في هذا اليوم الخامس عشر من شهر رمضان المبارك وفي العام الثالث بعد الهجرة النبوية الشريفة تباشر اهل الارض والسماء، وابتهجت ملائكة رب العالمين، وتزينت الجنان في العليين، وتهللت وجوه الملائكة المقربين، وقُرّت عيون محمد سيد المرسلين وعليّ امير المؤمنين بمولود ريحانة سيدة نساء العالمين وأحد سبطي شباب اهل الجنة أجمعين وسبط الرسول الكريم، كريم اهل بيت النبوة، الامام الزكي ابي محمد الحسن بن علي المجتبى صلوات الله وصلوات المصلين من الجن والانس أجمعين عليه وعلى امه وابيه وجده وأخيه وشيعته ومواليه، آمين رب العالمين.
ونحن اذ نزف اليكم التهاني بالمناسبة السعيدة نرجو الباري ان يشملنا بشفاعة هذا الامام ويعتق رقابنا به من النار.
سجل التاريخ ان السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها جاءت به الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في اليوم السابع من مولده في خرقة حرير كان جبرئيل عليه السلام نزل بها الى الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم فسماه حسناً المجتبى، وعقّ عنه كبشاً. وكان الحسن عليه السلام اشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خُلقاً وسؤدداً.
وفي اليوم الخامس عشر من شهر رمضان المبارك كان خروج مسلم بن عقيل عليه السلام من مكة في عام 60 للهجرة النبوية على مهاجرها وآله الصلاة والسلام مبعوثاً وسفيرا من قبل الامام الحسين عليه السلام الى اهل الكوفة حاملا جوابه اليهم ما هذا نصّه: (اني باعث اليكم اخي وابن عمي وثقتي من اهل بيتي مسلم بن عقيل واقرمته ان يكتب اليّ بحالكم ورأيكم فان كتب اليّ انه قد اجتمع رأي ملاءكم وذوي الحجى والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم، وقرأت في كتبكم، أقدم عليكم وشيكاً ان شاء الله تعالى).
ودخل مسلم بن عقيل بن ابي طالب عليه السلام الكوفة في السادس من شهر شوال وبايعه وبايعه ثمانية عشر الف وقيل خمسة وعشرون الفاً، الا ان ابي زياد استطاع ان يكتشف مقر مسلم فاضطر مسلم عليه السلام الى اعلان حركته قبل موعدها وحاصر عبيد الله بن زياد في قصر الامارة لكن سرعان ما تفرق الجمع وبقي مسلم وحيداً فلجأ الى بيت السيدة طوعة التي آوته فأرسل ابن زياد قوة كبيرة العدد كثيرة العدة مما اضطر مسلماً الى ان يواجهها وحيدا وخاض معهم معركة قاسية اُسر على اثرها وكانت النهاية ان قتل ابن زياد مسلماً مع هاني بن عروة وأمر بقطع رأسيهما وشدّت الحبال في ارجلهما وجرّا في اسواق الكوفة وبُعث برأسيهما الطاهرين الى الطاغية يزيد بن معاوية ابن ابي سفيان.
سقتك دماً يا ابن عمّ الحسين
مدامعُ شيعتك السافحهْ
ولا برحت هاطلات العيون
تحييّك غاديةً رائحهْ
لانك لم تُرْوَ من شِربةٍ
ثناياك فيها غدت طائحهْ
رموك من القصر اذ أوثقوك
فهل سَلِمَتْ فيك من جارحهْ
وسحباً تُجرُّ بأسواقهم
ألستَ اميرهم البارحهْ
أتقضي ولم تبكك الباكيات
أمالَكَ في المصر من نائحهْ
لئن تقضي نحباً فكم في زَوْرد
عليك العشية من صائحهْ
وزورد المنطقة التي وصلها ركب الامام الحسين عليه السلام يوم استُشهد مسلم بن علي عقيل عليه السلام.
وأخيراً في الخامس عشر من شهر رمضان من عام 37 الهجري صادف دخول محمد بن ابي بكر رضوان الله عليه مصر والياً من قبل الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، ومحمد هذا هو ابن اسماء بنت عُميس الخثعمية وكانت زوجة جعفر الطيار فلما استشهد تزوجها ابو بكر فولدت له محمداً، ولما توفي ابو بكر تزوجها الامام علي عليه السلام فنشأ محمد في حجره وكان ربيبه، شهد مع الامام علي الجمل وصفين ثم ولاه مصرز وفي سنة 38 هـ جهز معاوية بن ابي سفيان عمرو بن العاص الى مصر وآثار الفتن ضد محمد وتغلب عليه وقتل معاوية ابن خديج محمد بن ابي بكر صبراً وادخلوا جثته في بطن حمار ميت وأحرقوه، رضوان الله عليه وحشره مع مولاه امير المؤمنين عليه السلام