بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، مستمعينا في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، يسرنا أن نقدم لكم حلقة أخرى جديدة من برنامج نهج الحياة حيث تفسير ثلاث آيات أخرى من سورة البقرة.
لنستمع مستمعينا الأفاضل الى الآيتين الحادية عشرة والثانية عشرة من سورة البقرة المباركة:
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿١١﴾
أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ ﴿١٢﴾
الحديث في هذه الآيات عن المنافقين والنفاق مرض مسر ومعد إذا لم يواجه ويكافح، فإنه يصيب عددا كبيرا من أبناء المجتمع على أن التملق والتزلق والرياء والتلون، أمور تقود المجتمع الى الفساد. والمنافق غير ملتزم بالتكاليف الدينية يريد من المؤمنين أن يكونوا على شاكلته، إنه على الدوام ومن خلال الاستخفاف بالتكاليف الدينية والاستهانة بها والاستهزاء بها يسعى الى إبعاد الناس عن وظائفهم الشرعية، وفي سورتي التوبة والمنافقون يبين القرآن الكريم نماذج لهذا السلوك المعوج للمنافقين وكيف أن المنافقين يفرون من جهات القتال أثناء الجهاد ضد الكفار فيؤدي عملهم هذا الى إضعاف معنويات المجاهدين وصورة أخرى يقدمها القرآن الكريم عن أساليب المنافقين في التعامل مع المجتمع حينما يشير الى أن هذه الفئة تسخر من المؤمنين عندما يقدمون مساعداتهم المالية الى المحتاجين وحين الإنفاق في سبيل الله.
أجل مستمعينا الأفاضل؛ إن النفاق هو أساس كل أنواع الفساد في المجتمع، لكن المنافق الذي عماه نفاقه عن رؤية كل الحقائق يرى فساده صلاحا.
ولنذكر هنا الدروس المستقاة من هاتين الآيتين:
- إن نتائج النفاق ليست فردياً فقط، بل إن هذه الظاهرة السيئة تقود المجتمع برمته نحو الفساد.
- من علائم النفاق، العجب بالنفس والتكبر والاستعلاء على الآخرين، المنافقون يرون أنهم دون غيرهم أهل الصلاح والإصلاح.
- إذا ما تجذر النفاق وترسخ في قلب الإنسان فإنه يقف حائلا أمام تقويم الأمور بالصورة الصحيحة وبالتالي يعميه عن رؤية الحقائق والقبول بها.
- على المؤمنين معرفة الشعارات الخاوية التي يطلقها المنافقون كي لا ينخدعوا بها.
مستمعينا الأفاضل ولنستمع الآن الى الآية الثالثة عشرة من سورة البقرة المباركة:
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَـٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ ﴿١٣﴾
نعم أعزائي المستمعين؛ من علائم النفاق، التكبر والاستعلاء على الآخرين وتحقيرهم، المنافقون يرون أنهم هم العقلاء الأذكياء الواعون وإن المؤمنين هم السفهاء البسطاء، وإذا قيل لهم لماذا لا تؤمنوا كما آمن الآخرون؟ فإنهم يتهمون المؤمنين الذين يتحملون الصعاب من أجل نصرة الدين، بالسفاهة.
أما القرآن الكريم فيجيبهم بالقول: (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون).
وما نتعلمه من هذه الآية الكريمة أعزائي المستمعين هو:
- إن إهانة المؤمنين من أساليب المنافقين الذين يرون أنفسهم أفضل من الآخرين ويستعلون عليهم.
- لابد من التعامل بتكبر مع المتكبر ومن يستعل على المؤمنين لابد أن يهان لكي يكسر غروره وتكبره.
- إن الإهانة والسخرية من عمل السفهاء فالإنسان الحكيم يتكلم بأسلوب منطقي، أما السفيه فيلجأ الى السخرية والإستهزاء.
مستمعينا الكرام من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران قدمنا لحضراتكم برنامج نهج الحياة، نشكركم على حسن المتابعة وحتى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم.