بسم الله الرحمن الرحيم …الصلاة و السلام على نبينا محمد و اله الطيبين الطاهرين مستمعين الافاضل اسعد الله اوقاتكم بكل خير و السلام عليكم اهلا بكم في حلقة اخرى من هذا البرنامج و فيها تفسير موجز من ايات السابعة والخمسين حتى الستين من سورة البقرة. يقول تعالى في الاية السابعة والخمسين:
استمعنا الى الاية السابعة والخمسين من سورة البقرة بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار.
مستمعينا الافاضل بعد ان انجى الله تعالى بني اسرائيل من ظلم ال فرعون امرهم ان يتجهوا الى الارض المقدسة فلسطين لكنهم عصوا امر الله هذا بذريعة ان فيها حكومة ظالمة …فنزل من بعد ذلك غضب الله تعالى على هؤلاء القوم الذين عاشوا التيه والضلال اربعين عاما في صحراء سيناء. وفي تلك المدة ندم بعض من بني اسرائيل على ما فعلوا فانزل الله رحمته عليهم مرة اخرى و تاتي هذه الاية لبيان بعض النعم التي انعم الله بها هذه المرة على بني اسرائيل حيث ضللهم تعالى في حر الصحراء بالغمام ووهبهم ما لذ من الغذاء و هو المنّ و السلوى والاول غذاء يشبه العسل يصنع من عصارة الاشجار والثاني نوع من الطيور يشبه الحمام. و لنتابع بعض الفصول من قصة بني اسرائيل في الاية التالية وهي الاية الثامنة و الخمسون من سورة البقرة:
اذن استمعتم مستمعين الافاضل الى الاية الثامنة و الخمسين من سورة البقرة بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار.
مستمعينا الكرام: بعد اربعين عاما قضاها بنو اسرائيل في صحراءسيناء جاء الامر الالهي لهم ان يدخلو بيت المقدس و معبده كيتغفر لهم خطاياهم، وامرهم الباري تعالى ان يكرروا كلمة حطةتعبيرا عن الاستغفار وفي كلمة حطة هذا المعنى: ربنا اغفرلنا ذنوبنا و اعف عنا.
لقد وعد الله بني اسرائيل العفو و الغفران بشرط ان يكون استغفارهم حقيقيا لا مراء فيه ووعدهم ان يزيد من عطاياه للمحسنين منهم ….جدير ان نذكر هنا عزيزي المستمع ان احد الابواب المسجد الاقصى المبارك يعرف اليوم بباب حطة و يستفاد من هذه الاية لزوم رعاية الاحترام عند الاماكن المقدسة …و ان للدعاء و التوبة ادابهما التي يعلمنا اياها الله لكن الاية التاسعة والخمسين من سورة البقرة تخبرنا عن تصرف سيئ لبني اسرائيل ازاء الامر الالهي حيث يقول تعالى فيها:
نعم مستمعينا الكرام … جماعة من بني اسرائيل استهزؤا بالامر الالهي و بدلا من قول حطة كرروا كلمة حنطة فباؤوا بغضب من الله و انتشر بينهم مرض الطاعون الذي كان عقابا لتلك الجماعة دون غيرها و في هذه الاية مدلول مفيد هو ان العذاب الالهي يطال الانسان و هو في الدنيا اذا ما استهزء بأوامر الله و نهى عن الحق و الحقيقة. اما الان مستمعينا الكرام فلنصغي الى الاية الستين من سورة البقرة:
نعم مستمعينا الافاضل طلب موسى عليه السلام و هو نبي بني اسرائيل ماء الشرب لقومه فاستجاب الله لطلب هذا النبي و امره ان يضرب بعصاه الحجر فتفجر من بينه الماء.. كان بنو اسرائيل على اثنتي عشرة طائفة و قبيله و بأعجاز الله تعالى و بعد ان ضرب موسى عليه السلام الحجر بعصاه تفجرت عيون ماء عذب بعدد القبائل كي يستقي الجميع و يكونوا في رفاه و لا يعوزوا الماء.
مستمعينا الافاضل دروس قيمة يمكن ان نتعلمها من هذه الايات المباركات هي :
اولا: ان الله تعالى يتكفل رزق خلقه و الانسان عليه ان يطلب الحلال و هو الطيب من الطعام اليس الله تعالى يقول: كلوا من طيبات ما رزقناكم.
ثانيا: ان الله تعالى يغفر الذنوب لكن للتوبة شروط منها خضوع بالقلب و اعتذار باللسان و اعتراف بأرتكاب الاثم.
ثالثا: ينبغي ان تكون العبادة عن تعبد و اخذ اوامر الله كما هي لاالعمل خلافها.
ورابعا: القادة الالهيون يعملون على توفير حاجات الناس سالكين هنا درب العدل و الانصاف.
حضرات مستمعينا الكرام حتى نلتقيكم في برنامج اخر وتفسير لايات اخرى من الذكر الحكيم ضمن برنامج نهج الحياة والذي يأتيكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران نترككم في رعاية الله وحفظه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.