بسم الله والحمد لله الذي سبقت رحمته غضبه والصلاة والسلام على كنوز رحمته صفوته سيد الأنبياء وآله الأوصياء الرحماء.
- السلام عليكم إخوة الإيمان والولاء ورحمة الله.
- تحية من الله مباركة طيبة نقدمها لكم شاكرين سلفاً طييب متابعتكم لحلقة اليوم من هذا البرنامج.
- نتأمل معاً في لقاء اليوم في واقعة من أهم وقائع السيرة النبوية، تتجلى فيها رحمة النبي الأكرم بأمته وهو – صلى الله عليه وآله – يغالب في سكرات الموت وآلام المرض لكي يهدي أمته الى ثقلي نجاتها من كل ضلالة بعده.
- هذه الواقعة رواها علماء المسلمين من مختلف المذاهب ونحن ننقل جوانب منها مما إستجمعه العلامة الجليل السيد الشريف الرضي في كتابه القيم "خصائص الأئمة" تابعونا مشكورين.
- ضمن سردهم لوقائع اليوم الأخير من حياة سيد المرسلين – صلى الله عليه وآله – أشار المؤرخون الى اشتداد آثار السم والحمى والمرض عليه فلم يخرج للصلاة بالمسلمين جماعة، إلى أن وقع أمر إستدعاه صلى الله عليه وآله لمغالبة تلك الآلام والخروج للصلاة بالمسلمين، قال الرواة:
- خرج رجل يصلي بالناس ، فظنوا أنه بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلم يكبر حتى أفاق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال رسول الله: أدعو لي عمي - يعني العباس ، رضي الله عنه - فدعي له فحمله وعلي عليه السلام ، حتى أخرجاه فصلى بالناس وإنه لقاعد.
- قال الراوي: ثم حمل فوضع على المنبر بعد ذلك فاجتمع لذلك جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار حتى برزت العواتق من خدورها ، فبين باك وصائح ، ومسترجع ، وواجم ، والنبي عليه السلام يخطب ساعة ، ويسكت ساعة ، فكان فيما ذكر من خطبته أن قال :
- يا معشر المهاجرين والأنصار ، ومن حضر في يومي هذا ، وفي ساعتي هذه من الإنس والجن ليبلغ شاهدكم غائبكم ، ألا إني قد خلفت فيكم كتاب الله فيه النور والهدى ، والبيان لما فرض الله تبارك وتعالى من شئ حجة الله عليكم وحجتي وحجة وليي .
- ثم قال صلى الله عليه وآله: وخلفت فيكم العلم الأكبر ، علم الدين ، ونور الهدى ، وضياءه وهو علي بن أبي طالب ، ألا وهو حبل الله فاعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون )
- مستمعينا الأفاضل، وتتجلى الرحمة المحمدية بالعباد في شفقة الرسول الأعظم بهم وهو يحذرهم من سلوك ما يوقعهم في الشقاء بعد رحيله، مخاطبه بكلمات ملؤها العطف واللطف، جاء في تتمة رواية الشريف الرضي – رضوان الله عليه -:
- ثم قال صلى الله عليه وآله: لا ترجعوا بعدي كفارا مرتدين تتأولون الكتاب على غير معرفة ، وتبتدعون السنة بالأهواء ، وكل سنة وحديث وكلام خالف القرآن فهو زور وباطل . القرآن إمام هاد ، وله قائد يهدى به ، ويدعو إليه ، بالحكمة والموعظة الحسنة ، وهو علي بن أبي طالب ، وهو ولي الأمر بعدي ، ووارث علمي ، وحكمتي ، و سري ، وعلانيتي ، وما ورثه النبيون قبلي ، وأنا وارث ومورث فلا تكذبنكم أنفسكم .
- ثم قال صلى الله عليه وآله: أيها الناس الله الله في أهل بيتي ، وأنهم أركان الدين ، ومصابيح الظلام ، ومعادن العلم . علي أخي ، ووزيري ، وأميني والقائم من بعدي بأمر الله ، والموفي بذمتي ، ومحيي سنتي ، وهو أول الناس إيمانا بي ، وآخرهم بي عهدا عند الموت ، وأولهم لقاء إلى يوم القيامة.
- وختم صلى الله عليه وآله كلامه بشفقة بالغة فقال: فليبلغ شاهدكم غائبكم . أيها الناس من كانت له تبعة فها أنا ذا ، ومن كانت له عدة أو دين فليأت علي بن أبي طالب ، فإنه ضامن له كله حتى لا يبقى لأحد قبلي تبعة.
- وبهذا نصل أيها الأكارم الى ختام حلقة أخرى من برنامج (نبي الرحمة) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- شكراً لكم على كرم المتابعة ودمتم في أمان الله.