وليس لالتهاب المفاصل الروماتويدي، علاج شاف حتى الآن، لكن بالإمكان العيش حياة طويلة ونشيطة مع المرض، الذي يصيب أكثر من 23 مليون، حسب تقدير منظمة الصحة العالمية، إذا تم اعتماد علاج مناسب.
حياتك في خطر..
يؤدي ترك علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، إلى مجموعة خطيرة من المشكلات الصحية، لذلك من الضروري إيجاد خطة علاجية ناجحة والتشبث بها.
وبينما تبدو المداومة على علاج التهاب المفاصل الروماتويدي بمثابة إزعاج في بعض الأحيان، لكن الأمر يستحق ذلك - في الواقع، البديل عنه؛ تعريض حياتك للخطر.
إذ يسبب عدم وجود العلاج المناسب أضرارا طويلة المدى للمفاصل ويلحق أضرار جسيمة بجسمك كله، إلى جانب استمرار الألم والعجز، كما يقول ديفيد بيسيتسكي، طبيب أمراض الروماتيزم وأستاذ الطب وعلم المناعة في كلية الطب بجامعة ديوك في دورهام، بولاية نورث كارولينا الأمريكية، في تقرير لموقع "Everyday Health" الصحي.
يقول الدكتور بيسيتسكي: "مع خيارات العلاج الحالية، يمكن لمعظم الناس التحكم بشكل جيد في الأعراض والحد من تطور التهاب المفاصل الروماتويدي. ويمكن أن يصل في بعض الحالات إلى تسّكين المرض".
أخطار قصيرة المدى
إذا تُرِكَ التهاب المفاصل دون علاج، يمكن أن يُسبب عددا من المضاعفات على المدى القصير، خاصة آلام المفاصل، كما يقول بيسيتسكي، مضيفا: "لأن التهاب المفاصل الروماتويدي يؤثر على الجسم بأكمله، فبدون العلاج قد تعاني أيضا من الشعور بالضيق والحمى والتعب العام".
يتابع بيسيتسكي إن "التهاب المفاصل الروماتويدي غير المعالج يمكن أن يُزيد أيضا من خطر الإصابة بالعدوى".
والتهاب المفاصل الروماتويدي نوع التهابي من أمراض المناعة الذاتية، فعندما تكون مصابا به، يُركِّز جهاز المناعة على مهاجمة المفاصل والأنسجة الأخرى بدلا من حمايتك من المرض.
وكلما كان التهاب المفاصل الروماتويدي أكثر شدة، زاد خطر الإصابة بالعدوى، وفقا لمؤسسة (Arthritis Foundation) الأمريكية، المعنية بمرض التهاب المفاصل الروماتويدي.
أخطار طويلة الأمد
يؤثر ترك التهاب المفاصل الروماتويدي دون علاج على المدى الطويل، ليس فقط على نوعية الحياة بل على مدة الحياة أيضا، وكما يوضح بيسيتسكي: "الالتهاب المستمر يمكن أن يؤدي إلى قصر العمر".
ويضيف: "التهاب المفاصل الروماتويدي غير المُنضبط يمكن أن يُزيد أيضا من خطر الإصابة بأمراض القلب، لأنه لا يؤثر على المفاصل فحسب، بل يؤثر أيضا على القلب".
ووفقا للمؤسسة الأمريكية، قد يُساهم أيضا في تضييق الأوعية الدموية، فالأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي لديهم ضعف خطر الإصابة بأمراض القلب أكثر من غيرهم.
ووفقا لدراسة، نُشِرت في أبريل/نيسان من 2018 في مجلة BMC Rheumatology البحثية، فمن المهم التحكّم ليس فقط في التهاب المفاصل الروماتويدي ولكن عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم، والتدخين، ومرض السكري، وجعلهم في حالة استقرار، وذلك نظرا للعلاقة بين التهاب المفاصل الروماتويدي ومشاكل القلب.
تشير "الكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم" إلى أنه كلما كان التهاب المفاصل الروماتويدي أكثر تقدما، زاد خطر إصابتك بأمراض القلب.
ومع ذلك، يؤثر التهاب المفاصل الروماتويدي غير المعالج على أكثر من مجرد مفاصلك وقلبك، مما يؤدي إلى مضاعفات تتراوح بين مشاكل الجلد وهشاشة العظام ومضاعفات في العيون وغيرها.
لذلك فإن اتباع خطة علاج مُنتظمة تُساعد على إبطاء تقدم المرض، ما قد يساهم في حماية مفاصلك وقلبك وصحتك العامة ورفاهيتك، وحياتك أيضا.