بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وآله أبواب رحمته الكبرى للعالمين.
- السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته.
- أطيب تحية نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج.
- إخترنا لهذا اللقاء – مستمعينا الأكارم – واقعتين من وقائع فتوحات نبي الرحمة تهدينا الى جماليات الأخلاقيات الإلهية في إكرام المنهزمين والسعي لإنارة قلوبهم بأنوار الرحمة الإلهية.
- وفي ذلك أجمل وأنبل صور إنقاذهم من ظلمات الشرك والضلالة وشقائها وإذاقتهم طعم الرحمة الإلهية، لكي يعرفوا الله الرحمان الرحيم فيأمنوا به ويحسن إسلامهم، تابعونا على بركة الله.
- روى المؤرخون أنه في غزوة حنين بعدما ظفر النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بهوازن بدأ بقسمة الغنائم فقسمها ، ثمّ قدم عليه هوازن مسلمين فردّ عليهم السبي ، وسألهم عن رئيسهم مالك بن عوف النصري فقالوا : هو مع ثقيف بالطائف.
- فقال صلى الله عليه وآله : أخبروه أنّه إِن أتاني مسلماً رددت عليه أهله وماله وأعطيته مأة من الإبل .
- فلمّا أخبروا مالكاً بذلك ركب مستخفياً فأدرك النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالجعرانة ، وقيل : بمكّة ، فردّ – صلى الله عليه وآله - عليه أهله وماله وأعطاه مأة من الإبل كما وعده ، وحسن إِسلامه .
- واستعمله النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على من أسلم من قومه ، فكان يقاتل بهم ثقيفاً لا يخرج لهم سرح إِلاّ أغار عليه وضيّق عليهم حتّى أسلموا ،
- ومالك بن عوف – مستمعينا الكرام - هو الذي جمع الجموع في حنين ضدّ رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكانوا ثلاثين ألفاً ثمّ بعد الانهزام فرّ إِلى الطائف . فما أعظم سعة صدر رسول اللّه ورحمته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأنّه كيف كان يعامل مقاتليه بعد أن أظفره اللّه عليهم .
- وهذه الرحمة المحمدية هي التي دفعت مالك بن عوف الى ان يمدح رسول الله صلى الله عليه وآله قائلاً بعد هذه الواقعة:
-
وإني ما رأيت ولا سمعت بماجد
في الناس كلهم نظير محمد
أوفى وأعطى للجزيل إذا أجتدي
ومتى تشأ يخبرك عما في غد
- ونشهد في سيرة رسول الله في فتوحاته صلى الله عليه وآله شدة حرصه على إحترام السبايا وأبعاد الأذى عنهن وسعيه لجذب المنهزمين وإزالة الأحقاد.
- فمثلاً روى العلامة الطبرسي في كتاب أعلام الورى ضمن وقائع فتح خيبر وأخذ علي فيمن أخذ صفية بنت حيي ، فدعا بلالاً فدفعها إليه وقال له : لا تضعها إلا في يدي رسول الله « صلى الله عليه وآله » حتى يرى فيها رأيه ، فأخرجها بلال ومر بها إلى رسول الله على القتلى وقد كادت تذهب روحها ! - فقال « صلى الله عليه وآله » لبلال : أنزعت منك الرحمة يا بلال ؟ ! ثم اصطفاها « صلى الله عليه وآله » ثم أعتقها وتزوجها » . قال في المسائل العكبرية: « وتزوج بصفية بنت حي بن أخطب بعد أن أعتقها » .
- قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان : « وتزوج صلى الله عليه وآله بصفية بنت حيي بن أخطب سيد بني النضير وقد قتل زوجها يوم خيبر ، وقتل أبوها مع بني النضير ، وكانت في سبي خيبر ، فاصطفاها وأعتقها وتزوج بها ، فوقاها بذلك من الذل ووصل سببه ببني إسرائيل تأليفاً لقلوبهم ودفعاً لكيدهم على المسلمين.
- ختاماً تقبلوا منا أيها الأطائب أطيب الشكر على طيب متابعتكم لحلقة اليوم من برنامج (نبي الرحمة).
- لكم دوماً خالص الدعوات من إخوتكم وأخواتكم في إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- والى لقاء آخر دمتم بكل خير.