وكان نتنياهو قد زعم خلال كلمته في الجمعية العمومية للامم المتحدة بأنّ ايران لديها مقر نووي سري في منطقة «تورقوز آباد» في ضواحي العاصمة طهران لم تلعن عنه.
وخلال مقابلة أجرتها معه صحيفة «إعتماد» الايرانية أعرب صالحي عن إعتقاده بأنّ التعاون النووي بين ايران والسعودية والإمارات من شأنه أن يقلّص نسبة إنعدام الثقة السياسية بين هذه الدول الثلاث، مؤكداً على ضرورة تأسيس مركز يخدم الأمان في المنطقة عند حدوث مخاطر نووية.
ورداً على مزاعم نتنياهو قال صالحي: إنّ هذا الرجل جعل نفسه هذه المرّة موضع استهزاء وسخرية العالم وإنّ إطلاق مزاعم كاذبة من جانبه قضية عادية إعتاد عليها الرأي العام، رافضاً هذه التصريحات جملة وتفصيلاً.
ولفت صالحي الى عدم إتيان الوكالة الدولية للطاقة الذرية بذكر لوجود مثل هذا الموقع في ايران ملحقاً اُكذوبة نتنياهو الأخيرة بتلك المزاعم الصهيونية السابقة والرفوف التي كان قد ملأها نتنياهو بالملفات الإستعراضية ضد ايران.
ونفى صالحي تسرّب أيّة مستندات ذات صلة بالنشاط النووي الايراني من الوكالة الايرانية للطاقة النووية الى الخارج رافضاً القناعة القائمة على أنّ مزاعم نتنياهو ستسبّب خسائر لايران وتفوت عليها فرص أو زمن لتسوية ملفها النووي وتُكلفها أعباء مثلما لحق بها أيّام الضجة التي إفتعلوها حيال موقع «نطنز» واتهام ايران بإخفاء منشأة نووية فيه.
وأشاد صالحي بالتعاون الطيب بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أكدت حتى الآن ۱۲مرة على سلمية النشاط النووي الايراني، معلناً رفض بلاده لأيّة مطالب خارجة عن الإتفاق النووي.
وبالنسبة لوجود نشاط نووي مصغّر لدى بعض الجامعات الايرانية وموقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية منها قال صالحي: إنّ البرتوكول الملحق بمعاهدة حظر انتشار السلاح النووي يؤكّد على المنشآت النووية ولا شأن له بالجامعات ونشاطاتها.
ولفت صالحي الى إمكانية تأسيس مصنع "يو اف ٤" لمعالجة اليورانيوم في إصفهان (وسط ايران) أو إعادة تشغيل ما تمّ بدؤه سابقاً فيه، إذ أنّ الحكومة وعدت بتوفير الميزانية لهذا المشروع، مؤكداً على أنّ المشروع - إن تم إنجازه - سيكون ضمن المشاريع الهامة جداً للبلاد.
ونوه رئيس الوكالة الايرانية للطاقة النووية الى سرعة عمل البلاد والوكالة، إذا تطلّب الأمر إعادة النشاط النووي الى ما كان عليه في السابق خاصة إذا انسحبت ايران من الإتفاق النووي.
وقال في ذلك: إنّ البلاد ستعيد تخصيب اليورانيوم بنسبة ۲۰ بالمائة عند حدوث هذه الحالة خلال ٤ أو ٥ أيام لا أكثر رغم إعرابه عن أمله بأن لا يطرأ ما يُرغم البلاد على الانسحاب من الإتفاق النووي.
ورفض صالحي بأن تكون مساعي الكيان الصهيوني سدّاً أمام تعاون الدول الاوروبية وغير الاوروبية والوكالة الدولية للطاقة الذرية مع ايران في الشأن النووي وتأسيس منشآت جديدة على أراضيها وتزويدها بما تحتاج اليه في نشاطها السلمي.
وحذّر صالحي من مغبة إنهيار الإتفاق النووي محذراً الجميع من تداعياته التي لا يمكن التنبُّؤ بها سياسياً وأمنياً واقتصادياً على الصعيد الإقليمي والعالمي.
وذكّر صالحي خلال المقابلة بالعزلة الأمريكية التي واجهها مسؤولو البيت الابيض خلال إجتماعَي الجمعية العمومية ومجلس الأمن، حيث لم ترافقهم فيها الّا السعودية والإمارات والكيان الصهيوني.