بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على ينابيع رحمة الله محمد المصطفى رسول الله وآله عيون لطف الله.
- السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله.
- تحية من الله مباركة طيبة ندعوكم بها لمرافقتنا في حلقة اليوم من هذا البرنامج.
- الهداية الى حقيقة الدنيا وطريقة التحرر من أسرها ومنهاج جعلها مزرعة للآخرة، هي من تجليات الرحمة التي ظهرت في حرص إمام الرأفة على إهدائها لأمته صلى الله عليه وآله.
- فمن عميق رحمته بأمته خصص جزءً مهما من وصاياه خاصة قبيل رحيله لتحذير الأمة من أخطار حب الدنيا لأنه رأس كل خطيئة؛ روى الشيخ الصدوق في كتاب الخصال مسنداً عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أخوف ما أخاف على أمتي الهوى وطول الامل ، أما الهوى فإنه يصد عن الحق وأما طول الامل فينسي الآخرة.
- وهذه الدنيا قد ارتحلت مدبرة ، وهذه الآخرة قد ارتحلت مقبلة ، ولكل واحد منهما بنون فان استطعتم أن تكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فافعلوا فإنكم اليوم في دار عمل ولا حساب وأنتم غدا في دار حساب ولا عمل .
- أيها الإخوة والأخوات، ونلمح في رواية أكثر تفصيلاً مظهراً أجلى للرحمة المحمدية وهي تهدي الأمة الى منهاج الإنتصار على الدنيا والفوز بالسعادة الحقيقية.
- ونستشعر ذلك في عبارات نبوية تفيض باللطف والرحمة والشفقة على العبادة، روى ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي مسنداً عن الإمام محمد الباقر عليه السلام قال:
- سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّه يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّه ص مَرَّ بِنَا ذَاتَ يَوْمٍ ونَحْنُ فِي نَادِينَا وهُوَ عَلَى نَاقَتِه وذَلِكَ حِينَ رَجَعَ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَوَقَفَ عَلَيْنَا فَسَلَّمَ فَرَدَدْنَا عَلَيْه السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ:
- مَا لِي أَرَى حُبَّ الدُّنْيَا قَدْ غَلَبَ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ حَتَّى كَأَنَّ الْمَوْتَ فِي هَذِه الدُّنْيَا عَلَى غَيْرِهِمْ كُتِبَ وكَأَنَّ الْحَقَّ فِي هَذِهالدُّنْيَا عَلَى غَيْرِهِمْ وَجَبَ وحَتَّى كَأَنْ لَمْ يَسْمَعُوا ويَرَوْا مِنْ خَبَرِ الأَمْوَاتِ قَبْلَهُمْ سَبِيلُهُمْ سَبِيلُ قَوْمٍ سَفْرٍ عَمَّا قَلِيلٍ إِلَيْهِمْ رَاجِعُونَ بُيُوتُهُمْ أَجْدَاثُهُمْ ويَأْكُلُونَ تُرَاثَهُمْ فَيَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ ثم قال صلى الله عليه وآله: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ أمَا يَتَّعِظُ آخِرُهُمْ بِأَوَّلِهِمْ لَقَدْ جَهِلُوا ونَسُوا كُلَّ وَاعِظٍ فِي كِتَابِ اللَّه وآمَنُوا شَرَّ كُلِّ عَاقِبَةِ سُوءٍ ولَمْ يَخَافُوا نُزُولَ فَادِحَةٍ وبَوَائِقَ حَادِثَةٍ.
- وفي الجانب الآخر من موعظته البالغة يبين نبي الرحمة صلى الله عليه وآله سبيل النجاة بعدما حذر من طريق الشقاء؛ فقال: طُوبَى لِمَنْ شَغَلَه خَوْفُ اللَّه عَزَّ وجَلَّ عَنْ خَوْفِ النَّاسِ طُوبَى لِمَنْ مَنَعَه عَيْبُه عَنْ عُيُوبِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ إِخْوَانِه طُوبَى لِمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّه عَزَّ ذِكْرُه وزَهِدَ فِيمَا أَحَلَّ اللَّه لَه مِنْ غَيْرِ رَغْبَةٍ عَنْ سِيرَتِي ورَفَضَ زَهْرَةَ الدُّنْيَا مِنْ غَيْرِ تَحَوُّلٍ عَنْ سُنَّتِي واتَّبَعَ الأَخْيَارَ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ بَعْدِي وجَانَبَ أَهْلَ الْخُيَلَاءِ والتَّفَاخُرِ والرَّغْبَةِ فِي الدُّنْيَا الْمُبْتَدِعِينَ خِلَافَ سُنَّتِي الْعَامِلِينَ بِغَيْرِ سِيرَتِي.
- ثم قال صلى الله عليه وآله: طُوبَى لِمَنِ اكْتَسَبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مَالاً مِنْ غَيْرِ مَعْصِيَةٍ فَأَنْفَقَه فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ وعَادَ بِه عَلَى أَهْلِ الْمَسْكَنَةِ طُوبَى لِمَنْ حَسُنَ مَعَ النَّاسِ خُلُقُه وبَذَلَ لَهُمْ مَعُونَتَه وعَدَلَ عَنْهُمْ شَرَّه طُوبَى لِمَنْ أَنْفَقَ الْقَصْدَ وبَذَلَ الْفَضْلَ وأَمْسَكَ قَوْلَه عَنِ الْفُضُولِ وقَبِيحِ الْفِعْلِ.
- ختاماً تقبلوا منا أيها الأكارم أكرم الشكر والإمتنان على كرم المتابعة وحسن الإصغاء لحلقة اليوم من برنامج (نبي الرحمة).
- قدمناها لكم شاكرين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.. دمتم في أمان الله.