بسم الله والحمد لله أرحم الراحمين الذي جعلنا من أمة وشيعة صفي الله ومصطفاه المرسل رحمة للعالمين حبيبنا محمد الصادق الأمين صلوات الله عليه وآله الطاهرين.
- السلام عليكم أعزاءنا ورحمة الله وبركاته.
- أطيب التحيات نحييكم بها إخوة الإيمان مرجين بكم وأنتم ترافقوننا في حلقة اليوم من هذا البرنامج.
- أيها الأفاضل، أهل بيت النبوة عليهم السلام هم أعرف الخلق بسيرة عميدهم المصطفى صلى الله عليه وآله، وقد حرصوا على هداية الناس إلى هذه السيرة لعظمة ووفرة البركات والرحمات التي يحصلون عليها من الإقتداء بصاحب هذه السيرة المعطاء.
- ومن أجمع النصوص المروية عنهم – عليهم السلام – بشأن جوامع هذه السيرة هو النص المبارك المروي عن أميرالمؤمنين عبدالله ووليه وأخ رسوله علي المرتضى عليه السلام.
- وقد رواه عنه ولداها الحسنان عليه وعليهما السلام كما جاء في رواية الإمام الرضا سلام الله عليه التي رواها الشيخ الصدوق في كتاب عيون الأخبار وغيره.
- ومن لطيف ما ورد في هذه الرواية أن الإمام الحسن المجتبى قد سأل أباه المرتضى على إنفراد عن هذه السيرة العطرة، ثم سأله الحسين على إنفراد أيضاً، فجاءت روايتاهما متطابقتين بالكامل.. ننير قلوبنا بفقرات من هذه الرواية فتابعونا على بركة الله.
- قال الحسن عليه السلام : سالت أبي عليه السلام عن مدخل رسول الله ( ص ) فقال : كان إذا آوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة اجزاء جزء لله تعالى وجزء لأهله وجزء لنفسه ثم جزأ جزءه بينه وبين الناس فيرد ذلك بالخاصة على العامة ولا يدخر عنهم منه شيئا.
- ثم قال علي عليه السلام: وكان من سيرته في جزء الأمة ايثار أهل الفضل باذنه [أي لدخولهم عليه] وقسمه على قدر فضلهم في الدين فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل ويشغلهم فيما أصلحهم وأصلح الأمة من مسألته عنهم واخبارهم بالذي ينبغي.
- وكان صلى الله عليه وآله يقول : ليبلغ الشاهد منكم الغائب وأبلغوني حاجه من لا يقدر على ابلاغ حاجته فإنه من أبلغ سلطانا حاجه من لا يقدر على ابلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة فكان لا يذكر عنده إلا ذلك ولا يقبل من أحد غيره يدخلون رواد ولا يفترقون إلا عن ذواق ويخرجون أدله فقهاء.
- فقال الحسن عليه السلام: فسألته عن مخرج رسول الله ( ص) كيف كان يصنع فيه ؟ فقال : كان رسول الله ( ص ) يخزن لسانه إلا عما يعنيه ويؤلف بين الناس ولا ينفرهم ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ويتفقد ويحسن الحسن ويقويه ويقبح القبيح ويوهنه.
- ثم قال – عليه السلام – وكان – صلى الله عليه وآله – لا يغفل مخافة ان يغفلوا أو يميلوا ولا يقصر عن الحق ولا يجوزه الذين يلونه من الناس خيارهم أفضلهم عنده وأعمهم نصيحة للمسلمين وأعظمهم عنده منزله أحسنهم مواساة وموازرة لهم.
- ويتابع إمامنا المجتبى وشقيقه الإمام الحسين عليهما السلام إستحفاء أباهما الوصي المرتضى صلوات الله عليه في السؤال عن سنن جدهما نبي الرحمة صلى الله عليه وآله، جاء في تتمة الرواية:
- قال الحسن وقال الحسين: فسألته عن مجلسه فقال : كان (ص) لا يجلس ولا يقوم الا على ذكر الله وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهى به المجلس ويأمر بذلك ويعطى كل جلسائه نصيبه حتى لا يحسب أحد من جلسائه ان أحدا أكرم عليه منه من جالسه صابره حتى يكون هو المنصرف عنه.
- ثم قال المرتضى عليه السلام متابعاً وصفه لرسول الله – صلى الله عليه وآله - من سأله حاجه لم يرجع الا بها أو بميسور من القول قد وسع الناس منه خلقه وصار لهم أبا رحيما وصاروا عنده في الحق سواء.
- وقال عليه السلام مجلسه صلى الله عليه وآله مجلس حلم وحياء وصدق وأمانه ولا ترفع فيه مجلس متواصلين بالتقوى متواضعين يوقرون الكبير ويرحمون الصغير ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب.
- قال الحسن عليه السلام فقلت : يا أبتاه كيف كانت سيرته – صلى الله عليه وآله - في جلسائه ؟ فقال : كان دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مزاح ولا مداح لا يخيب مؤمليه.
- ثم قال عليه السلام قد ترك صلى الله عليه وآله نفسه من ثلاث: المراء والاكثار وما لا يعنيه وترك الناس من ثلاث كان لا يذم أحدا ولا يعيره ولا يطلب عثراته ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه
- وقال: كان إذا تكلم أطرق جلساءه كأنما على رؤوسهم الطير وإذا سكت تكلموا ولا يتنازعون عنده الحديث وإذا تكلم عنده أحد انصتوا له حتى يفرغ من حديثه.
- وقال المرتضى – عليه السلام - : وكان – صلى الله عليه وآله - يصبر للغريب على الجفوة في المسألة والمنطق حتى إن كان أصحابه ليستجلبونهم ويقول : إذا رأيتم حاجه يطلبها فارفدوه ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ ولا يقطع على أحد كلامه حتى يجوزه فيقطعه بنهي أو قيام.
- قال الحسن عليه السلام: فسألته – يعني أباه المرتضى – عن سكوت رسول الله (ص) فقال عليه السلام : كان سكوته على أربع الحلم والحذر والتقدير والتفكر فاما التقدير ففي تسويه النظر والاستماع بين الناس وأما تفكره ففيما يبقى ويفنى وجمع له الحلم في الصبر فكان لا يغضبه شئ ولا يستفزه وجمع له الحذر في أربع اخذه الحسن ليقتدى به وتركه القبيح لينتهى عنه واجتهاده الرأي في اصلاح أمته والقيام فيما جمع لهم من خير الدنيا والآخرة صلوات الله عليه وآله الطاهرين .
وختاماً تقبلوا منا مستمعينا الأكارم أطيب الشكر وأصدقه على طيب إستماعكم لحلقة اليوم من برنامجكم (نبي الرحمة).
قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
دمتم في أمان الله.