البث المباشر

تفسير موجز للأيات 23 حتى 27 من سورة آل عمران

الأحد 26 يناير 2020 - 12:10 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 78

بسم الله الرحمن الرحيم، وأفضل الصلاة وأزكى التسليم على سيد الخلق أجمعين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الهداة المهديين.

السلام عليكم مستمعينا الكرام وأسعد الله أوقاتكم بالخير، هذا لقاء آخر من برنامج نهج الحياة، حيث الإستضاءة بأنوار القرآن الباهرة بآياته المختلفة والتي تستمعون الى تلاوتها بصوت القارئ الأستاذ برهيزكار؛ كونوا معنا بعد هذا الفاصل.

يقول تعالى في الآيتين الثالثة والعشرين والرابعة والعشرين من سورة آل عمران المباركة:

ألم تر الى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون الى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ................يفترون.

مستمعينا الكرام، خلال هذا البرنامج ذكرنا أن اليهود لا سيما علماءهم، وعلى رغم إذعانهم بأحقية الإسلام، لم يؤمنوا به وإنهم قد كفروا بالدين الحنيف عداءً وحسداً. ويأتي هذا النص القرآني مواسياً لرسول الله (ص) أن لا يحزن إذا ما وجد من أهل الكتاب من لم يؤمن بشرعه المقدس، وفي إطار تفسير هاتين الآيتين روي أن أحد اليهود كان قد ارتكب الزنا وطبقا لحكم التوراة كان لابد أن يرجع، بيد أنهم من أجل الهروب من حكم دينه لجأ الى رسول الله (ص) فرأى أن الإسلام يجازي على هذه الخطيئة بنفس مجازات التوراة، فما كان من ذلك اليهودي إلا أن أنكر حكم الله وكفر به، ويرى القرآن الكريم أن بني اسرائيل قد أصيب بمرض الغرور الديني، حتى أنهم تصوروا أنهم أفضل من سائر الشعوب والأمم، وأنهم في القيامة لا يدخلون جهنم ولا يعيشون في العذاب إلا أياما هذا بلا ريب، زعم باطل لاغير. ونتعلم هنا أعزائي المستمعين الدروس التالية:

أولا: ليس الإدعاء لوحده بكاف لإثبات الدين.

ثانيا: الغرور أمر مرفوض حتى وإن كان سببه الدين.

ثالثا: كل الناس في الدنيا والآخرة متساوون أمام القانون الإلهي لا فرق بين أحد وآخر.

 

ويقول تعالى في آية الخامسة والعشرين من سورة آل عمران؛

يستفاد من هذه الآية المباركة عزيزي المستمع، أن الله تعالى ينظر بعين العدل الى عباده جميعا، لا فرق بين يهوديا ومسيحيا ومسلما وغيرها، وإن قيمة المرء فيما يحسنه، وتعلمنا هذه الآية أن الثواب أو العقاب إنما يكون على أساس الإيمان والعمل، لا على أساس الإرتباط العرقي أو الديني وما أشبه.

 

مستمعينا الكرام، مازلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة من إذاعة طهران، صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.

يقول تعالى في الآيتين السادسة والعشرين والسابعة والعشرين من سورة آل عمران؛

قل الله...............

أعزائي المستمعين، تخاطب هاتان الآيتان المباركتان النبي محمد (ص) والمسلمين بأن كل شيء بيد الله تعالى أزمّة الأمور طرّا بيده والكل مستمدة من مدده، وجاء في التفاسير أن المسلمين في حرب الأحزاب قد حفروا خندقا حول المدينة وبين كان رسول الله (ص) يحفر معهم، أصاب بفأسه صخرة فاندلعت منها شرارة واستبشر (ص) بهذا وتوقع أن يفتح الله تعالى على يد المسلمين بلاد فارس والروم وهذا أحدث فيما بعد، ونتعلم من هذا النص القرآني الرفيع مايلي:

أولا: إن نظام الوجود بيد الله تعالى، إنه جلت قدرته، يهيمن بقدرته على عالم التكوين وفي إدارة أمور الوجود؛ وعلينا نحن في مقابل هذه الإرادة الربانية السامية أن نعمل بالشرع الإلهي المقدس فهو الطريق الى السعادة في الدارين، الدنيا والآخرة.

ثانيا: أن الحكم لله وحده لا شريك له وأن ملكه دائم ولا يزول، لكن في المقابل كل ملك غيره زائل لا محالة.

ثالثا: دورة الطبيعة تتحرك على أساس ظاهرتي الموت والحياة، خذ مثلا من داخل حبة لا حياة فيها ينبت نباة الحي ومن الغذاء الذي لا روح فيه تنشأ خلايا الجسم الحية.

نسأل الله تعالى أن ينأى بنا عن كل غرور وتعصب وأن يأخذ بأيدينا للعزة في الدنيا والآخرة. إنه خير مجيب والحمد لله رب العالمين.

مستمعينا الكرام من إذاعة طهران، صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، قدمت لحضراتكم حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة