بسم الله وله المجد والحمد رب العالمين والصلاة والسلام على سادات اوليائه الصادقين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أحباءنا ورحمة الله وبركاته، تحية مباركة طيبة نستهل بها حلقة أخرى من هذا البرنامج نخصصها لاطلالة سريعة على مراقد اهل بيت النبوة ومشاهدهم المباركة (عليهم السلام) في سوريا.
تضم المدن السورية كثيراً من المراقد المشرفة لأهل بيت النبوة (عليهم السلام)، ابرزها وأعظمها بركة مرقد عقيلة الهاشميين زينب الكبرى بنت فاطمة وأمير المؤمنين عليهم السلام أجمعين، ويقع هذا المرقد المباركة ذي القبة الذهبية الشامخة في قرية (راوية) من ضواحي العاصمة دمشق والتي اصبحت الآن منطقة عامرة ببركة المشهد الزينبي الذي يقصده الملايين من المؤمنين كل عام يتقربون الى الله بزيارة مرقد الصديقة الصغرى زينب (سلام الله عليها) والتي لا زالت اصدائها خطبتها الابية في مجلس الطاغية يزيد تدوي في الخافقين راسمة صورة بهية للإباء المحمدي ولقيم الكرامة الالهية.
ويُستفاد من تحقيقات عدة من العلماء الاعلام أن الطاغية يزيد كان قد أمر واليه على المدينة المنورة باخراج العقيلة زينب من مدينة جده وإيفادها الى الشام بسبب ما قامت به (عليها السلام) من بيان مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) بعد واقعة كربلاء الامر الذي ادى الى ثورة اهل المدينة التي قادها ابنُ غسيل الملائكة الانصاري كما هو مسجل في كتب التأريخ.
ولما وصلت العقيلة الى الشام في رحلتها الثانية هذه مع زوجها عبد الله بن جعفر الطيار توفيت في الخامس عشر من شهر رجب سنة 62 للهجرة، توفيت كمداً وحزناً في قرية راوية المذكورة حيث قبرها الذي أصبح اليوم أهم بيوت النور الالهي في الشام.
اما الحرم القدسي الثاني في سوريا فهو مرقد فاطمة الصغرى بنت الحسين (عليهما السلام) الملقبة برقية، التي توفت بعد وصول سبايا كربلاء الى الشام في اوائل شهر صفر سنة احدى وستين للهجرة.
وقد نقلت في كتاب كامل البهائي قصيدة وفاة السيدة رقية (سلام الله عليها) في خرابة الشام إثر ارسال الطاغية يزيد رأس ابيها الحسين عندما طلبت رؤية ابيها شوقاً اليه وعلا بكاؤها بسبب ذلك كما ورد في القصة المشهورة.
ويقع مشهد السيدة رقية (سلام الله عليها) بالقرب من الجامع الاموي في نهاية سوق الحميدية وسط العاصمة دمشق. وهو اليوم مزار بهي أظهر الله عزوجل فيه كثير من كرامات استجابة دعوات المتعبدين له في هذا المرقد الطاهر.
اما الجامع الاموي فقد شاءت ارادة الله تبارك وتعالى أن تخلد فيه مجموعة مهمة من مشاهد اهل بيت النبوة (عليهم السلام) منها مقام رأس الحسين (عليه السلام) حيث نصب ضريحا ً في المكان الذي وضع فيه رأسه الشريف عندما حمل مع السبايا الى الشام.
وفي الجهة اليسرى لمن يدخل المسجد من باب العمارة يوجد محراب أقيم في الموضع الذي كان يصلي فيه الامام السجاد زين العابدين (عليه السلام) أيام اقامته في دمشق مع سبايا واقعة الطف.
كما أقيم منبر يُعرف بمنبر الامام السجاد، في مكان المنبر الذي اعتلاه زين العابدين (عليه السلام) والقى خطبته الشهيرة في حضور الطاغية يزيد.
ويقع في مقابل هذا المنبر دكة نصبت في الموضع الذي جلس فيه أسارى آل الرسول (صلى الله عليه وآله) عندما أدخلوا مجلس الطاغية يزيد.
ويشتمل الجامع الاموي على ضريح منصوب في المكان الذي وضعت فيه الرؤوس الطاهرة لشهداء واقعة الطف المجيدة عندما حملت مع الاسارى الى الشام.
وإضافة الى هذه المشاهد المشرفة يضم الجامع الاموي ضريحاً بهياً لموضع دفن رأس النبي الشهيد يحيى بن زكريا (عليهما السلام) الذي دفن جسده في المكان الذي أقيم عليه مسجد (دلم) في ضاحية الزبداني من ضواحي دمشق.
ويقع من جهة القبلة ضريح راس النبي يحيى مقام للعبد الصالح الخضر عليه السلام وقبر لنبي يُقال أنه هود (عليه السلام) ولكن الراجح أنه غير النبي هود المذكور في القرآن الكريم لأن قبر هود عليه السلام يقع في النجف الاشرف كما صحت بذلك الرواية من طرق اهل البيت (عليهم السلام).