بسم الله الرحمن الرحيم …الصلاة و السلام على نبينا محمد و اله الطيبين الطاهرين …السلام عليكم مستمعين الاكارم و رحمة الله تعالى وبركاته . نحييكم اطيبة التحية و يسرنا ان نقدم لكم حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة وفيها تفسير موجز للايات الثامنة والاربعين حتى الثانية والخمسين من سورة البقرة. يقول تعالى في الاية الثامنة والاربعين:
ايها الاخوة والاخوات استمعتم الى الاية الثامنة والاربعين بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار.
مستمعينا الكرام كان اليهود يتصورون ان ابائهم يمكن ان يدرؤا عنهم العذاب يوم القيامة و ان احبارهم يشفعون لهم عند الله و ان انصارهم يعينونهم في يوم الجزاء و ان في الامكان التخلص منعذاب الله يوم الجزاء بدفع الفدية و المال ….اما القران الكريم فاجاب على هذه التصورات الخاطئه و رفضها واوضح ان الايمان والعمل الصالح والذي ينجي الانسان من عذاب يوم عظيم… لكن هذا لا يعني عدم قبول التوبة وشفاعة من يرتضيهم الله فالباري تعالى رؤوف بعباده رحيم و يقبل شفاعة من يرتضيهم من عباده الصالحين لعباده المذنبين. وهذه الاية ترفض الشفاعة المطلقة التي يتصورها اليهود ولا يقبل القران كذلك عقيد النصارى في ان المسيح عيسى بن مريم عليه السلام قد فدى نفسه ليكون دمه الطاهر كفّارة للاثام و المعاصي التي يرتكبها اتباعها.
مستمعينا الكرام يقول تعالى في الاية التاسعة والاربعين من سورة البقرة:
نعم اعزائي المستمعين كان فرعون و من اجل الحفاظ على ملكهيقتل الشباب و الرجال من بني اسرائيل بذرائع مختلفة و كان يستعبد النساء اليهود ليكونن خدماً و جواري عنده انه اراد بذلك ان يذل بني اسرائيل كي لا تكون لهم قدرة على مواجهة و حسب المنطوق القراني فان المصائب و الصعاب والدعة و الرخاء هي من اساليب الاختبار وفي هذا الاختبار وصول الانسان الى درجات عالية من السمو والكمال.
وتأتي الاية الخمسون من سورة البقرة لتتحدث عن نعمة اخرى انعم بها الله على بني اسرائيل حيث يقول تعالى:
نعم اعزائي المستمعين تشير هذه الاية الكريمة الى كيفية نجاة بني اسرائيل من ال فرعون و هذا الانقاذ من ظلم الفراعنة يعدّ في حد ذاته معجزة الهية فبأمر من الله تعالى ضرب موسى عليه السلام البحر بعصاه فانفرجت في نهر النيل عدة طرق منها عبر بنوا اسرائيل لكن جيش فرعون عندما واصل الى اواسط النهر حلّ به الهلاك و الدمار.
ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران.
اما الان فلنستمع الى الاية الحادية و الخمسين من سورة البقرة بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:
بعد نجاة بني اسرائيل من ال فرعون امر الله تعالى موسى عليه السلام من اجل ان يحصل على مكتوبات التوراة ان يعتزل قومه اربعين يوما و يذهب الى حيث جبل الطور …و كانت هذه المدة القصيرة فترة امتحان لبني اسرائيل …لقد ظهر رجل خداع بين هؤلاء القوم اسمه السامري …و من ذهب و مجوهرات الناس صنع السامري عجلا فانبهر الناس به دعا السامري الناس الى عبادة هذا العجل الذهبي و كان ان انضم اليه اكثر الناس… لقد ظلم اولئك القوم انفسهم حينما تركوا عبادة الله و راحوا يعبدون الصنم و ظلموا نبيهم موسى الذي تحمل الصعاب من اجل انقاذهم من جور ال فرعون و بعد عودة موسى من جبل الطور ادرك بنو اسرائيل سوء عملهم و كان ان غفر الله لهم ذنبهم هذا برحمته الواسعة وعفى عنهم….وهذا ما اشارت اليه الاية الثانية و الخمسون من سورة البقرة حيث يقول عز من قائل:
من الطاف الله تعالى على خلقه انه تبارك اسمه يفسح للمذنبين مجال التوبة ولا يستعجل العقاب لعباده رحمة منه بهم عسى ان يندم المذنبون على فعلتهم.
اما الان مستمعين الافاضل فالى الدروس المستقة من هذه الايات المباركة:
اولا: لابد من الاعتقاد بيوم القيامة و عدم الوقوع في المعاصي من اجل المال و السلطة او من اجل الاصدقاء و الخلان ففي ذلك اليوم لا احد يشفع احد لاحد و لا ينجي الانسان من عذاب اليوم العظيم ماله وجاهه.
ثانيا: الشباب هم اول المستهدفين من قبل الطواغيت …و في عالمنا المعاصر تقوم القوة الاستكبارية باشاعة المفاسد و الموبقات بين الشباب لتلويث ابدانهم و ارواحهم .. و يعمل فراعنة العصر الحديث كذلك على جعل النساء والفتيات اسيرات المظاهر الخداعة والتبرج والشهواة.
ثالثا: التحرر من سلطة الظالمين من اكبر النعم الله تعالى.
ورابعا: يؤدي القادة الالهيون دورا مهما في هداية المجتمع و سعادته.
مستمعينا الكرام من اذاعه طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران استمعتم الى حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة نحن بانتظار انتقاداتكم و اقتراحاتكم حول البرنامج على بريدنا الالكتروني:
[email protected]
حتى الملتقى نستودعكم الله والسلام عليكم.