بسم لله والحمد لله الذين رزقنا مودة وإتباع فاتح كل خير محمد المختار صلوات الله عليه وآله الأطهار.
- السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله.
- تحية مباركة طيبة من عند الله نحييكم بها في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج.
- أيها الأفاضل، الحروب دفاعية كانت أو هجومية تشتمل عادة على كثيرة من مظاهر القسوة وتجاوز كثير من القيم بهدف الغلبة.
- لكن غزوات نبي الرحمة – صلى الله عليه وآله – كانت ميادين تجلي الرحمة الإلهية في إنقاذ المظلومين والسعي لإبعاد الشر ووأد الفتنة وإجتناب سفك الدماء ما استطاع الى ذلك سبيلاً.
- وهذا ما ننقل بعض نماذجه في هذا اللقاء ونبدأ بما جاء في تفسير مجمع البيان.
- حيث قال الطبرسي رحمه الله لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وآله قريشاً ببدر وقدم المدينة جمع اليهود في سوق قينقاق فقال:
- يا معشر اليهود إحذروا من الله الذي نزل بقريش يوم بدر، وأسلموا قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم، وقد عرفتم أني نبي مرسل، وتجدون ذلك في كتابكم.
- مستمعينا الأفاضل، وتتجلى الرحمة الإلهية في وصايا سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله للمجاهدين، فنقرأ منها ما روي في كتاب الكافي بسنده عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال:
- كان رسول الله (ص) إذا أراد أن يبعث سرية دعاهم فأجلسهم بين يديه ثم يقول: سيروا بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله لا تغلوا ولا تمثلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا شيخاً فانياً لا صبياً ولا إمرأة ولا تقطعوا شجراً إلا أن تضطروا إليها.
- ثم يقول – صلى الله عليه وآله – وأيما رجل من أدنى المسلمين أو أفضلهم نظر الى رجل من المشركين فهو جار حتى يسمع كلام الله فإن تبعكم فأخوكم في الدين وإن أبى فأبلغوا مأمنه واستعينوا بالله عليه.
- ونقرأ أيها الأخوة والأخوات وصية نبوية ثانية أكثر تفصيلاً، فقد روي في كتب الكافي مسنداً عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال:
- إن النبي (ص) كان إذا بعث أميراً له على سرية أمره بتقوى الله عزوجل في خاصة نفسه ثم في أصحابه عامة ثم يقول اغز بسم الله وفي سبيل الله قاتلوا من كفر بالله ولا تغدروا ولا تغلوا وتمثلوا ولا تقتلوا وليداً ولا متبتلاً في شاهق ولا تحرقوا النخل ولا تغرقوه بالماء ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تحرقوا زرعاً ولا تعقروا من البهائم مما يؤكل لحمه إلا ما لا بد لكم من أكله.
- ثم قال – صلى الله عليه وآله -: "وإِذَا لَقِيتُمْ عَدُوّاً لِلْمُسْلِمِينَ فَادْعُوهُمْ إِلَى إِحْدَى ثَلَاثٍ فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكُمْ إِلَيْهَا فَاقْبَلُوا مِنْهُمْ وكُفُّوا عَنْهُمْ ادْعُوهُمْ إِلَى الإِسْلَامِ فَإِنْ دَخَلُوا فِيه فَاقْبَلُوه مِنْهُمْ وكُفُّوا عَنْهُمْ وادْعُوهُمْ إِلَى الْهِجْرَةِ بَعْدَ الإِسْلَامِ فَإِنْ فَعَلُوا فَاقْبَلُوا مِنْهُمْ وكُفُّوا عَنْهُمْ وإِنْ أَبَوْا أَنْ يُهَاجِرُوا واخْتَارُوا دِيَارَهُمْ وأَبَوْا أَنْ يَدْخُلُوا فِي دَارِ الْهِجْرَةِ كَانُوا بِمَنْزِلَةِ أَعْرَابِ الْمُؤْمِنِينَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ مَا يَجْرِي عَلَى أَعْرَابِ الْمُؤْمِنِينَ ولَا يَجْرِي لَهُمْ فِي الْفَيْءِ ولَا فِي الْقِسْمَةِ شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّه.
- ثم قال – صلى الله عليه وآله - : " فَإِنْ أَبَوْا هَاتَيْنِ فَادْعُوهُمْ إِلَى إِعْطَاءِ الْجِزْيَةِ عَنْ يَدٍ وهُمْ صَاغِرُونَ فَإِنْ أَعْطَوُا الْجِزْيَةَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وكُفَّ عَنْهُمْ وإِنْ أَبَوْا فَاسْتَعِنِ اللَّه عَزَّ وجَلَّ عَلَيْهِمْ وجَاهِدْهُمْ فِي اللَّه حَقَّ جِهَادِه.
- وروي عن علي أميرالمؤمنين عليه السلام قال: نهى رسول الله (ص) أن يلقى السم في بلاد المشركين.
- وقال الإمام الصادق عليه السلام: ما بيّت رسول الله (ص) عدواً قط أي غدر به.
- وروي عن أميرالمؤمنين صلوات الله عليه قال: بعثني رسول الله (ص) إلى اليمن وقال لي يا علي لا تقاتلن أحداً حتى تدعوه وأيم الله لأن يهدي الله على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت ولك ولاؤه يا علي.
- وقال الإمام الصادق عليه السلام: كان أميرالمؤمنين عليه السلام لا يقاتل حتى تزول الشمس ويقول تفتح أبواب السماء وتقبل الرحمة وينزل النصر ويقول هو أقرب الى الليل وأجدر أن يقل القتل ويرجع الطالب ويفلت المنهزم.
- والى لقاء آخر من برنامجكم (نبي الرحمة) نترككم في رعاية الله.
- ولكم خالص الدعوات من إخوتكم وأخواتكم في إذاعة طهران صوت الجهورية الإسلامية في ايران.
- شكراً لكم وفي أمان الله.