البث المباشر

تفسير موجز للآيات 278 حتى 282 من سورة البقرة

الأحد 26 يناير 2020 - 10:58 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 72

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على شفيع المذنبين، أبي القاسم محمد وعلى آله الأطهار الميامين.

السلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله وبركاته، نتابع في هذا اللقاء القرآني الجديد تفسيرا موجزاً لآيات أخرى من سورة البقرة وتستمعون دائماً بصوت القارئ الأستاذ برهيزكار.

 

يقول تعالى في الآيتين الثامنة والسبعين بعد المئتين والتاسعة والسبعين بعد المئتين من سورة البقرة:

يا أيها الذين آمنوا............ ولا تظلمون.

بطبيعة الحال، كل شيء حلال حتى يأتي تشريع بحرمته، وقد كان قبل الربا قبل الإسلام شائعاً وجائزاً عند الناس، فجاء الإسلام وحرم المعاملات الربوية لما لها من أثر سيّء في اقتصاد الفرد والمجتمع وكذلك في البناء الفردي والإجتماعي، وعندما نزلت الآيات الخاصة بتحريم الزنا كان بعض المسلمين يطلبون أموالا في ذمة بعض الآخر؛ على ما يبدوا كانت من الأموال الربوية مما جعلهم يسألون النبي (ص) عن حكمها فأعلن حكم الله سبحانه وتعالى وهو تحريم كل المعاملات الربوية وبطلان العقود المبرمة على أساس الربا؛ ونتعلم من هاتين الآيتين:

أولا: إن الإيمان لا يتحقق بإتيان بعض العبادات مثل الصلاة والصوم فقط، بل لابد من تزكية الأموال وكسبها من طرق مشروعة.

ثانيا: في إطار مدرسة إقتصادية مستقلة، يحترم الدين الإسلامي الملكية الفردية ويصونها، إلا أنه يقف بوجه الإستغلال بجميع صوره.

ثالثا: الربا في المعاملات والقروض محرم أخذا وتعاطيا ولا فرق هنا بين آكل الربا ودافعه.

 

ويقول تعالى في الآيتين الثمانين بعد المئتين والحادية والثمانين بعد المئتين من سورة البقرة:

وإن كان .......................... لايظلمون.

في هذا الكلام الإلهي الرفيع، أعزائي المستمعين، درس في الأخلاق جد بليغ ألا وهو الرفق بحال الناس ولا غرو أن نرى مثل هذا في الإسلام الذي يبعث نبيه الأكرم (ص) ليتمّ مكارم الأخلاق حيث يحث تبارك وتعالى على أمهال المدين في حال عدم مقدرته في وقت ما على تسديد الدين وإنظاره الى وقت آخر تيسر فيه أموره، وما أفضل أن ينازل الدائن عن دينه للمدين، ذلك أن العلي العظيم سوف يثيبه بذلك خيرا في الدنيا والآخرة؛ ولو تحقق مثل هذا في المجتمع فإن الفوارق الطبقية فيه سوف تقل وتزال عنه أمراض البخل والحرص والطمع، فتصفى النفوس والقلوب.

إن الإسلام هو نصير المستضعفين ومن خلال تحريم الربا وتشجيع القرض الحسن والإنفاق يساهم في ملئ الفراغات الإقتصادية.

 

مستمعينا الكرام ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة، يقدم لحضراتكم من إذاعة طهران، صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.

يقول تعالى في الآية الثانية والثمانين بعد المئتين من سورة البقرة؛

يا أيها الذين آمنوا............... عليم.

هذه الآية الكريمة أعزائي المستمعين، هي أطول آيات القرآن الكريم وقد جاءت في أطول سورة كذلك، وهي ناظرة الى حفظ حقوق الناس، وتبين الأسلوب الصحيح للمعاملات الإقتصادية وفي الإمكان أن نوجز مضمونها المبارك في النقاط التالية: أولا: في كل دَين لابد من تنظيم وثيقة.

ثانيا: أن تكتب الوثيقة من قبل طرف ثالث وحسب إقرار المتعاملين.

ثالثا: الإشهاد على المعاملات الإقتصادية، مثل البيع والشراء والإجارة وما إليها.

والذي يمكن أن نستقرئه هنا بوضوح أن الاسلام دين جامع يستوعب بأحكامه الوضاءة، الجوانب الفردية والجماعية في المجتمع. هذا الدين حث على تسجيل المعاملات الإقتصادية في زمن لم يكن الكثير من الناس فيه متعلمين، الأمر الذي يدلنا على أن الإسلام دين يهتم بالجانب التعليمي والعلمي في حياة الناس، ثم أن ضبط المعاملات الإقتصادية وتسجيلها، له العديد من الفوائد، منها إجراء العدل وإزالة كل آثار فقدان الثقة بين الناس.

مستمعينا الكرام، من إذاعة طهران، صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، قدمنا لحضراتكم حلقة أخرى من برنامج نهج الحياة، نسأل الله أن يوفقنا للعمل بأحكام دينه المقدس، إنه خير موفق ومعين والسلام عليكم حضرات المستمعين الأفاضل ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة