بسم الله الرحمن الرحيم …الحمد لله و الصلاة على نبينا محمد و اله الطيبين الطاهرين ..السلام عليكم مستمعينا الكرام في كل مكان و رحمة الله و بركاته اهلا بكم في لقاء قراني اخر حيث تفسير لايات مباركات اخرى من سورة البقرة و نصغي بعد فاصل قصير الى الاية السادسة بعد المئتين و الاية السابعة بعد المئتين من سورة البقرة بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:
لعل المستمع الكريم يتذكران القران الكريم في الايات السابقة لهاتين الايتين تحدث عن ظلم المنافقين الخادعين و فسادهم ثم تأتي الاية السادسة بعد المئتين من سورة البقرة لتتحدث عن غرور المنافقين و انهم لا يصغون الى نصائح الاخرين لهم و يتخذونها هزوا و يستمرون على عنادهم مصرين على سيئ اعمالهم …و في مقابل هؤلاء المنافقين هناك المؤمنون الذين يطيعون الله تعالى
و يسعون لكسب رضاه جلت عظمته و يبذلون انفسهم في سبيل الله و بغية الفوز بمرضاته جل شأنه.
و يذكر المفسرون ان مشركي مكة عقدوا عزمهم على اغتيال النبي صلى الله عليه و اله في مكة فأطلع الله تعالى نبيه بواسطة الامين جبرئيل على خطة الكفار فخرج النبي من مكة مهاجرا الى يثرب التي عرفت فيما بعد بالمدينة . و بات في ليلة خروجه صلى الله عليه و اله في فراشه اخوه و ابن عمه و صهره الامام علي بن ابي طالب عليه السلام .. فنزلت الاية السابعة بعد المئتين لتخلد هذا الحدث الاغر او ما يعرف بليلة المبيت و تبين مدى تفاني الامام امير المؤمنين عليه السلام في نصرة الاسلام و المسلمين و قد انعكست معالم هذه الصورة الجميلة من التضحية و الفداء في ابيات من الشعر منها :
خابوا و قد خرج الرسول مظفرا في موكب حفت به الاطواء
و على الفراش اناب عنه حيدرا ذاك الذي شهدت له الهيجاء
اكرم بحيدرة و في ابنائه فلهم مقام دونه الجوزاء
و يقول عز من قائل في الايتين الثامنة بعد المئتين و التاسعة بعد المئتين من سورة البقرة:
نعم عزيزي المستمع هنا نلاحظ دعوة للمؤمنين جميعا الى السلام و التزام الهدوء و السكينة اذ في هذا تعاضد المجتمع الاسلامي و تماسكه و في هذا كذلك سد لطريق الشيطان الذي يريد اثارة الضغينة و البغضاء بين المؤمنين فعليه لعنة الله . و الذي يلاحظ ان تعصبات القومية و اللغة و الثروة تقود الى التفرقة بين الناس و ان الايمان بالله تعالى هو عامل الوحدة و التؤالف و انه الباني لاسس السلام الحقيقي الذي تنشده البشرية على الدوام.
مستمعينا الكرام ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة يقدم لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. و يقول تعالى في الاية العاشرة بعد المئتين من سورة البقرة المباركة.
يتوقع الكثير من الناس ان يروا الله و الملائكة و يسمعون كلامهم حتى يؤمنوا… لكن هذا الامر غير ممكن فالله و الملائكة ليست اجساما ً لترى بالعين الباصرة انما هي عين البصيرة تدل على وجود الباري و تثبت قدرته علمه …لقد وهب الله تعالى الانسان العقل و بنوره يستنير بطريق الهداية و الفلاح.
و فيما مر علينا مستمعينا الافاضل من ايات دروس وعبر منها:
اولا: الغرور والتعصب والعناد من اسباب المعاصي و الاثام.
ثانيا: المؤمن يتعامل مع الله لكسب رضاه اما المنافق فيتعامل معالدنيا لتحصيل رضا الناس و مرضاة الله خير و ابقى.
ثالثا: السلام الحقيقي انما يتحقق في ظل الايمان بالله تعالى فقط.
رابعا: الشيطان يريد الفرقة و الاختلاف بين الناس.
وخامسا: الايمان بالله له قيمة كبيرة اذا كان على اساس العقل و التدبر و المنطق و الفطرة السليمة.
نسئل الله تعالى ان يمن علينا بالتفيوء بأفياء القران و يتلطف علينا بالانتهال من هذا المنهل العذب الفياض ليكون عملنا خالصا لوجهه الكريم .(و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون ) و الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على سيدنا و نبينا محمد و اله الهداة الميامين.
مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران استمعتم الى برنامج نهج الحياة نشكركم على حسن متابعتكم و نحن بانتظار انتقاداتكم و اقتراحاتكم حول البرنامج على بريدنا الالكتروني : [email protected].
دمتم سالمين وفي امان الله.