بسم الله الرحمن الرحيم …الصلاة و السلام على نبينا محمد و اله الطيبين الطاهرين و السلام عليكم مستمعينا الكرام و رحمة الله و بركاته …اهلا بكم الى هذا البرنامج القراني حيث نتابع تفسيرايات اخرى من سورة البقرة هي الايات الثامنة والعشرون بعد المئة الى الثالثة والثلاثين بعد المئة فكونوا معنا.
مستمعينا الكرام نبدأ بالاستماع الى قوله تعالى في الاية الثامنة و العشرين بعد المئة من سورة البقرة بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:
نعم اعزائي المستمعين ان سر نجاح نبي ابراهيم عليه السلام في كل الاختبارات الالهية هو التسليم له التعالى في كل الامور و قد تجلت اعلى درجات هذا التسليم في استعداد الخليل لذبح ولدهاسماعيل عليه السلام.
ان ابراهيم عليه السلام يريد من الله ان يكون هو و ولده و كل ذريته مسلمين لله اذ ان بلوغ درجة الكمال في هذا التسليم و في العبودية الخالصة لله الواحد الاحد ….لكن العبودية لله لابد ان يكون منزهة عن البدع و الخرافات و من هنا يأتي طلب ابراهيم عليه السلام ان يريه الله و ذريته مناسكهم كي تكون عباداتهم بما يرضي الله جل و علا.
و يقول تعالى في الاية التاسعة و العشرين بعد المئة من سورة البقرة:
مستمعينا الكرام ان النبي ابراهيم عليه السلام و قبل ان يطلب من الله تعالى شيئا لنفسه يهتم بسعادة و هداية الاجيال التي تلي من بعدهو حيث ان سعادة الانسان ليست ممكنة من دون الهداية الربانية فانخليل الرحمن يطلب من ربه ان يبعث للناس نبيا يزكيهم و يعلمهم و يهديهم سبل الرشاد ….و لنا بعد استراحة قصيرة متابعة للايتين الثلاثين بعد المئة و الحادية و الثلاثين بعد المئة من سورة البقرة.
مستمعينا الكرام فلنستمع الى قوله تعالى في الايتين الثلاثين بعد المئة و الحادية و الثلاثين بعد المئة من سورة البقرة و اذن بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:
النبي ابراهيم عليه السلام هو انسان اختاره الله و جعل سنته و دينه نموذجا و اسوة للعالمين اليس من السفاهة والحال هذه ان يترك الانسان صراط التوحيد المستقيم الى طرق الضلال المعوجه؟
ان سنة ابراهيم عليه السلام هي الحنيفية البيضاء التي تتناسق و الفكر الصائب و الفهم الصحيح.
وسنة ابراهيم عليه السلام افتخر بها الرسول الاكرم صلى اللهعليه و اله ولنستمع الى وصية ابراهيم لبنيه في الاية الثانية والثلاثين بعد المئة من سورة البقرة ولكن بعد فاصل.
نعم مستمعينا الكرام ان هذه الاية من الوضوح بحيث تطلق الفاظها بمعانيها . انظر عزيزي المستمع الى انبياء الله عليهم السلام سواء ابراهيم او يعقوب او الرسول الخاتم صلى الله عليه و اله كلهم يوصون بالتوحيد و عبادة الله الواحد الاحد حتى ان مثل هذه الوصية تتقدم على الوصايا الاخرى ….و على هذا النهج القويم سار ائمة الهدى عليهم السلام فترى وصاياهم الشريفة مفعمة بدروس و عبرا للناس جميعا انها وصايا الهيه حقا.
مستمعينا الكرام ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة يأتيكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران.
والان نستمع الى قوله تعالى في الاية الثالثة والثلاثين بعد المئة من سورة البقرة.
مستمعينا الافاضل ان جماعة من اليهود كانوا يدعون ان النبي يعقوب قد اوصى حين الموت بنيه بالدين المحرف الذي يعتقد به اليهود الا ان هذه الاية جاءت لتفند هذه المزاعم . وفي هذه الاية المباركة اشارة للزوم اهتمام الاباء بالمستقبل الفكري للابناء في كل عصر وزمان ان احد ادلة التوحيد هو ان كل الانبياء قد قد دعوا لعبادة اله واحد رغم اختلافهم في الازمنة التي بعثوا فيها والاقوام والاماكن فلو كان غير الله من اله لكان له نبيا.
نعم مستمعينا الافاضل وفي هذه الايات دروس و عبر نأتي لبيان شطر منها هنا وهي:
اولا: ينبغي التسليم لله وحده و في هذا سر نجاح الانسان.
ثانيا : لا يختصر الدعاء على طلب اشياء مادية و حسب بل ان للمعنويات جانب كبيرا في حياة الانسان فلابد و الحال هذه ان تدخل حيّز الدعاء والتضرع.
ثالثا: السفيه ليس من فقد عقله بل السفيه هوالذي له عقلا لكنه يتوجه الى معوجات الطرق. فيكون في ذلك ضلاله و ضلال الاخرين.
ورابعا: المهم في حياة الانسان حسن العاقبة.
اللهم اجعل عاقبة امورنا الى خير و لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين ابدا و نوّر قلوبنا بنور الايمان على هذا نموت و نحيى ان شاء الله.
مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران استمعتم الى برنامج نهج الحياة .نشكركم على حسن المتابعة و نحن بانتظار انتقاداتكم و اقتراحاتكم حول البرنامج على بريدنا الالكتروني: [email protected] دمتم سالمين وفي امان الله.