بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على نبينا محمد و آله الطيبين الطاهرين السلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة حيث سنتناول تفسير الآيات العشرين والحادية والعشرين والثانية والعشرين من سورة البقرة ولنستمع الآن الى الآية العشرين:
يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ۖ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٠﴾
نعم مستمعينا الكرام ان الرعد والبرق في السماء علامة على هطول المطر وإنماء الثمار والبهجة والسرور لبني الإنسان لكن هذه الخيرات السماوية لا ينالها الا الذين لهم اهليتها فكيف الحال بالمنافقين ؟ وبعد ان عميت ابصارهم لا يتمكنون من رؤية نور الوحي الالهي وهكذا فهم في ظلماتهم يتخبطون.
و اما الدروس التي تفيدنا أياها هذه الآية فهي:
- المنافقون لا يقوونعلى رؤية النور الالهي وكلام الله كبرق السماء يخطف ابصار المنافقين.
- ليس للمنافق نور بذاته وانه يستنير في حركته بنور المؤمنين.
- حركة المنافق حركة غير مستمرة.
- المنافق وبسبب اعماله يكون في كل لحظة عرضة لغضب الله تعالى.
- لا يستطيع المنافق خداع الله او الهروب من غضبه وعقابه، فالله تعالى على كل شئ قدير وبكل شئ عليم .
اما الآن مستمعينا الكرام فألى الآية الحادية والعشرين من سورة البقرة حيث يقول تباركت أسماؤه:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿٢١﴾
مستمعينا الكرام على مدى العشرين آية الماضية بين الله تبارك و تعالىاوصاف المتقين والكفار والمنافقين وتأتي هذه الآية المباركة لتحدد من بعد ذلك طريق السعادة و النجاة و من اجل نيل مراتب التقوى ليس هناك سوى طريق واحد وهو الانقطاع الى الله تعالى والعبودية له جلت عظمته للتخلص من ربقة العبودية للآخرين.
تقول هذه الآية الشريفة: ان خالقكم ايها الناس هو ربكم و انه قد وضع جلت قدرته قوانين واحكاما لحياتكم فكما ان الارادة التكوينية اقتضت خلق هذا الكون والانسان فان الأرادة التشريعية اقتضت وضع الشرائع و القوانين لتسيير حياة الانسان والكون …اذاً لا طاعة الا لله و لا عمل الا بشرع الله وفي هذه الطاعة وفي هذا العمل الشرعي التقرب الى الله والابتعاد عن الاثم والعدوان واليكم الدروس المشتقة من هذه الآية الكريمة:
- ان دعوة الانبياء عليهم السلام دعوة عامة لا تخص فئة دون اخرى من الناس و من هنا جاء الخطاب القرآني فيما يقرب من عشرين مرة هكذا يا ايها الناس.
- ان العبادة لله تعالى هي لشكره على النعم التي انعم وتفضل بها على الناس، نعم حبانا الله اياها نحن وآبائنا من قبل .
- ان نعمة الخلق هي اول اكبر نعمة منّ الله تعالى بها علينا وهي تستدعي ان نطيعه.
- العبادة عامل مهم في تقوى الانسان و تزكية نفسه والعبادة اذا لم ترسخ فينا روح التقوى فهي ليست عبادة.
- ان الله تعالى في غنىً عن عباداتنا .. فصلاتنا مثلا لا تزيد في قدرته و عظمته و لا تركها يؤثر في ذلك اننا نحتاج الى هذه العبادة لتهذيب النفس والوصول الى مراتب الكمال.
- علينا ان نتبع شريعة الله لا غيره.
مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية فيايران ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة والآن الى الآية الثانية والعشرين من سورة البقرة:
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّـهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٢٢﴾
في هذه الآية المباركة مستمعينا الأفاضل يشير الله تعالى الى نعم عديدة انعم بها على البشر كل واحدة منها مصدر و منبع لنعم وفيرة اخرى.. لقد جعل الله تعالى الارض فراشا للناس و سخر لهم ما فيها من جبال و سهول و انهارا و وديان و معادن و ثروات و نعم و خيرات… ان التناسق بين الأرض و السماء يؤدي الى نزول المطر و النبات و في هذا رزق للناس وفير. كل هذا يتم بتدبير الله تعالى وحكمته وقدرته فكيف والحال هذه
ينصرف بعض عن عبادة الله الواحد الأحد والفرض الصمد الغني الحميد الى غيره وها هي الدروس التي نتعلمها من هذه الآية الشريفة:
- التوجه الى النعم الإلهية من افضل الطرق لمعرفة الله وعبادته.
- النظام الدقيق في الارض والسماء هوافضل دليل على وجودالخالق القادر العالم.
- لقد خلق الله تعالى الوجود من اجل انسان وسخر للانسان ما في الوجود من موجودات وكائنات.
- التناسق بين اجزاء الوجود هو افضل دليل على وحدانية الله … اذاً علينا ان نكون موحدين ولا نشرك بعبادة ربنا احدا.
- معرفة الله و عبادته امر فطري يشهد له الوجدان البشري.
مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران قدمنا لكم حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة وقبل ان نودعكم اود ان اذكر حضرات المستمعين الكرام انه بامكانهم التواصل معنا عبر بريدنا الالكتروني: [email protected]
نشكركم على حسن متابعتكم وحتى الملتقى في حلقة قادمه ان شاء الله نستودعكم الله والسلام عليكم.