يذكر لنا التاريخ وكتب الحوادث ان اليوم العاشر من شهر رمضان المبارك حافل بالاحداث المهمة في تاريخ الاسلام العزيز، نورد ما توصل اليه بحثنا عنها:
فأول هذه الوقائع: وفاة خديجة الكبرى رضوان الله عليها.
وثانيها: خروج النبي الاعظم محمد صلى الله عليه وآله لفتح مكة في السنة الثامنة للهجرة (على قول البعض).
ثالثاً: نزول القرآن على النبي الاكرم صلى الله عليه وآله.
رابعاً: اجتماع وجهاء اهل الكوفة في بيت سليمان بن صُرد الخزاعي ومكاتبتهم الحسين بن علي عليه السلام.
خامساً: استشهاد التابعي الجليل سعيد بن جبير بن هشام الاسدي الكوفي رضى الله عنه على يد الحجاج بن يوسف الثقفي سنة 94 للهجرة.
سادساً: وفاة عقيلة بني هاشم السيدة زينب بنت امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهم السلام سنة 64 للهجرة على قول البعض.
وسابعاً: ولادة الامام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام على قول بعض المؤرخين.
واذا كان يوم العاشر هو ذكرى وفاة خديجة الكبرى عليها السلام فهو يوم حزن وكدر للنبي الاكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله، فانه فقد صديقة هذه الامة واولها ايماناً بالله وتصديقاً بكتابه، ومواساة لنبيه. وقد أوحى الله الى نبيه صلى الله عليه وآله ان يبشر خديجة ببيت لها في الجنة من قصب.
ونصّ النبي صلى الله عليه وآله على فضيلها فقال: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم، ومريم بنت عمران.
وقال صلى الله عليه وآله: خير نساء العالمين أربع ثم ذكرهنّ.
وقال: ما قام ولا استقام ديني الا شيئين: مال خديجة، وسيف علي بن ابي طالب.
ويكفي خديجة فخراً انها كانت وعاء للزهراء البتول وقرة عين الرسول صلوات الله عليهما. وان الله جل وعلا وجبرئيل بلغاها السلام.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: لما رجعت من السماء قلت: ياجبرئيل هل لك حاجة؟
قال: حاجتي ان تقرأ من الله ومني على خديجة السلام.
ولما بلّغها رسول الله صلى الله عليه وآله قالت: ان الله هو السلام ومنه السلام واليه يعود السلام وعلى جبرئيل السلام.
وفي اليوم العاشر من شهر رمضان عام ستين للهجرة اجتمع وجهاء الشيعة في الكوفة ومنهم حبيب بن مظاهر الاسدي، والمسيّب بن نجبة ورفاعة ابن شداد في دار سليمان بن صُرد الخزاعي لتدارس اوضاع الامة الاسلامية بعد هلاك معاوية بن ابي سفيان واستيلاء يزيد ابنه على سدة الحكم. وكتبوا الى الامام الحسين رسائل تحمل تواقيعهم على البيعة له والطاعة لآمره. وارسلوها مع عبد الله الهمداني وعبد الله بن وآل. وكان من نتائج هذه الرسائل ان أرسل الامام الحسين عليه السلام مسلم بن عقيل سفيراً عنه.
وفي اليوم العاشر من شهر رمضان عام 94 هجرية قام الحجاج بن يوسف الثقفي بجريمة نكراء كانت آخر جرائمه السوداء، وذلك بقتله للتابعي الجليل والمفسر الفقيه سعيد بن جبير رضى الله عنه.
كان سعيد بن جبير ممن أخذ العلم عن عبد الله بن عباس وكذلك تعلم منه قراءة القرآن والتفسير وروى عنه.
قال احمد بن حنبل امام الحنابلة: قتل الحجاج سعيد بن جبير رضي الله عنه وما على وجه الارض احد الا وهو مفتقر اليه او محتاج الى علمه.