- بسم الله وله خالص الحمد والثناء وأزكى الصلاة وأتم السلام على المصطفى محمد سيد الأنبياء وآله الأصفياء.
- السلام عليكم مستمعينا الأعزاء.
- تحية الرحمة والبركات نحييكم بها إخوة الإيمان والولاء ونحن ندعوكم لمرافقتنا في لقاء اليوم من هذا البرنامج.
- أيها الأحب إخترنا لكم في هذا اللقاء طائفة من الروايات الشريفة تعرفنا بمصاديق لتجليات الرحمة بالعباد في سيرة حبيبنا المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وآله الطيبين. تابعونا على بركة الله.
- مستمعينا الأفاضل، من مصاديق الرحمة المحمدية بالعباد مراعاة تباينهم في مستوى الإدراك، وتكليمهم بما يستطيعون فهمه وتحمله.
- وهذا ما يشير إليه مولانا الإمام جعفر الصادق عليه السلام في الحديث المروي عنه في كتاب الكافي أنه قال: ما كلم رسول الله صلى الله عليه وآله العباد بكنه عقله قط.
- وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم.
- ومن المصاديق اللطيفة لرحمة نبي الرحمة بالعباد حرصه – صلى الله عليه وآله – على إيضاح ما يحتمل إساءة ظن البعض بشأنه من قراراته عليه السلام، وذلك مراعاة لشعورهم وتطبيقاً لخواطرهم، ومن نماذج ذلك ما رواه ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي مسنداً عن مولانا الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال:
- أتي النبي صلى الله عليه وآله بشئ فقسمه فلم يسع أهل الصفة جميعا ، فخص به أناسا منهم ، فخاف رسول الله صلى الله عليه وآله أن يكون قد دخل قلوب الآخرين شئ ، فخرج إليهم فقال :
- معذرة إلى الله عز وجل ، وإليكم يا أهل الصفة ، إنا أوتينا بشئ فأردنا أن نقسمه بينكم فلم يسعكم ، فخصصت به أناسا منكم ، خشينا جزعهم وهلعهم.
- أيها الإخوة والأخوات؛ والى جانب جميل إعتذاره المتقدم من أهل الصفة رغم أنه لم يسيء إليهم، نرى في سيرة نبي الرحمة صلى الله عليه وآله جميل قبوله لإعتذار من أساء إليه بأشد أنواع الإساءة وهو السعي لقتله.
- أجل؛ فقد روي في كتاب الكافي وغيره مسنداً عن الإمام بي جعفر محمد الباقر عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله اتي باليهودية التي سمت الشاة للنبي صلى الله عليه وآله ، فقال لها : ما حملك على ما صنعت ؟ فقالت : قلت : إن كان نبيا لم يضره ، وإن كان ملكا أرحت الناس منه ، فقال : فعفا رسول الله صلى الله عليه وآله عنها.
- ونختم أيها الأكارم بهذه الصورة الغراء في الكرم والعطاء الذي تميز به سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله؛ حيث كان إذا جاءه سائل يطلب منه شيئاً في حال لا يكون معه شيء أمره بالإقتراض على أن يكون – صلى الله عليه وآله – ضامن تسديده، وكان ذلك مما يسره – صلى الله عليه وآله -.
- روي في بحار الأنوار أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وآله فقال – صلى الله عليه وآله -: ما عندي شئ ، ولكن اتبع علي – يعني اقترض مالاً وأنا ضامن تسديده - ، فإذا جاءنا شئ قضينا ، فقال أحد الصحابة : يا رسول الله ما كلفك الله ما لا تقدر عليه .
- قال الراوي: فكره النبي صلى الله عليه وآله قوله، فقال الرجل : أنفق ولا تخف من ذي العرش إقلالا ، فتبسم النبي صلى الله عليه وآله وعرف السرور في وجهه.
- ختاماً تقبلوا منا أيها الأطائب أطيب الشكر على طيب إستماعكم لحلقة اليوم من برنامج (نبي الرحمة).
- إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- تقبل الله أعمالكم ودمتم في أمان الله.