بسم الله وله المجد والحمد والصلاة والسلام على اهل لواء الحمد المصطفى محمد وآله أولي التقوى والسؤدد.
السلام عليكم احباءنا، اهلاً بكم في حلقة اخرى من هذا البرنامج الذي نتجول فيه بقلوبنا في البيوت التي أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ عزوجل وهي مشاهد ومراقد أوليائه عليهم السلام الذين ندب الخلق الى التقرب اليه جل جلاله بزيارتها، في هذه الحلقة لنا اطلالة سريعة على اهم المشاهد المشرفة في سوريا.
من عجائب جميل الصنع والتدبير الالهي أن جعل الله جلت حكمته من دمشق بقعة تعمر فيها كثير من المراقد والمشاهد المشرفة لاهل البيت المحمدي (عليهم السلام) وهي البقعة التي كانت عاصمة لحكم بني أمية الد أعداء هذا البيت الطاهر؛ فيما لم يبق من آثار بني امية وملوكهم شيء يذكر.
فإضافة لمشهدي السيدة زينب والسيدة رقية سلام الله عليهما اللذين تحدثنا عنهما في الحلقة السابقة، تضم مدينة دمشق مقبرة الباب الصغير الواقعة بالقرب من بوابة دمشق القديمة.
وتزدان هذه البقعة الاكارم باضرحة ومزارات معمورة لكثير من اهل البيت المحمدي (عليهم السلام) نذكر منها على وجه السرعة المراقد التالية: مرقد آمنة بنت الحسين عليهما السلام المعروفة بالسيدة سكينة بنت الرباب وهي من اعلام سبايا واقعة كربلاء، وكذلك مرقد السيدة أم كلثوم بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام) وكذلك مشهد السيدة فاطمة بنت الحسين عليهما السلام ومشهد السيدة ميمونة بنت الامام الحسن (عليهما السلام) والسيدة حميدة بنت مسلم بن عقيل عليهم السلام، إضافة الى مشهد دفن رؤوس الشهداء من أنصار الحسين (رضوان الله عليهم اجمعين)، وقبر السيدة الجليلة فضة خادمة الزهراء (عليها السلام)، وكانت مع ركب السبايا الذي اقتيد الى الشام بعد واقعة الطف.
كما تضم مقبرة الباب الصغير في دمشق مزار السيد عبد الله بن الامام زين العابدين (عليهما السلام) الملقب بعبد الله الباهر بسبب نورانية طلعته الناتجة من كثرة العبادة.
وفيها ايضاً مشهد السيد الجليل عبد الله بن الامام الصادق (عليهما السلام) وهو ايضاً من مشاهير العبّاد والصالحين، ومشهد زوج السيدة العقيلة زينب سلام الله عليها وهو عبد الله بن جعفر الطيار وكذلك قبر والدته السيدة الجليلة اسماء بنت عميس رضوان الله عليها وهي الامة الصالحة التي تولت تمريض مولاتنا الزهراء (عليها السلام) وخدمتها في مرض وفاتها وبوصية من الصديقة الزهراء أعانت مولانا الامام علي (عليه السلام) على تغسيل الصديقة بعد استشهادها (سلام الله عليها).
كما نجد في مقبرة الباب الصغير مزار السيدة الجليلة أم سلمة أفضل أمهات المؤمنين وزوجات النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) بعد أم المؤمنين خديجة الكبرى (عليها السلام).
وفي مقبرة الباب الصغير قبور عدد من الصحابة منهم مؤذن الرسول بلال الحبشي وكذلك عبد الله بن مكتوم رضوان الله عليهما وغيرهم.
وثمة مشاهد مشرفة مهمة أخرى في سوريا منها في مدينة حلب حيث نجد مشهد الحسين (عليه السلام) المعروف بمسجد النقطة وهو من البقاع المباركة ويضم صخرة وضع عليها رأس الامام الحسين (عليه السلام) عندما حملوه مع اسارى البيت المحمدي الى الشام، فوقعت قطرات من الراس الشريف على هذه الصخرة بقيت تسيل عليها يوم عاشوراء من كل عام الى ان أمر الحاكم الاموي عبد الله بن عبد الملك برفعها ومنع الناس من المجئ اليها، ثم بني مسجد في هذه البقعة ظهرت فيه كرامات كثيرة وأصبح من المشاهد المشرفة التي يزورها المؤمنون متقربين بذلك الى الله عزوجل.
وبالقرب من هذا المشهد يقع مزار مولانا المحسن بن الحسين عليهما السلام وهو ابن الامام الحسين الذي توفي سقطاً بسبب المشاق التي نزلت بوالدته وهي تسير مع السبايا الى الشام، ويقع قبره الشريف في جبل معروف بجبل الجوشن في حلب السورية.
والى الغرب من العاصمة السورية يقع مرقد السيدة سكينة بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام) في منطقة (داريا) وقد عُمر هذا المشهد في بناء بهي بعد تحقيق أجراه بعض العلماء بشأنه، وأهالي منطقة داريا يهتمون كثيراً بهذا المشهد وزيارته والتعبد لله عزوجل عنده.
وعلى بعد قرابة اربعين كيلومتراً شرق دمشق يقع مشهد الصحابي الشهيد حجر بن عدي وأصحابه في منطقة (مرج عذراء) في المكان الذي قاد فيه حجر بن عدي جيشاً للمسلمين لفتحه، فاختاره معاوية محلاً لدفن حجر وأصحابه بعد ان قتلهم صبراً بسبب موالاتهم للامام علي (عليه السلام)، وقد دفنت فيه أجسادهم أما رؤوسهم فقد نقلت الى دمشق حيث دفنت في المحل الذي اقيم فيه فيما بعد المسجد المعروف بمسجد القصب رضوان الله عليهم اجمعين.