بسم الله الرحمن الرحيم …الصلاة و السلام على نبينا محمد و اله الطيبين الطاهرين و السلام عليكم مستمعينا الافاضل في كل مكان و رحمة الله تعالى و بركاته . ..اهلا بكم في هذا البرنامج و فيه تفسير للايات السابعة و السبعين بعد المئة الى التاسعة و السبعين بعد مئة من سورة البقرة المباركة و دائما بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار كونا معنا بعد هذا الفاصل.
مستمعينا الكرام يقول تعالى في الاية السابعة و السبعين بعد المئة من سورة البقرة المباركة:
نعم عزيزي المستمع هذه الاية المباركة تبين بشمولية و جامعية اهم اصول و اسس الاحسان من النواحي الاعتقادية و العلمية و الاخلاقية في اطار اسلامي انيق … و قد وردت احاديث عن رسول الهدى و الرحمة محمد صلى الله عليه و اله مفادها انما يعمل بمفاد هذه الاية المباركة يكمل ايمانه …. و كما ذكرنا في تفسير ايات تغيير القبلة كيف ان اليهود قد اثاروا غبارا كثيفا من الشك و الترديد و الشبهات تجاه حكم تغيير القبلة فجاءت الاية لتبين لليهود ان دين الله لا ينحصر في القبلة و شؤونها … و ان الاديان الالهية تشترك في ثلاثة اصول هي : التوحيد و النبوة و المعاد . و ان المحسن الحقيقي هو من يهتم بامور دينيه بالكامل ..فالانسان المحسن عقائديا هو من يؤمن بالله و الملائكة و الكتب السماوية و الانبياء و الرسل عليهم السلام . ثم لابد في هذا الايمان ان يترجم الى عمل و اداء للواجبات الشرعية كالصلاة و الزكاة و صلة المحرومين و المحتاجين عبر الانفاق و دفع الزكاة. كما ان الارتباط مع الباري تبارك و تعالى يحتاج الى رعاية الاصول الاخلاقية كالصبر و الحلم و الأنات و الوفاء بالعهد و الالتزام بالمواثيق الالهية.
مستمعينا الكرام ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة يقدم لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران . يقول تعالى في الاية الثامنة و السبعين بعد المئة من سورة البقرة المباركة:
نعم عزيزي المستمع الاسلام دين جامع وضع الاحكام و القوانين للشؤون الفردية و الشؤون الاجتماعية من اجل ان ينعم المجتمع بالامن و الاستقرار…. و من الامور التي تقع من حين لاخر في اي مجتمع القتل… و من اجل حفظ الارواح من هذه الجريمة وضع الاسلام قانون القصاص . و حسب قانون القصاص فانه يجب ان يقتص من القاتل اذا ما وقع جريمة القتل عمدا كي لا يذهب دم المقتول هدرا . و كي لا يجرأ الاخرون على اهدار دماء الناس ظلما و عدوانا … و لابد في القصاص من رعاية العدل و التساوي بين القاتل و المقتول او الجاني و المجنى عليه.
و في الاية التاسعة و السبعين بعد المئة من سورة البقرة المباركة اشارة الى الدور الاساسي لقانون القصاص في المجتمع حيث يقول تعالى في هذه الاية الشريفة:
نعم عزيزي المستمع و لنا ان نسأل هنا فنقول في اي المجتمعات جرائم القتل اكثر ؟ هل في المجتمعات التي تطبق قانون القصاص ولو بشكل جزئي ام في تلك التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان و هي لا تفعل هذا ؟ و الاجابة متروكة لمن له وجدان و ضمير.
اما الدروس المستقة من هذه الايات البينات اعزائي المستمعين فمنها:
اولا: لا فائدة من الايمان المجرد عن اعانة المحرومين.
ثانيا: من لوازم الايمان الصبر والحلم.
وثالثا: في القصاص حياة المجتمع وعزته.
مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران قدمنا لحضراتكم حلقة اخرى من البرنامج القراني نهج الحياة نشكركم على حسن متابعتكم و نحن بانتظار انتقاداتكم و اقتراحاتكم حول البرنامج على بريدنا الالكتروني :[email protected]
دمتم سالمين و في امان الله.