ورغم البرد القارس ومضي أكثر من 10 ساعات على الحضور المستمر في مراسم التشييع الا ان الحماس الجماهيري لم يخفت ذرة بل على العكس من ذلك تعاظم وازدادت المشاركة عمقا لحظة بلحظة.
وكانت هنالك في قم المقدسة مشاهد من الحضور والحماس الجماهيري ربما لم تشهد المدينة نظيرا لها على مدى تاريخها، فجميع المسارات المنتهية بمرقد "السيدة فاطمة المعصومة (س)" وكل بولفار "النبي الاعظم (ص)" مليء بالجماهير المحتشدة المشاركة في المراسم والمتلاحمة الى حد لا يمكن للمرء ان يتحرك من مكانه فيها الا بصعوبة بالغة.
الحشود المشاركة، رجالا ونساء، شيوخا وشبابا، اطفالا واشبالا، ينادون بصوت هادر واحد ينادي بـ"الثأر" لدم الشهيد سليماني واستعدادهم للتضحية والفداء في هذا الطريق ليعلم العدو بان طريق المقاومة لن ينسى ابدا هذه الجريمة الارهابية.
المشاركة الملحمية للجماهير في مدينة قم المقدسة وفي مقدمهم علماء وطلبة العلوم الدينية في مراسم تشييع الحاج سليماني اثبتت حقيقة دامغة وهي ان حب هذا القائد العظيم راسخة في قلوب الشعب وستبقى ذكراه عالقة في اذهان عشاق الولاية الذين لن يستكينوا حتى تحقيق جميع اهداف هذا القائد المتفاني في جبهات الحق ضد الباطل.
المشاركون في المراسيم شكلوا قطرات البحر الكبير الذي يشكل ساحله حب القائد سليماني، هؤلاء المشاركون اثبتوا بوحدتهم بان هذا البحر العظيم سيجتاح قريبا صحراء المجرمين القاحلة الذين ارتكبوا هذه الجريمة الارهابية.
المشاركة المليونية من قبل الجماهير المتمسكة بالولاية في قم بحضورهم الملحمي في الطريق الواصل بين مرقد "السيدة فاطمة المعصومة (س)" ومسجد جمكران البالغ طوله 8 كيلومترات، شكلت حضورا عاشورائيا في هذا اليوم لتسجيل ورقة ذهبية اخرى في طريق حب الشهداء والتمسك بالثورة في تاريخ هذه المدينة الزاخر بالمفاخر.
وتم أيضا طواف جثامين الشهداء سليماني ورفاقه في مرقد "السيدة المعصومة (س)" بمشاركة العلماء الافاضل.
وكان من المقرر ان يتم نقل جثمان الشهيد سليماني مساء الاثنين الى مدينة كرمان مسقط رأسه لتشييعه ودفنه الثلاثاء ولكن قد يحدث هنالك تغيير في البرنامج نظرا لإصرار اهالي اصفهان على استضافة وتشييع جثمانه الطاهر.
واستشهد قائد قوات "القدس" التابعة لحرس الثورة الاسلامية الفريق قاسم سليماني بمعية نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق ابو مهدي المهندس وعدد من رفاقهما في هجوم جوي اميركي غادر بطائرات مسيرة بعد خروجهم من مطار بغداد فجر يوم الجمعة الماضي.