بسم الله الرحمن الرحيم …الصلاة و السلام على نبينا محمد واله الطيبين الطاهرين و السلام عليكم مستمعينا الكرام و رحمة الله تعالى و بركاته … اسعد الله اوقاتكم بكل خير و السلام عليكم و اهلا بكم في حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة. فيها تفسير موجز لأية اخرى من سورة البقرة المباركة اكبر سور القران الكريم نستمع اليها دائما بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار كونوا معنا بعد قليل.
مستمعينا الكرام يقول تعالى في الايتين الثالثة و الستين و الرابعة الستين بعد المئة من سورة البقرة المباركة:
نعم عزيزي المستمع ان افضل دليل على وحدانية الخالق تبارك و تعالى التناسق بين عناصر الطبيعة من السحاب والياح و المطر و التراب التي تهيئ الارضية و الاجواء لكي تحيى الموجودات و تنموا … ان هذا النظام المتناسق هو من جهة دليل على توحيد خالق الكون و من جهة اخرى دليل علمه و قدرته جلت عظمته علما و قدرة لا ينتهيان …و يمكن القول ان الكون بما فيه هو كقصيدة شعرية طويلة و جميلة على وزن و قافية واحدة تدل على ان ناظمها شاعر واحد ليس الا …و فيما تؤكد هاتان الايتان على وحدانية خالق الوجود تشير الى ستة من اثار عظمته في الخلق هي اصل الوجود … ان الارض التي نعيش عليها هي كوكب من كواكب المجموعة الشمسية في مجرة درب التبانة او ما تعرف كذلك بمجرة الطريق اللبني . هذه الارض تدور حول نفسها مرة واحدة في اليوم فينتج عن دورانها الليل و النهار و عن دورتها حول الشمس في عام الفصول الاربعة و يتحدث القران هنا كذلك عن الفلك في البحر و الرياح و الغيث الذي ينهمر من السماء فيهب الارض الحياة اذ قال تعالى :
و جعلنا من الماء كل شئ حي. ان كل هذه الايات الارضية و السماوية دليل قدرة الله و عظمتهفليتدبر اولوا الالباب.
و يقول تعالى في الاية الخامسة و الستين بعد المئة من سورة البقرة
نعم اعزائي المستمعين ان الارض و السماء و البحار و الحيوانات و النباتات و الجماد من العلائم على وجود الخالق جل و علا… لكن هناك من ينظر الى هذه الامور نظرة سطحية فلا يتعمق في كيفية خلقها بل يعبدها من دون الله . فهناك من يعبد النجوم و هناك من يعبد البقرة و يقدسها و هناك من ينحت من الخشب او الحجر اصناما و يعكف على عبادتها و كل هذا شرك بالله العظيم . لا ينبغي للانسان ان يقدس هذه الاشياء و يعبدها من دون الله لابد ان تكون عبادته للبارئ العظيم مبدع السماوات و الارضين و يكون حبه لهذا الرب الجليل و سيره و سلوكه اليه تباركت اسماؤه.
مستمعينا الكرام ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة يقدم لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. ويقول تعالى في الاية السادسة و الستين بعد المئة من سورة البقرة:
نعم عزيزي المستمع في هذه الاية الشريفة دعوة للانسان ان يعرف قائده الحقيقي و يكون حذرا في اختيار القائد الذي يأخذ بيده الى جادة الصواب … ان حياتنا مرهونة بالقائد الذي نختاره و في يوم القيامة و كما ورد في العديد من ايات الذكر الحكيم يحشر كل اناس مع امامهم.
اللهم ارزقنا شفاعة محمد و ال محمد و اجعلنا من السائرين على نهج الائمة الميامين كي نفوز بالقرب الالهي في يوم الدين آمين رب العالمين.
اما الان مستمعينا الكرام فالى الدروس و العبر في هذه الاياتالمباركات:
اولا: معرفة الطبيعة احد طرق معرفة الله ففي الطبيعة تتجلى قدرة الله و حكمته وعلمه وجمال ذاته المقدسة.
ثانيا: حب الله تعالى دليل الايمان و لا بد ان يتجلى هذا الحب في العمل لا في القول وحسب.
ثالثا: قادة الجور لا قدرة لهم يوم القيامة بل انهم يتبرؤون من اتباعهم ايضا.
اللهم انا نسئلك ان تمن علينا بمعرفتك و تغمر قلوبنا بحبك و تفيض في نفوسنا عشقك و تتفضل علينا من منك و كرمك انك القادر المتعال بديع السماوات و الارضين تباركت و تعاليت يا رب العالمين.
مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية فيايران قدمنا لحضراتكم حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة نشكركم على حسن متابعتكم و نحن بانتظار انتقاداتكم واقتراحاتكم حول البرنامج على بريدنا الالكتروني:
[email protected]
حتى لقاء قراني جديد نترككم في رعاية الله وحفظه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.