بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي خاتم الرسل و النبيين ابي القاسم محمد و علي آله الطيبين الطاهرين، السلام عليكم حضرات المستمعين الأكارم و رحمة الله و بركاته . ها هي فرصة اخري منحت لنا لنقدم لكم حلقة اخري من هذا البرنامج القرآني. كونوا معنا.
اعزاء نا المستمعين يقول تعالي في الآيتين 116 و 117 من سورة آل عمران المباركة:
أن الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم و لا اولادهم من الله شيئاً و اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر اصابت حرث قوم ظلموا انفسهم فاهلكته و ما ظلمهم الله و لكن انفسهم يظلمون
ان من عوامل الكفر بالله تعالي الشعور بعدم الحاجة له في ظل الثروة و القدرة. فبعض من الناس يتصورون أن المال و البنون يغنيان عن الله تبارك و تعالي و هذا التصور بلا ريب تصور خاطئ و مرفوض، و يأتي هذا الكلام الإلهي ليقول لمثل هؤلاء الكافرين اذا كان الإستقواء بالمال و الأبناء نافعاً في الدنيا فما هو الحال يوم القيامة و في الآخرة يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من اتي الله بقلب سليم و تشير الآية 117 من هذه السورة الشريفة الي أن الكفار ينفقون الأموال من أجل مقاصد و مطامع دنيوية هذا الأنفاق كبذر بذور في تربة غير صالحة للزراعة.
حينما تكون تلك البذور في مهب الريح فلا تثمر و لا تقود بمحصول مفيد. بل و اي محصول اطلاقاً. ثم ان عمل الانسان مرهون بنيته و انما الأعمال بالنيات و نستفيد من هذا النص القرآني الكريم:
اولاً: الغرور بالمال و الولد علامة علي نوع من الكفر و عدم شكر المنعم المتعال ربنا ذو الجلال.
ثانياً: ان الهدف من الانفاق تنمية روح البذل و العطاء و حب الخير للآخرين لدي الانسان و الكفر بلا شك يحول دون ذلك.
ثالثاً: ان الغضب الالهي انعكاس لعمل الانسان فالله تعالي لا يظلم احداً لانه الغني الحميد و العزيز الحكيم تباركت اسماؤه رب العالمين.
و يقول تعالي في الآية 118 من سورة آل عمران:
يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من افواههم و ما تخفي صدورهم اكبر قد بينا لكم الآيات ان كنتم تعقلون
ان من الأخطار التي تهدد المجتمعات الأسلامية تغلغل الأجانب و تواجدهم في المراكز الحساسة و الأساسية في الحكومة، بشكل يساعدهم علي الألمام باسرار المسلمين و الأطلاع عليها ، نمثل هؤلاء الأجانب حتي وان اظهروا الصداقة و التعاون في الظاهر ، فإنهم في الباطن يضمرون العداء للإسلام و لا يريدون له الرقي و التقدم. انهم في الحقيقة يريدون للإسلام الضعف و الهزال ثم الزوال لا قدر الله حتي ان مثل هؤلاء الأعداء
في بعض الأحيان يكشفون عن مكامن نفوسهم في عداء الدين و حقدهم عليه. ونستفيد من هذه الآية الكريمة ما يلي:
اولاً: لا ينبغي للمؤمن ان يكون ساذجاً ، بل عليه ان يحكم عقله في كل عمل و يكون واعياً في قبال الأعداء.
ثانياً: يحرم و لا يجوز تواجد الأجانب في حكومات المسلمين ذلك ان هؤلاء يسرقون اسرار المسلمين.
ثالثاً: ليس بين الاسلام و الكفر مسالمة و صلح اذ لا معني لمثل هذا الصلح.
و يقول تعالي في الآيتين التاسعة عشرة و العشرين بعد المئة من سورة آل عمران المباركة:
ها انتم اولاء تحبونهم و لا يحبونكم و تؤمنون بالكتاب كله و اذا لقوهم قالوا امنا و اذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم ان الله عليم بذات الصدور ان تمسسكم حسنة تسؤهم و ان تصبكم سيئة يفرحوا بها وان تصبروا فتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً ان الله بما يعملون محيط
تزيح هاتان الآيتان الكريمتان الستارعن الأفكار و النوايا السيئة للاعداء تجاه المسلمين و تحذرهم من اغراض اولئك الأعداء حيث لا يفيد التقارب معهم و انهم لا يودون المسلمين و أن ودهم المسلمون.
و حتي اذا ما اظهر الأعداء أيماناً فإن قلوبهم المريضة تكون بالحقد مليئة انهم يفرحون اذا اصابت المسلمين سيئة و يحزنون و يشمتون لو تقدم المسلمون. اذن و الحال هذه لا بد من الصبر و الإستقامة امام الأعداء وخططهم المعادية للإسلام والمسلمين.
و الذي لابد من التذكير به هنا:
اولاً: العلاقات السياسية والإقتصادية مع الدول غير الإسلامية لابد ان تقوم علي اساس الأحترام المتقابل ، و الا فانها ستنتهي بإذلال المسلمين و تحقيرهم.
ثانياً: ينبغي للمسلم ان يكون واعياً و ان لا ينخدع بحيل الأعداء ..
نسأل الله تبارك و تعالي ان يفيض علي المسلمين من رحمته عزة و رفعة و ان يوفقهم للإستقامة و الثبات في مواجهة الأعداء انه سميع الدعاء و الحمد لله رب العالمين و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.