بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على النبي الكريم محمد صلى الله عليه و اله الطيبين الطاهرين السلام عليكم مستمعينا الكرام مرة اخرى و اياكم في رحاب كتاب الله و تفسير موجز لايات القران الكريم تستمعون اليها دائما بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:
يقول تعالى في الاية الخامسة و الاربعين بعد المئتين من سورة البقرة.
عزيزي المستمع ان الايات التي سبقت هذه الاية مانت تدعوا المؤمنين الى الجهاد في سبيل الله و عدم التقاعص عن هذا الواجب المقدس خوف الردى و تأتي هذه الاية لتعرض مفهوما للانفاق في اطار جميل انها تحث على بذل المال الي جانب النفس في سبيل الله و تشبه هذا الانفاق بالقرض الحسنة على ان قرض الله قرضا حسنا لا يختص بالجهاد انه يشمل وجوها اخرى للانفاق كالانفاق على الفقراء و المحرومين من الناس و ان الله تعالى يجزي على هذا العمل الخير خيرا في الدنيا و في الاخرة و انه تعالى جواد كريم يضاعف الحسنات فمن جاء بالحسنة فله عشر امثالها ثم ان الرزق بيد الله فهو الرزاق ذو القوة المتين يبسط الرزق لمن يشاء.
و يقول تعالى في الايتين السادسة و الاربعين بعد المئتين و السابعة و الاربعين بعد المئتين من سورة البقرة:
نعم مستمعينا الكرام من بعد النبي موسى عليه السلام و بسبب ميلهم للدعة و لذة العيش الزائدة خضع بني اسرائيل مرة اخرى الى حكم الطاغوت و فقدوا اربع فقرر جمع قتال للتخلص من ذلة التشرد و الحصول على الحرية و طلب بنو اسرائيل من نبي زمانهم ان يعين لهم قائدا يقاتلون الطاغوت تحت امرته نبي بني اسرائيل كان يعلم ان هؤلاء القوم ان ليسوا من اهل الجهاد و لكي يتم الحجة عليهم اختار لهم طالوت قائدا و كان شابا فقيرا و راعيا بائسا بيد ان بني اسرائيل الذين كانوا يتوقعون امرة لاحد زعمائهم رافضوا امرة طالوت و قالوا نحن افضل منه و في هذا النص القيم دروس نأتي على بيانها بعد هذا الفاصل.
نعم مستمعينا الكرام اما الدروس التي نتعلمها من هذا النص القراني هي:
اولا: الدفاع عن النفس و المال و العرض و الدفاع عن الوطن جهاد في سبيل الله.
ثانيا: ليس الدين بمنفصل عن السياسة و ان الانبياء و الصالحين و على مدى الزمن جاهدوا من اجل انقاذ الناس من سطوة الظالمين و من اجل اقامة حكومة العدل الالهي في الارض.
وثالثا: ان معيار اختيار القائد والمسؤول القدرة و العلم لا الثروة و الجاه و الحسب و النسب.
عودة مرة اخرى مستمعينا الكرام الى سورة البقرة حيث نصغي الى الاية الثامنة و الاربعين بعد المئتين منها ثم تفسير موجز لها:
عندما استنكف بنو اسرائيل و كانوا قوما معاندين من قبول قيادة طالوت لهم قال لهم نبيهم اعلموا ان الله تعالى سيعيد على يد طالوت الصندوق المقدس و هذا الصندوق هو الذي وضعت فيه بامر الله تعالى ام موسى وليدها و القته في اليم او في ماء النيل و وصل قصر فرعون فاحب هذا الظالم و زوجه الطفل موسى دون ان يعرفه كان هذا الصندوق يحفظ في بلاط الفراعنه و عندما بعث الله تعالى موسى بالنبوة وضع الكليم في هذا الصندوق الواح التوراة و عندما ادركته المنية وضع فيه درعه و سلمه الى قومه كان صندوق موسى مقدسا عند بني اسرائيل و كانوا يحملونه امام المقاتلين في الحروب كي يقوي من عزائمهم و كان هذا الصندوق قد وقع في ايدي الاعداء فادى هذا الى انزعاج بني اسرائيل و استيائهم و في زمن طالوت و بعون من الله تعالى عاد هذا الصندوق الى بني اسرائيل.
نسئل الله و نحن في ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة و التي قدمناها لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران نسئله تعالى ان يوفقنا بالجهاد في سبيله و بذل النفس و المال في هذا السبيل و ان يمن علينا بنعمة معرفة قادتنا الحقيقيين انه اكرم مسؤول و خير مجيب و السلام عليكم وعلى عباد الله الصالحين.