بسم الله وله المجد نور السموات والارض واتم الصلاة والتسليم على بيوت نوره محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم الاكارم ورحمة الله، تقبل الله اعمالكم اهلاً بكم ومرحباً في ثالثة حلقات هذا البرنامج، نتنور فيها ببعض النصوص الشريفة الداعية الى زيارة وتعظيم المواقف الكريمة والمشاهد الالهية المشرفة الا وهو بيت الله الحرام وكعبته المعظمة وحرمة الامن.
عندما نراجع النصوص الشريفة نجد فيها اهتماماً بالغاً بابقاء جذوة الرغبة في زيارة بيت الله الحرام والمشاهد الكريمة المشرفة في مكة المكرمة.
فقد تواترت من طرق مختلف المذاهب الاسلامية الكثير من الاحاديث الشريفة الحاثة على الحج المستحب وتقديمه على اكثر العبادات الاسلامية تعظيماً لتلك المشاهد المشرفة وتقوية لروح الارتباط بها في قلوب المسلمين.
بل وعرفتنا الاحاديث الشريفة بعدة وسائل للفوز بتوفيق زيارة مشاهد مكة المكرمة مثل قراءة سورة الحج كل ثلاثة ايام مرة على مدى سنة كاملة، او ادمان تلاوة سورة عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ يومياً على مدى سنة، او قراءة ذكر (ما شاء الله) الف مرة في مجلس واحد، او كثرة التأكيد على طلب التشرف بزيارة تلك المشاهد المباركة في كثير من الادعية الشريفة خاصة ادعية شهر رمضان المبارك.
ومن وسائل ترسيخ الرغبة في تعظيم بيت الله الحرام وزيارة مشاهده المشرفة في قلوب المؤمنين تنبيهم الى ان فقدان هذه الرغبة من علامات النفاق والمنافقين، لاحظوا اخواننا ما روي في كتاب تهذيب الاحكام عن ابي حذيفة انه كان مع الامام الصادق عليه السلام في طريق مكة فلما مروا بجبل اسمه (نافل) نبهم الامام عليه السلام الى الحقيقة المتقدمة حيث قال: ترون هذا الجبل ثافلاً؟
إن يزيد بن معاوية لما رجع من حجةٍ مرتحلاً الى الشام انشأ يقول:
إذا تركنا ثافلاً سنينا
فلن نعود بعده سنينا
للحج والعمرة ما بقينا
اعاذنا الله وإياكم أحباءنا من أخلاق يزيد والمنافقين ورزقنا وإياكم دوام الرغبة في زيارة بيت الله الحرام ومشاهده المشرفة.
وفي المقابل نجد الافاضل تأكيدات كثيرة على ان تعظيم البيت الحرام ومشاهده المباركة هو من سنة اولياء الله سلام الله عليهم، وقد رويت في ذلك كثير من الروايات.
يُضاف الى ذلك كثرة الاحاديث الشريفة الداعية الى حفظ الرغبة في زيارة بيت الله الحرام، كالمروي عن سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: من اراد الدنيا والآخرة فليؤم هذا البيت، ومن رجع من مكة وهو ينوي الحج من قابل زيد في عمره ومن خرج من مكة ولا ينوي العود اليها فقد قرب اجله ودنا عذابه.
وجاء في وصية امير المؤمنين (عليه السلام) وهو على فراش شهادته: الله الله في بيت ربكم لا تخلوه من ما بقيتم.
ونجد في احاديث أئمة العترة المحمدية عليهم السلام تأكيدات مشددة على لزوم تعظيم بيت الله الحرام وعدم السماح بخلوه من الزوار، فقد روي عن مولانا الامام الصادق (عليه السلام) ومن طرق عدة انه قال:
لو عطل الناس الحج لوجب على الامام أن يجبرهم على الحج إن شاؤوا وإن ابوا، فإن هذا البيت إنما وضع للحج.
وقال (عليه السلام): لا يزال الدين قائما ما قامت الكعبة.
وقال (عليه السلام): لو ان الناس تركوا الحج لكان على الوالي ان يجبرهم على ذلك وعلى المقام عنده، ولو تركوت زيارة النبي (صلى الله عليه وآله) لكان على الوالي ان يجبرهم على ذلك وعلى المقام عنده، فإن لم يكن لهم أموال أنفق عليهم من بيت مال المسلمين.
الافاضل وكما لاحظتم فإن الحديث الخير اشارة مهمة الى اهمية زيارة وتعظيم المشهد النبوي وقبر الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) في المدينة المنورة.