بسم الله الرحمن الرحيم ..الصلاة و السلام على نبينا محمد و اله الطيبين الطاهرين و السلام عليكم حضرات المستمعين الاكارم
اسعد الله اوقاتكم بكل خير و اهلا بكم في لقاء قراني اخر و تفسير موجز لأيات اخرى من سورة البقرة … يقول تعالى في الاية الثالثة والخمسين بعد المئة من هذه السورة الشريفة و التي تستمعون اليها بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:
نعم مستمعينا الكرام على مدى سني حياته يواجه الانسان العديد من المشاكل لا يقوى على التغلب على الكثير منها …و هنا قد تعترض بعض الناس حالات من اليأس و القنوط .. بيد ان المؤمنين منهم عن هذا اليأس نائون بفضل التحلّي بالصبر و الاستقامة و بفضل الدعامة العبادية العظيمة اي الصلاة ..و قد وعد الله تعالى المؤمنين الصابرين المصلين بالمؤازرة و النصر لانه تعالى شأنه لا يتخلىعن عباده فهو الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شئ.
مستمعينا الكرام يقول تعالى في الاية الرابعة و الخمسين بعد المئة من سورة البقرة المباركة:
نعم عزيزي المستمع تشير هذه الاية الى الجهاد و الشهادة في سبيل الله … والجهاد و الشهادة يستدعيان الثبات والاستقامة ..لكن لشديد الاسف هناك من لا يقيم وزنا للجهاد و الاستشهاد لا بل انه فوق ذلك يثبط عزائم المجاهدين لمرض في نفسه .. و في شأن نزول هذه الاية الكريمة يذكر المفسرون ان اربعة عشر من المسلمين كانوا قد استشهدوا في معركة بدر بين قوات الاسلام و قوى الشرك و الطغيان . بعض من الناس الذين لا يفهمون ثقافة الشهادة و التضحية في سبيل الله عدوا اولئك الشهداء امواتا فنزلت هذه الاية لتزيل هذا الفهم الخاطئ من الاذهان و لتؤكد المعنى السامي للشهادة و ان الشهداء احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما اتاهم الله من فضله و الله ذو الفضل العظيم.
اما الان مستمعينا الكرام نستمع الى الاية الخامسة و الخمسين بعد المئة من سورة البقرة:
نعم عزيزي المستمع الابتلاء او الاختبار من السنن الالهية التي تشمل جميع ابناء البشرية .. وهو يتفاوت من شخص الى اخر.. فهو يتناسب و الامكانات التي اودعها الله في عباده … قد يكون الاختبار في مال الانسان و قد يكون في نفسه و قد يكون في ولده و غير ذلك … و هذا الاختبار الرباني ليس من اجل ان يعرفنا الله ذلك انه من اجل ان نعرف نحن انفسنا و كما ان الامتحان الالهي من شأنه ان يفتح امام الانسان ابواب الصبر و القناعة و الايثار و التقوى و غيرها من حميد الصفات التي تعين الانسان على تجاوزالمشاكل و تخطي الصعاب.
مستمعينا الكرام ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة يقدم لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران و يقول تعالى شأنه في الاييتين السادسة و الخمسين بعد المئة والسابعة والخمسين بعد المئة من سورة البقرة:
اعزائي المستمعين الصابرون هم الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله و انا اليه راجعون . و في الحقيقة فأن هذه الاية تعرف لنا الصابرين بأنهم من يقنطون من رحمة الله و ألامل برحمته تعالى عامر دوما في قلوبهم.
ان الدنيا هي دار اختبار و من هنا يبتلى الانسان فيها بالمصائب و عليه ان يصبر و يتجلد ازائها …لكن ليس الناس جميعا من الصابرين بل هناك من يصيبه الجزع بسرعة اذا ما حلت به مصيبة و في المقابل يوجد من الناس من يلبس حين المصيبة حلة الصبر و يكونوا لله تعالى شاكرا و للصابرين المحتسبين الرحمة و الرضوان من رب العالمين.
اما الان مستمعينا الافاضل فألى الدروس و العبر من هذه الايات المباركات:
اولا: الصلاة هي معراج المؤمن و هي التي تربي فيه قدرة الصبر و الثبات و الاستقامة.
ثانيا: الشهداء احياء عند ربهم يرزقون.
ثالثا: انما ينجح الصابرون في الاختبار الالهي.
رابعا: للصبر جذور في الايمان بالله و يوم الجزاء.
وخامسا: الصبر هو السبيل لسعادة الانسان في هذه الدنيا و فلاحه في الاخرة . نسئل الله تعالى ان يجعلنا من السائرين على خط الصابرين الحقيقيين اي الانبياء و الاولياء الصالحين و الحمد لله رب العالمين و السلام عليكم مستمعينا الافاضل و رحمة الله تعالى و بركاته.