بسم الله الرحمن الرحيم ….الصلاة والسلام على نبينا محمد واله الطيبين الطاهرين ..والسلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله تعالى وبركاته هذا اللقاء القراني وفيه تفسير موجز للايات التاسعة و الثلاثين بعد المئة حتى الثانية والاربعين بعد المئة من سورة البقرة تستمع اليها دائما من خلال برنامج نهج الحياة بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:
مستمعينا الكرام يقول تعالى في الاية التاسعة والثلاثين بعد المئة من سورة البقرة المباركة:
نعم اعزائي المستمعين ان الله تعالى لا يفرق بين قوم و اخرين و الناس عنده تعالى سواء و ما يميز احدا عن اخر انما هو العمل في سبيل الله و العمل الخالص في سبيل الله هو دليل على الايمان الحقيقي و الابتعاد عن كل لون من الوان الشرك …..و في هذه الاية دلالة على ان البعض يتصورون ان كل شئ لهم دون غيرهم حتى الباري تبارك و تعالى الا ان الخالق المتعال هو رب العالمين لا تختص ربوبيته ورعايته ورحمته بفئة دون اخرى او دين دون اخر. اما الان فلنستمع مستمعينا الكرام الى قوله تعالى في الاية الاربعين بعد المئة من سورة البقرة:
ان بعض من اتباع النبي موسى عليه السلام و اتباع النبي عيسى عليه السلام و من اجل اثبات حقانية دينهم و رفض الاديان الاخرى كانوا يدعون ان ابراهيم عليه السلام و الانبياء من بعده كانوا على دين اليهودية او النصرانية على ان الشواهد التاريخية تبين لنا ان موسى و عيسى على نبينا و اله و عليهما الصلاة و السلام جاء من بعد اولئك الانبياء اي ابراهيم و اسحاق و يعقوب عليهم السلام. هذا و ان ادعاء كون الخليل و ابنائه من الانبياء عليهم السلام على دين اليهودية او النصرانية لا يطابق الحقيقة بل هو ناشئ عن التعصب العنصري… و من جهة ثانية يعتبر القران الكريم كتمان الحقيقة او تحريفها الظلم الاكبر هذا يؤدي الى انحراف في العقيدة و الفكر ليس عند جيل واحد بل عدة اجيال و يحول دون التكامل الثقافي في المجتمع البشري في مختلف العصور.
مستمعينا الكرام ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة يقدم لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران . ويقول تعالى في الاية الحادية و الاربعين بعد المئة من سورة البقرة:
نعم اعزائي المستمعين تأتي هذه الاية الكريمة على ادعائات واهية لبعض اليهود و النصارى التي المحت اليها الاية التي سبقتها و تتسائل ما الداعي لمد التاريخ اليهودية او النصرانية الى زمن النبي ابراهيم عليه السلام و هو زمن سبق ظهور هاتين الديانتين.
ان المجتمع الحي يتقوم باعماله لا باعمال غيره و تاريخ غيره فالاقوام و الملل السابقة لها اعمالها ثم ان الفضيلة امر مكتسب ينالها المرء بسعيه و مثابرته.
اما الان مستمعينا الكرام فلنستمع الى الاية الثانية و الاربعين بعد المئة من سورة البقرة حيث يقول تباركت اسماؤه:
اعزاءنا المستمعين على مدى ثلاثة عشر عام من بعثته المباركة و في مكة المكرمة كان النبي صلى الله عليه و اله و المسلمون يصلون الى بيت المقدس فهو قبلة تحظى باحترام كل الاديان و لم ييمم صلى الله عليه و اله وجهه الكريم صوب الكعبة لان المشركين كانوا احالوها بيتا للاوثان و من بعد الهجرة الى المدينة ظل الامر لعدة اشهر على هذا الحال لكن اليهود كانوا يقولون للمسلمين انكم تفتقدون الاستقلال الديني و تصلون الى قبلتنا.
وبين كان رسول الله صلى الله عليه و اله ذات يوم في المسجد يؤدي فريضة ظهر نزل عليه الامين جبرئيل و امره بتغيير القبلة فاكمل النبي صلى الله عليه و اله صلاته الى المسجد الحرام و من هنا عرف المسجد الذي صلى فيه صلى الله عليه و اله وقت نزول امر الرب الجليل بمسجد القبلتين و كعادتهم في الجدال بغير الحق قال اليهود اذا كانت القبلة التولى صحيحة فلماذا هذا التغيير و اذا كانت الثانية صحيحة فما تكليف الماضي من العبادات والصلوات. ويرد القران الكريم على هذا بانه ليس لله جهة مخصوصة فله المشرق والمغرب وهو في كل مكان فاينما تولوا فثم وجه الله و الحمد لله.
اما الان مستمعينا الكرام فإلى الدروس المستفادة من هذه الايات البينات فمنها:
اولا: ان الله تعالى هو رب كل الناس بل كل المخلوقات وانما يقرب بين العبد وربه هو العمل الصالح لا العنصر والقومية فليس بين الله وعباده من قرابة.
ثانيا: تحريف الحقائق الدينية والتاريخية ظلم بحق الاجيال البشرية.
ثالثا: لا ينبغي ان نغتر بتاريخ الماضين.
نسال الله تعالى ان ينير البابنا بانوار المعرفة ويضيئ قلوبنا بضوء الايمان ويأخذ بأيدينا الى محجة البيضاء امين يا رب العالمين.
مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران استمعتم الى برنامج نهج الحياة نشكركم على حسن المتابعة و نحن بانتظار انتقاداتكم و اقتراحاتكم حول البرنامج على بريدنا الالكتروني: [email protected] دمتم سالمين وفي امان الله.