بسم الله الرحمن الرحيم ..الصلاة و السلام على نبينا محمد و اله الطيبين الطاهرين و السلام عليكم مستمعينا الكرام و رحمة الله تعالى و بركاته ..اسعد الله اوقاتكم بكل خير واهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة.
نبدأ لقاء اليوم بالاصغاء الى الاية الثامنة و الاربعين بعد المئة من سورة البقرة المباركة و كما عودناكم بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:
مستمعينا الكرام كما ذكرنا في الحلقات الماضية في هذا البرنامج فان هذه الايات ترتبط بقضية تغيير القبلة التي اثار الشبهات بشأنها اليهود في زمن البعثة النبوية الشريفة و هذه الاية تؤكد ان المهم هو التسليم لاوامر الله تعالى …و من هنا يأتي الخطاب القراني الكريم لنهيى عن البحث في امور ليست من اسس الدين و اصوله فالمهم عند الله تبارك و تعالى العمل الصالح الذي ينبغي للانسان ان يتسابق من اجله مع غيره ..اذن المهم هو العمل لا القول اي كونوا دعاة الناس بغير السنتكم كما ورد في احاديث اهل البيت عليهم السلام . واذا كان الانسان الفائز في المسابقات المادية يحصل على جائزته عند انتهاء المسابقة فان التسابق من اجل الخيرات والفوز في هذا المجال تعطى جوائزه وهي جوائز الهية تعطى في الدنيا و يوم القيامة من يد القدرة الالهية. فتبارك الله وهو الاحكم الحاكمين.
مستمعينا الكرام يقول تعالى في الايتين التاسعة والاربعين بعد المئة و الخمسين بعد المئة من سورة البقرة:
نعم عزيزي المستمع تؤكد هاتان الايتان مرة اخرى موضوع التوجه الى مكة المكرمة باعتباره القبلة و لهذا التأكيد العديد منالدلائل اراد الله تعالى بيانها للمسلمين ومنها:
اولا: عدد غفير من المسلمين كان صعبا عليهم قبول حكم تغيير القبلة خوفا من تحقير اليهود لهم و جاءت هذه الاية لتقول لهؤلاء لا تخافوا من اليهود بل خافوا الله.
ثانيا: جاء في كتب اهل الكتاب ان نبي المسلمين يصلي الى قبلتين واذا لم يتحقق هذا الامر فأنهم ولا ريب كانوا سيثيرون شكوكا اكثر في نبوته و رسالته صلى اله عليه و اله.
وثالثا: هذا الخطاب القراني يتحدث عن التوجه الى القبلة حين السفر كما هو الحال حين الاقامة فالمسلم في الحل و الترحال لابد له في صلاته ان يستقبل بلد الحرام و الكعبة المشرفة.
مستمعينا الكرام ما زلتم تتابعون برنامج نهج الحياة من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران و يقول تعالى في الاية الحادية و الخمسين بعد المئة من سورة البقرة:
عزيزي المستمع في الاية السابقة عد الله تعالى تغيير القبلة احدى النعم وفي الاسية القرانية و في هذه الاية يذكر الله نعمة الهية اخرى هي نعمة الرسالة و البعثة المحمدية السمحاء …النبي الاكرم صلى الله عليه و اله هو معلم الانسانية الاعظم و هو خاتم الانبياء و الرسل صلى الله عليه و اله و هو المرشد والمصلح الذي في كلامه النير وسيرته الساطعه تزكية النفوس.
و يقول تعالى في الاية الثانية و الخمسين بعد المئة من سورة البقرة المباركة:
مما لم لا ريب فيه عزيزي المستمع ان ذكر الله تعالى لا يختصر على الذكر باللسان و حسب .. بل من ذكر الله اجتناب المعاصي و الاثام و هي قريبة من الانسان و شكرالنعم و هو امر واجب عقلا لا يكون باللسان فقط بل ان استثمار النعم بشكل صحيح هو من وجوه الشكر للمنعم العظيم و رب العالمين الذي اسبغ نعمه على الانسان و سائر الموجودات في هذا الكون الفسيح الذي ابدعه و احسن صنعه و خلقه فتبارك الله احسن الخالقين.
و في ما تليت من الايات دروس و عبر منها:
اولا: التسابق الى عمل الخيرات افضل من اثارة الجدل حول نقاط تختلف فيه الاديان.
ثانيا: على المسلمين الابتعاد عن كل عمل من شأنه ان يكون ذريعة بيد الاعداء.
ثالثا: تغيير القبلة هو رمز استقلال المسلمين و هو مدعاة لوحدتهم و تئالفهم.
رابعا: الانبياء و الرسل عليهم السلام الذين يحملون رسالة السماءهم معلموا البشرية يعلمونها الكتاب و الحكمة و هذا التعليم مقرون
بتزكية النفوس و بعدها على عمل الخير و تجنب عمل الشر.
جعلنا الله و اياكم من المتمسكين برسالة الاسلام و من الداعين الى الخير والدالين عليه انه سميع الدعاء و الحمد لله رب العالمين.
مستمعينا الكرام استمعتم الى اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران استمعتم الى برنامج نهج الحياة نشكركم على حسن المتابعة و نحن بانتظار انتقاداتكم و اقتراحاتكم حول البرنامج على بريدنا الالكتروني :[email protected]
شكرا لكم و الى اللقاء.