بسم الله الرحمن الرحيم ….الصلاة والسلام على نبينا محمد واله الطيبين الطاهرين والسلام عليكم حضرات المستمعين الاكارم ورحمة الله تعالى و بركاته … في لقائنا هذا نقدم لكم تفسيرا موجزا للايات الخامسة والستين حتى التاسعة والستين من سورة البقرة.
بداية فلنستمع الى قوله تعالى في الاية الخامسة والستين والاية السادسة والستين من سورة البقرة بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:
مستمعينا الكرام الحديث هنا عن قصة اخرى من قصص بني اسرائيل …فالله سبحانه و تعالى كان قد حرم عليهم العمل يوم السبت من كل اسبوع لكن جماعة منهم كانت تقطن الى جانب الاحر تجاهلت هذا الامر الالهي وبتحايل ومكر اخذت تصطاد السمك من البحر في ذلك اليوم. لقد بنوا ذلك القوم احواضا الى جانب ساحل البحر و كانت الاسماك تنتقل اليها ومن بعد ذلك كانوا يسدون على الاسماك طريق العودة الى البحر فيصيدونها في الاحواض و يبيعونها في اليوم التالي…. وعاقبهم الله على مكرهم هذا فمسخهم وصارت وجوههم كوجوه القردة وفي هذا عبرة للاخرين. لا ريب عزيزي المستمع ان الحيوانات تشملها الرحمة الالهية كذلك لكن سقوط الانسان من مرحلة الانسانية الى الحيوانية دليل على طرده من رحمة الله ورأفته.
اما الان مستمعين الكرام فنستمع الى الاية السابعة والستين من سورة البقرة وكذلك بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:
نعم اعزائنا المستمعين ان قصة بقرة بني اسرائيل التي وردت في هذه السورة الكريمة هي التي جعلتها تعرف بصورة البقرة وقد جاءت احداث هذه القصة في الايات من السابعة و الستين و حتىالثالثة و السبعين من هذه السورة. لقد وجد بين بني اسرائيل قتيللم يعرف قاتله فتنازعت القبائل من اجل ذلك فيما بينها و كانت كل قبيلة تتهم غيرها بالقتل. ألامر الذي جعل المتنازعين يحتكمون الى النبي موسى على نبينا و اله و عليه السلام و لم يكن في الامكان حل لغز قضية هذه بالطرق العادية ..و هنا لجأ النبي موسى عليه السلام الى كشف خفاياها عن طريق الاعجاز.. اخبر موسى بني اسرائيل بأن الله يأمرهم ان يذبحو بقرة وبأحد اعضائها يضرب القتيل فيحيى ويخبر عن قاتله. و لما سمع بنو اسرائيل من موسى عليه السلام هذا الكلام قالوا له : انك تستهزئ بنا اذ قلت لنا ما قلت، فكان جواب موسى عليه السلان ان السخرية عمل الجهال وانبياء الله ليسوا من الجاهلين. و ما يمكن ان نتعلمه من هذه الاية عزيزي المستمع انه لابد من اتباع حكم الله حتى و ان كان لا يتطابق واذواقنا. و لا ريب ان الله تعالى كان قادرا على اخبار موسى عليه السلام بهوية القاتل لكنه سبحانه وتعالى اراد بواسطة ذبح البقرة ان يزيح عن ذهن بني اسرائيل فكرة عبادة العجل التي القاها السامري في اذانهم فجعلهم يشركون بالله العزيز الحكيم.
مستمعينا الكرام ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة يقدم لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. اما الان فلنستمع الى الاية الثامنة والستين حيث يقول تعالى:
نعم عزيزي المستمع عندما ايقن بنو اسرائيل انه لا مفر من ذبح البقرة التي امرهم الله بذبحها لجؤا الى اختلاق الذارئع و قد تكون تلك الذرائع من صنع القاتل كي لا يفتضح امره بين الناس فيقتصون منه. على اي حال ان السوال هو مفتاح فهم الامور لكن بني اسرائيل ما ارادوا من وراء اسئلتهم فهما لقد ارادوا هروبا من تنفيذ الامر الالهي.
اما الان مستمعين الكرام فلنستمع الى الاية التاسعة والستين من سورة البقرة اذ يقول تبارك اسمه:
مرة اخرى عزيزي المستمع طلب بنو اسرائيل من موسى عليه السلام ان يسئل الله عن لون البقرة التي يراد ذبحها فاجابهم موسى عليه السلام عن هذا السؤال كما اتضح من الاية المباركة و السؤال عن لون البقرة ليس هو الا ذريعة. اذ لا دخل لهذا الموضوع في امر الذبح و لو كان له دخل لاوضحه الله تعالى من قبل ومن اجل ان يسد الله تعالى طريق التذرع على بني اسرائيل قال ان لونها اصفر واراد سبحانه ان يعلم بني اسرائيل ان الذبح من اجل الله و بامر الله لابد ان يكون الحيوان سالم البدن جميل اللون لا هرم ولا صغير في السن.
مستمعينا الكرام والان الى الدروس التي نتعلمها من هذه الايات المباركات:
اولا: الابتعاد عن المكر و التحايل في امتثال اوامر الله تعالى.
ثانيا: العقاب الالهي لا يختص بيوم القيامة فالله سبحانه و تعالى يجازي عباده في الدنيا على بعض اعمالهم السيئة و يعاقبهم ليكونوا للناس في عصرهم و للأتين من بعدهم عبرة.
ثالثا: لا يجوز الاستهزاء بحكم الله تعالى بل لابد من التسليم لاوامره فما يأمر به الله فيه خيرنا ومصلحتنا وخير مصلحة المجتمع البشري.
نسال الله سبحانه و تعالى ان يفيض علينا معرفة وعلما كي نعمل بما يمليه علينا الشرع المقدس. اذ في ذلك رضا الله ورضوانه والحمد لله رب العالمين.
مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران استمعتم الى حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة نحن بانتظار اقتراحاتكم و انتقاداتكم حول هذا البرنامج على بريدنا الالكتروني:
[email protected]
نشكركم على حسن المتابعة دمتم سالمين وفي امان الله.