بسم الله وله الحمد وخالص الثناء إذ رزقنا مودة وموالاة سيد الأنبياء وآله الرحماء صلوات الله عليه وعليهم كل صبح ومساء.
- السلام عليكم مستمعينا الأعزاء,
- تحية طيبة.. وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج.
- مستمعينا الأفاضل، أنواع الرحمات الإلهية نجدها متجلية في ما رواه المحدثون الثقات من طريقة رسول الله صلى الله عليه وآله في تعاملهم مع الناس.
- فهي طريقة مفعم بالرفق واللطف والمداراة والإحسان إليهم والتألف لقلوبهم، وهذا ما نستنير ببعض أنواره الساطعة فيما جمعه العلامة محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان.. من الأوصاف المحمدية الواردة في الروايات الشريفة، ونبدأ بما نقله عن كتاب إحياء علوم الدين عن الكرم المحمدي حيث قال: وكان صلى الله عليه وآله أسخى الناس لا يثبت عنده دينار ولا درهم ، وإن فضل شئ ولم يجد من يعطيه وفجأ الليل لم يأو إلى منزله حتى يتبرأ منه إلى من يحتاج إليه ، لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط من أيسر ما يجد من التمر والشعير ، ويضع سائر ذلك في سبيل الله . لا يسأل شيئا إلا أعطاه ثم يعود إلى قوت عامه فيؤثر منه حتى أنه ربما احتاج قبل انقضاء العام إن لم يأته شئ.
- قال وكان صلى الله عليه وآله: وينفذ الحق وإن عاد ذلك عليه بالضرر أو على أصحابه ، قال : ويمشى وحده بين أعدائه بلا حارس ، قال : لا يهوله شئ من أمور الدنيا .
- أيها الإخوة والأخوات، وقال رواة السيرة النبوية في بيان طريقة معاشرته للناس كما نقل ذلك صاحب تفسير الميزان، قالوا:
- كان صلى الله عليه وآله يجالس الفقراء ، ويؤاكل المساكين ، ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم ، ويتألف أهل الشرف بالبر لهم ، يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم ، لا يجفو على أحد ، يقبل معذرة المعتذر إليه .
- وقال الرواة: وكان له صلى الله عليه وآله عبيد وإماء من غير أن يرتفع عليهم في مأكل ولا ملبس ، لا يمضى له وقت من غير عمل لله تعالى أو لما لا بد منه من صلاح نفسه ، يخرج إلى بساتين أصحابه لا يحتقر مسكينا لفقره أو زمانته ، ولا يهاب ملكا لملكه ، يدعو هذا وهذا إلى الله دعاء مستويا .
- وقالوا أيضاً: وكان صلى الله عليه وسلم أبعد الناس غضبا وأسرعهم رضى ، وكان أرأف الناس بالناس ، وخير الناس للناس ، وأنفع الناس للناس .
- وجاء في رواية الطبرسي في كتاب مكارم الأخلاق: كان رسول الله عليه وآله إذا حدث بحديث تبسم في حديثه لمحدثه.
- وروي في مكارم الأخلاق أيضاً عن يونس الشيباني قال: قال لي أبوعبدالله الصادق عليه السلام: كيف مداعبة بعضكم بعضاً؟ قلت: قليلا. قال: هلا تفعلوا؟ فإن المداعبة من حسن الخلق، وإنك لتدخل بها السرور على أخيك، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يداعب الرجل يريد به أن يسره.
- وفي كتاب الأخلاق لأبي القاسم الكوفي عن الصادق عليه السلام قال: ما من مؤمن إلا وفيه دعابة، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يداعب ولا يقول إلا حقاً.
- وروي أيضاً: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يدع أحدا يمشى معه إذا كان راكبا حتى يحمله معه فإن أبى قال : تقدم أمامي وأدركني في المكان الذي تريد .
- وروي وفيه عن أبي القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق قال: وجاء في الآثار : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم ينتقم لنفسه من أحد قط بل كان يعفو ويصفح .
- وروي أيضاً: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا فقد الرجل من أخوانه ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائبا دعا له ، وإن كان شاهدا زاره ، وإن كان مريضا عاده .
- لكم منا مستمعينا الأحبة أطيب الشكر والإمتنان على كرم إصغائكم لحلقة اليوم من برنامج (نبي الرحمة) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم في أمان الله.