بسم الله وله المجد والحمد نور السماوات والارضين والصلاة والسلام على انوار هدايته الساطعة وشموس رحمته اللامعة، محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم الاكارم ورحمة الله وبركاته، اهلاً بكم في حلقة اخرى من هذا البرنامج نبقى فيها مع المشهد العلوي في النجف الاشرف فنخصص الحديث فيها عن فضيلة زيارة مرقد امير المؤمنين (عليه السلام).
عرفنا في الحلقة السابقة ان ظهر الكوفة او الغري او النجف الاشرف هي بقعة عُبد الله فيها لانها المحل الذي سجدت فيها الملائكة طاعة لامر عندما امرها جل جلاله بالسجود لآدم (عليه السلام).
هذا ما صرحت به الاحاديث الشريفة التي تقدم نقلها، ولذلك إختارها الله عزوجل محلاً لقبر وليه الاكبر ووصي نبيه الاكرم مولى الموحدين الامام علي (عليه السلام).
وقد حثت كثير من الاحاديث الشريفة على التعبد لله عزوجل بزيارة المرقد العلوي المطهر مبينة عظيم الثواب والاجر في ذلك. ننقل لكم احباءنا نماذج لهذه الاحاديث. منها ما روي في الكافي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: يا علي، من زارني في حياتي او بعد موتي او زارك في حياتك او بعد موتك، او زار ابنيك [يعني الحسن والحسين عليهما السلام] في حياتهما او بعد موتهما ضمنت له يوم القيامة أن أخلصه من اهوالها وشدائدها حتى اصيره معي في درجتي.
وروى الشيخ المفيد في كتاب المقنعة عن النبي الاكرم )صلى الله عليه وآله) قال: من زار علياً بعد وفاته فله الجنة.
هذا من بعض الآثار والبركات الاخروية لزيارة مرقد امير المؤمنين (عليه السلام)، كما أن بابه هي من ابواب الحوائج الي يستجيب الله زوجل من طرقها متوسلاً بها اليه.
فقد روي في كتاب تهذيب الاحكام عن مولانا الامام الصادق (عليه السلام) قال: ان الى جانب كوفان قبراً ما أتاه مكروب قط فصلى عنده ركعتين او اربع ركعات الا نفس الله عنه كربته وقضى حاجته.
وعن الصادق (عليه السلام) ايضاً وقد سأله ابن مارد ـ وهو من أصحابه ـ عن ثواب زيارة قبر امير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا ابن مارد من زار جدي عارفاً بحقه كتب الله له بكل خطوة حجة مقبولة وعمرة مبرورة، والله ـ يا ابن مارد ـ ما يُطعم الله النار قدماً اغبرّت في زيارة امير المؤمنين (عليه السلام) ماشياً كان او راكباً.
وقد ورد فضل كبير لزيارته (عليه السلام) مشياً على الاقدام كما صرحت الاحاديث الشريفة بذلك، وروي في كتاب فرحة الغري للسيد عبد الكريم بن طاووس بسنده أن ابا شعيب الخراساني سأل الامام الرضا (عليه السلام): ايما افضل زيارة قبر امير المؤمنين (عليه السلام) او زيارة الحسين (عليه السلام) فأجاب الرضا: ان الحسين قُتل مكروباً فحقيق على الله عزوجل ان لا يأتيه مكروب الا فرج الله كربه، وفضل زيارة قبر امير المؤمنين على زيارة الحسين كفضل امير المؤمنين على الحسين (عليهما السلام).
ونجد في الاحاديث الشريفة أعزاءنا تحذيراً شديداً من ترك زيارة المشهد العلوي المبارك مع الاستطاعة، لاحظوا الحديث التالي المروي في عدة من المصادر المعتبرة مسنداً عن يونس بن ابي وهب العصري قال: دخلت المدينة فاتيت ابا عبد الله الصادق عليه السلام فقلت له: أتيتك ولم ازر قبر امير المؤمنين (عليه السلام) فقال: بئس ما صنعت، لو لا انك من شيعتنا ما نظرت اليك، الا تزور من يزوره الله تعالى مع الملائكة، ويزوره الانبياء عليهم السلام ويزوره المؤمنون؛ قال يونس:
قلت: جعلت فداك ما علمت ذلك فقال )عليه السلام): فأعلم ان امير المؤمنين عند الله تعالى افضل من الائمة كلهم وله ثواب اعمالهم وعلى قدر اعمالهم فضلوا وقال الصادق (عليه السلام) ايضاً: من ترك زيارة امير المؤمنين (عليه السلام) لم ينظر الله اليه، الا تزورون من تزوره الملائكة ويزوره الانبياء عليهم السلام ويزوره المؤمنون؟