المهندس، خلال مسيرته المقاومة، كان رجل عقيدة ومواقف، وليس رجل مناصب، وصرح في أكثر من مناسبة أنه لا يرغب بتولي المناصب الإدارية ويفضّل إدارة العمل الجهادي والعسكري، مبيناً أنه "لا يبالي للمنصب ويسعى جاهداً لتحقيق السلم والأمن في عموم البلاد".
تأثر بالجنرال الشهيد قاسم سليماني، بخصاله وجسارته وحتى تواضعه، واعتبر أن سليماني قائده، هو الذي كان حين أدلى بهذا التصريح قائداً ميدانياً في الحشد الشعبي، تتهاوى أمامه حصون تنظيم داعش التي شيدها آنذاك في مدن وقرى عراقية، قبل أن يحررها جميعها الحشد الشعبي بقيادته.
اسمه الحقيقي جمال جعفر التميمي، ورغم أنه حمل أكثر من 19 لقباً، كشفت عنهم الولايات المتحدة عندما فرضت عقوبات عليه عام 2009، إلا أن "المهندس لقبه الأشهر، ولقّب به نسبة إلى أنه خريج كلية الهندسة المدنية عام 1977.
ودرس العلوم السياسية، ونال درجة الماجستير في الاختصاص نفسه، كما درس مقدمات الحوزة العلمية للسيد محسن الحكيم في البصرة.
في سبعينات القرن الماضي، انتسب إلى حزب الدعوة الإسلامية، وإثر مشاركته في أحداث رجب عام 1979، واعتقال العديد من الطلبة، أصبح المهندس أحد أهم المطلوبين لمحكمة "الثورة"، وبعد تسلم الرئيس الأسبق صدام حسين الحكم في العراق، واستشهاد المرجع محمد باقر الصدر، اضطر المهندس إلى الخروج من العراق عام 1980 إلى الكويت،ثم إلى إيران.
عام 1985، صار المهندس عضواً في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، ومارس عمله كسياسي في المجلس وعسكري في فيلق بدر، ومن ثم قائداً على فيلق بدر حتى أواخر التسعينيات.
وقبل سقوط نظام صدام بأشهر، تخلى عن مسؤوليته في فيلق بدر والمجلس الأعلى، وعمل بشكل مستقل، لكنه حافظ على علاقة طيبة مع الجميع.
لعب الشهيد المهندس دوراً مهماً في تشكيل الائتلاف الوطني الموحد، كذلك الائتلاف الوطني العراقي ومن ثم التحالف الوطني الحالي.
أدرجته واشنطن على قائمة العقوبات، لاتهامة بقيادة عمليات عسكرية ضد قواتها، فاضطر للتخلي عن منصبه داخل البرلمان، لحين خروج القوات الأميركية من العراق.
وبعد تشكّل الحشد الشعبي تم اختيار المهندس كنائب لقائد الهيئة، ودأب على المشاركة الميدانية في المعارك على كل الجبهات.
برز اسم المهندس كقائد ميداني لا يشق له غبار، إبان دوره في التخطيط وتنفيذ المعارك التي خاضها الحشد الشعبي ضد تنظيم داعش، حتى تم النصر على التنظيم الارهابي عام 2017.