بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي من هو رحمة للعالمين نبينا محمد واله الطاهرين السلام عليكم مستمعينا الكرام واهلاً بكم في هذا اللقاء الجديد من برنامج نهج الحياة.
يقول تعالي في الاية التاسعة عشرة من سورة النساء:
ياايها الذين امنوا لايحل لكم ان ترثوا النساء كرهاً ولاتعضلوهن لتذهبوا ببعض ماآتيتموهن الا ان ياتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فأن كرهتموهن فعسي ان تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً
لقد نزلت هذه الآية المباركة للدفاع عن حقوق النساء في القضايا الأسرية، وتتضمن امراً ونهياً للرجال عن اتباع اسلوب غير لائق مع النساء وتتحدث في النهاية عن اساس عام في حفظ نظام الأسرة.
ان من الدوافع غير الاخلاقية في اختيار الزوجة الاهتمام بمالها وثروتها، حيث يقوم البعض من الرجال علي الزواج من نساء ثريات للاستحواذ علي اموالهن واملاكهن وهذه الآية وهي ترفض هذا النوع من الزيجات تبين انه ليس حلالاً لمن يدعي الايمان ان يفعل هكذا.
ومن العادات السيئة الرائجة عند البعض ان الزوج يمارس الضغوط علي زوجته لتضطر من اجل التخلص منها الي التنازل عن بعض صداقها خصوصاً اذا كان مهراً ثميناً. والقرآن الكريم وهو ينهي عن هذا الاسلوب الخاطئ في التعامل يري لزوم احترام حقوق الزوجة الا اذا جاءت بفاحشة مبينة وهذا الامر لايعد اجحافاً بالمرأة وحقوقها انما هو في الحقيقة اسلوب عقابي رادع عن فعل الفاحشة، وهو امر مذموم في الشرع والاخلاق والضمير.
ويأمر القرآن الكريم ايضاً بحسن المعاشرة مع الزوجة فهي شريكة الزوج في حياته وهي النصف الثاني في الاسرة، ولنا في رسول الله(ص) اسوة حسنة حيث انه كان المثل الاعلي في احترام الزوجة وقد جسد ذلك في حياته الكريمة مع ازواجه امهات المؤمنين ، والامام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه الصلاة والسلام يقول المرأة ريحانة لا قهرمانة فدارها واحسن الصحبة لها
والذي نستفيده من هذا النص الشريف:
اولاً: لاينبغي ان تكون الرغبة في تملك المال هي الملاك في اختيار الزوجة بل لابد من الاخذ بعين الاعتبار اومراً اخري مثل التدين والشرف وكما ورد في الحديث الشريف عنه(ص) فاظفر بذات الدين تربت يداك
ثانياً: الزوجة تملك مهرها وسائر اموالها وليس للرجل الحق في أخذ هذه الاموال.
ثالثاً:علي الرجل تقع مسؤولية حفظ نظام الاسرة وعليه ان يجتنب تحميل الصعاب علي زوجته وان يجتنب سوء الظن بها،فبعض الظن اثم ولاريب.
ويقول تعالي في الاية العشرين والحادية والعشرين من سورة النساء:
وان اردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم احداهن قنطاراً فلاتاخذوا منه شيئا اتأخذونه بهتاناً واثماً مبيناً وكيف تأخذونه وقد افضي بعضكم الي بعض واخذن منكم ميثاقاً غليظاً
من العادات المشينة في العصر الجاهلي وقبل ظهور الاسلام ان الرجل اذا اراد التزوج من امرأة اخري غير زوجته الاولي رمي زوجته بالفاحشة كي تضطرهذه الزوجة وتحت وطأـ الظروف النفسية الي التنازل عن مهرها لزوجها وقبول طلاقه اياها اما الرجل فيتزوج بالمهر المسترجع الزوجة الثانية. وتاتي هذه الاية القرآنية لتضع خط البطلان علي هذا التعامل الاسري الزائف وتؤكد علي ان الزواج عقد شرعي يتعهد بموجبه الرجل بدفع المهر الي زوجته ويتعهد كذلك بصيانه شرفها. فكيف برميها بالفاحشة وعمل السوء ؟ وتفيدنا هذه الاية الامور التالية:
اولاً: الاسلام هو حامي حقوق المرآة وانه لايجيز للرجل ان يتزوج بثانية علي حساب تضييع حقوق الاولي والمساس بعفافها.
ثانياً: لايجوز للزوج استرجاع ما اعطاه مهراً لزوجته لانه ملك لها وهي صاحبة الحق فيه لاهو.
ثالثاً: ان عقد النكاح عقد شرعي رصين اقره الله تعالي اذن لابد من رعاية ما يمليه من تعهدات من قبل الطرفين وهذا العقد من مصاديق قوله تعالي يايها الذين امنوا أوفوا بالعهود.
ويقول تعالي في الايتين الثانية والعشرين والثالثة والعشرين من سورة النساء:
ولاتنكحوا ما نكح اباؤكم من النساء الاما قد سلف انه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الاخ وبنات الاخت وامهاتكم اللاتي ارضعنكم واخواتكم من الرضاعة وامهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فأن لم تكونوا دخلتم بهن فلاجناح عليكم وحلائل ابنائكم الذين من اصلابكم وان تجمعوا بين الاختين الاما قد سلف ان الله كان غفوراً رحيما
تبين هاتان الايتان الشريفتان وهما من محكمات القرآن الكريم موارد حرمة النكاح او بعبارة اخري النساء اللواتي يحرم نكاحهن. علي ان نكاح المحرمات من النساء وعلاوة علي حرمته التشريعية، يتنافي والطبع والفطرة الانسانية وبشكل عام فأن موجبات حرمة النكاح او لنقل النكاح المحرم علي ماذكره الفقهاء في المؤلفات الفقهية مابين مختصرة ومطولة هي:
اولاً: العلاقة النسبية اذ يحرم نكاح الام والاخت والبنت والعمة والخالة وبنت الاخت وبنت الاخ.
ثانياً: العلاقة السببية، حيث يحرم علي الرجل ا ذا ما تزوج من امرأة الزواج من امها او اختها اوابنتها.
ثالثاً: العلاقة الرضاعية، فالرضاع ينشر الحرمة بشروط مبينة في الشرع الشريف ومن ذلك حرمة نكاح المرضعة وابنتها ومن ارضعته من البنات اللواتي يسمين بالاخوات الرضاعيات.
نسأل الله تعالي ان يوفقنا للعمل باحكام دينه وان يأخذ بايدينا الي طريق الخير انه سميع مجيب والسلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته.