وله الحمد والتسليم الغفور الكريم والصلاة والسلام على سادات الانام وامناء الرحمان محمد وآله الطيبين.
السلام عليكم احباءنا اسعد الله اوقاتكم وتقبل طاعاتكم، ها نحن نلتقيكم على بركة الله في حلقة اخرى من هذا البرنامج حيث نتجول معاً في رحاب المشاهد المشرفة في ثالثة المدن المقدسة النجف الاشرف حيث مشهد نفس النبي (صلى الله عليه وآله) ووصيه المرتضى علي امير المؤمنين (عليه السلام).
تضم النجف الاشرف احدى اهم المقابر المقدسة في العالم الاسلامي، وهي مقبرة وادي السلام التي تضم قبور عدد من الانبياء (عليهم السلام) مثل هود وصالح (عليهما السلام) وقد بني السيد العارف محمد مهدي بحر العلوم (رضوان الله عليه) قبة على مزارهما المطهر في هذه المقبرة.
كما تضم مقبرة وادي السلام قبور الكثير من العلماء والاولياء والشهداء، وقد رويت كثير من الاحاديث الصحيحة عن النبي (صلى الله عليه وآله) وائمة الهدى (عليهم السلام) في فضيلة وآثار الدفن في هذه المقبرة المقدسة، وروي عن الامام الصادق عليه السلام انه قال: ما مؤمن يموت في شرق الارض وغربها الا وحشر الله روحه الى وادي السلام.
ومن المشاهد المشرفة في النجف الاشرف مقام مولانا الامام زين العابدين عليه السلام ويقع في جهة القبلة لمشهد الامام علي (عليه السلام)، وقد بني هذا المزار في محل اقامة الامام السجاد (عليه السلام) عندما جاء الى النجف الاشرف لزيارة جده امير المؤمنين (عليه السلام).
وقد نقلنا لكم رواية مجيئه الى الكوفة في حلقة سابقة ضمن الحديث عن فضيلة مسجد الكوفة المعظم.
ومن المشاهد المشرفة المهمة في النجف الاشرف مشهد منزل او منبر القائم المهدي (ارواحنا فداه)، وقد ورد في الاحاديث الشريفة استحباب صلاة ركعتين فيه، وهو غير مقام المهدي (عليه السلام) في مسجد السهلة لان هذا المشهد يقع بالقرب من قبر امير المؤمنين (عليه السلام) كما هو صريح عدة روايات نقلتها المصادر المعتبرة، منها ما روي في تهذيب الاحكام مسنداً عن مبارك الخباز ضمن رواية زيارة الامام الصادق (عليه السلام) للنجف الاشرف، فقد جاء فيها عن مبارك الخباز: فركب (عليه السلام) وركبت حتى دخل الجرف ثم نزل فصلى ركعتين ثم تقدم قليلاً آخر فصلى ركعتين، ثم تقدم قليلاً آخر فصلى ركعتين ثم ركب ورجع، فقلت: جعلت فداك ما ألاوليتين وما الثانيتين والثالثتين؟
فقال: (صليت) الركعتين الاوليتين (عند) موضع قبر امير المؤمنين (عليه السلام) والركعتين الثانيتين (عند) موضع رأس الحسين (عليه السلام)، والركعتين الثالثتين (عند) موضع منبر القائم (عليه السلام).
وروي في الكافي وكامل الزيارات عن ابان بن تغلب قال: كنت مع ابي عبد الله الصادق)عليه السلام) فمر بظهر الكوفة فنزل فصلى ركعتين ثم تقدم قليلاً فصلى ركعتين ثم سار قليلاً فنزل فصلى ركعتين ثم قال: هذا موضع قبر امير المؤمنين (عليهما السلام).
فقلت: جعلت فداك والموضعين اللذين صليت فيهما؟
فقال: موضع رأس الحسين عليه السلام وموضع منزل القائم (عليه السلام).
ويوجد الآن في وادي السلام في النجف الاشرف مقام عليه قبة يُعرف بمقام الامام المهدي (عجل الله فرجه)، لا ينبغي الغفلة عن الاقتداء بفعل مولانا الامام الصادق (عليه السلام) من زيارته والتقرب الى الله جل جلاله بالصلاة فيه ركعتين تطوعاً.
ومن المشاهد المشرفة التي ينبغي التقرب الى الله عزوجل بزيارتها، مرقد العبد الصالح ميثم التمار (رضوان الله عليه) وهو من حملة اسرار امير المؤمنين (عليه السلام) ومن خلص اصحابه واصحاب ولديه الحسن والحسين (عليهما السلام) وقد مضى شهيداً على ايدي علوج بني امية قبيل واقعة كربلاء وقصته معروفة، ويقع مرقده الشريف قرب مسجد الكوفة؛ كما ينبغي التقرب الى الله بزيارة مرقد العبد الصالح كميل بن زياد النخعي الشهيد من اصحاب امير المؤمنين (عليه السلام) الذين اغتالتهم ايدي الطغيان الاموية، ومزاره معروف في النجف الاشرف.