الأقتصادي القائم علي اسس خاطئة يؤدي الي بروزحالات من عدم المساواة علي الصعيد الأجتماعي تهيء بدورها الأجواء للجريمة و النزاع.

ثالثاً: الأسلام يحترم النفس البشرية ويحرم القتل والأنتحار.

رابعاً: ان الله رحيم بعباده لكنه يعاقب المسيئين منهم جزاء اساءتهم.

 

ويقول تعالي في الآية الحادية والثلاثين من سورة النساء:

ان تجتنبوا كبائرما تنهون عنه يكفرعنكم سيئاتكم ويدخلكم مدخلاً كريما 

ان الذي يستفاد من هذه الآية الشريفة ان المعاصي والآثام علي نوعين الكبائروالصغائر. لكن المعاصي صغيرة كانت أم كبيرة مذمومة عند الله. وقد بينت الروايات انواع الكبائر والصغائرعلي ان الأصرارعلي صغائرالأثم هومن الكبائر.بيد ان رحمة الله تبارك وتعالي قد وسعت كل شيء فأذا ما اجتنب الأنسان كبائرالأثم فانه تعالي يعفي عن الصغائرمن الآثام كيف لا وهوالعفو الغفور.

ولنتعلم من هذا الدرس الألهي العظيم معني العفو فنعفو ونصفح عن الآخرين لأن في ذلك قرب من التقوي حيث يقول تبارك وتعالي وان تعفوا اقرب للتقوي وعلي هذا النهج الألهي الرائع سار الأنبياء (ع) وائمة الهدي سلام الله عليهم اذ كانت حياتهم المباركة ملئي بالعفو والصفح عن المذنب.

نسأل الله تبارك وتعالي ان يأخذ بايدينا الي طريق الخيروان يغفرلنا ذنوبنا ويتجاوزعن سيئاتنا انه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة